هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "آف.بي.ري" الروسي
تقريرا تحدث فيه عن التماثيل التي يعود تاريخها إلى مصر القديمة التي تفتقر جميعها
تقريبا إلى أنوف.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن عشرات الزوار دائما ما يتساءلون بشأن غياب أنوف التماثيل
المصرية القديمة، ولعل ذلك ما دفع إدوارد بليبرغ، المشرف على قسم الفن المصري
والكلاسيكي القديم في الشرق الأوسط في متحف بروكلين، إلى إجراء بحث في هذا الصدد.
من الصعب إحالة الأمر إلى الصدف
على غرار الكثيرين، اعتقد بليبرغ في
البداية أن الضرر الذي لحق بهذه التماثيل سواء على مستوى الأنف أو أجزاء أخرى من
التماثيل كان نتيجة نقلها أو عامل الزمن. لكن تبين في وقت لاحق أن هناك العديد من
الأسباب التي تفسر سبب فقدان هذه التماثيل لأنوفها.
لمعرفة الحقيقة، أورد الموقع أنه كان
على بليبرغ إجراء بحث واسع النطاق يقوم على تحليل مئات الصور والكتابات
الهيروغليفية والتماثيل لفهم بعض النقاط. وقد لاحظ أن العديد من التماثيل المصرية
التي تعود إلى حقب زمنية مختلفة تشترك في نفس الضرر، فقدان الأنف والأذنين والذراع
اليسرى. وهذا يعني أن هذا الأمر ليس محض صدفة، لاسيما أن مئات التماثيل تشترك في
هذه النقطة. وبعد دراسات أرشيفية وأنثروبولوجية دينية، توصل بليبرغ إلى أن العديد
من التماثيل والرسومات القديمة شُوهت عمدًا.
الأسباب عديدة
وذكر الموقع أنه بالنسبة للأسباب التي تفسر
العثور على التماثيل في هيئتها الحالية، فهي مختلفة باختلاف دوافع الأشخاص الذين
قاموا بتشويهها، ويمكن أن تكون سياسية ودينية وشخصية وحتى إجرامية. في مصر
القديمة، تُنسب القوى السحرية إلى تماثيل الآلهة والفراعنة. ويبدو أن الأشخاص
الذين ألحقوا أضرارا بهذه التماثيل أقدموا على ذلك إما لأن أصحابها ارتكبوا أعمالا
مشينة أو منافية للأخلاق مثل شن حرب أو نهب الثروات، أو لأنهم كانوا يؤمنون
بقدرتها السحرية وأرادوا الحد من تأثيرها.
الحرب على التماثيل
وأضاف الموقع أنه لا يمكن استبعاد
إمكانية تضرر التماثيل خلال الحروب والوقت والضرر العرضي، ولكن اكتشف بليبرغ أن
دمار العديد من التماثيل كان نتيجة إعلان الحرب على الأيقونات البيزنطية.
في الحقيقة، كان المخربون يعتقدون أن
قطع الأنف يؤدي إلى توقف التمثال عن التنفس وبالتالي موته، بينما يؤدي قطع الأذنين
إلى فقدان القدرة على سماع الصلوات. وفي المنحوتات التي تصور رجلًا يقدم تضحية
للآلهة، تقطع اليد اليسرى التي كانت تستخدم في معظم الأحيان لهذا الغرض.
وفي الختام، ذكر الموقع أن العديد من
التماثيل دُمرت لأسباب سياسية. فقد دُمر إرث الملكتين المصريتين القويتين، حتشبسوت
ونفرتيتي، لأن الأثر الذي تركتاه في ذاكرة المصريين كان عميقًا لدرجة أن من خلفهما
اعتبروه تهديدا وجب التخلص منه.