هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعتبر جنرال إسرائيلي أن الآمال الإسرائيلية حول إمكانية مغادرة إيران لسوريا هي مجرد "أحلام يقظة" لن تتحقق.
وقال عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، إن "الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق الليلة الماضية على سوريا تبدد الأوهام التي رافقتنا في الفترة الماضية بأن إيران ستغادر سوريا".
وأضاف يادلين، في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21"، أنه "لأول مرة، تهاجم الطائرات الإسرائيلية مناطق في سوريا غير مدرجة في قائمة الأهداف التقليدية، ما يشير إلى أن المؤسسة العسكرية تركز الآن على محاربة إيران، وليس الانشغال ببرامج الضم في الضفة الغربية".
وأشار
يادلين، رئيس معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إلى أن "الهجمات
في سوريا ليلة الثلاثاء والأربعاء كانت واسعة النطاق كالمعتاد،
والأهم من ذلك أنها تشمل مناطق لم يتم مهاجمتها من قبل، إحدى الهجمات المبلغ عنها
تقع في منطقة السويداء، وهي منطقة درزية مستقرة، ويمكن الاستنتاج من هذا الهجوم،
وفي هذه المنطقة بالذات، أن إيران وسعت من اندماجها بين هؤلاء السكان أيضا، وعلى
غير العادة".
وأوضح
أن "هذا التقييم الأخير يشير إلى أن الاعتقاد الذي ساد بين الإسرائيليين لفترة
من الزمن، ومفاده أن الإيرانيين يتخلون عن سوريا، ربما كان عبارة عن نوع من
"التفكير الأمنياتي"، لأنه من المهم أيضا أن نتذكر أن هذه منطقة وعد
الروس بأنها لن يكون لها وجود في إيران أو حزب الله، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن
الإيرانيين سيحاولون الرد على الهجمات المستمرة، كما حاولوا من قبل".
وأكد
أن "إسرائيل رأت من قبل محاولات إيرانية لإطلاق صواريخ على أهداف في مرتفعات الجولان، وهي محاولات لم تنجح؛ بسبب التنفيذ الفاشل للمليشيات والقوات
الإيرانية في الميدان، وكذلك القدرات الاستخبارية والدفاع الإسرائيلية الناجحة، وعندما
فشل الإيرانيون في هذه المحاولات، حاولوا بردود إلكترونية فاشلة".
وأضاف
أن "صانعي القرار بحاجة إلى افتراض أنه ستكون هناك محاولة لرد
إيراني على الهجمات في محاولة لردع إسرائيل، ويمكن أن تنعكس في مجموعة كاملة من
خيارات العمل الخاصة بالمليشيات الشيعية، فحسن نصر الله أمين عام حزب الله ارتدى
حذاء الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، بصفته
كبير الاستراتيجيين، وضابط العمليات في مجالهم".
وأوضح
أنه في الوقت نفسه، هناك نقطة مهمة أخرى يجب ملاحظتها، وهي انهيار العملة المحلية
في كل من إيران وسوريا ولبنان؛ لأن تأثير العقوبات الأمريكية، بجانب تأثير أزمة
كورونا، يزيد من حدة الأزمة الاقتصادية العميقة في دول هذا المحور، وفي حال يمكن اعتبار
الأزمة الاقتصادية مبررا لتخفيف استجابة المحور الشيعي ضد إسرائيل، وناحية أخرى قد
تدفع صانعي القرار فيها لتحويل الانتباه عبر المواجهة الخارجية".
وأشار إلى أنه "في هذه الأيام من الانشغال في أزمتي كورونا من جهة، وخطة الضم
من جهة أخرى، فإن صانع القرار مطالب بأن يضع في اعتباره أن التهديد الاستراتيجي
الأول لأمن إسرائيل هو التهديد الإيراني، حيث يواصلون التقدم في البرنامج النووي،
والبناء في سوريا، والدفع بمشروع الصواريخ الدقيقة".
وختم
بالقول إنه "يتوجب على القيادة الاستفادة من الأشهر التي تسبق
الانتخابات الأمريكية للتنسيق مع الإدارة بشأن تقدم البرنامج النووي في إيران؛ لأن هذه القضية أكثر أهمية من خطة الضم التي تخلق مواجهة سياسية إسرائيلية مع أصدقائها
حول العالم، مع أن هذه الصداقات ضرورية لها لمحاربة التهديد الإيراني".
اقرأ أيضا: سفير أمريكي سابق بتل أبيب: الضم سيكلف إسرائيل ثمنا باهظا