سياسة دولية

معركة بين النواب وترامب حول اعتبار واشنطن "ولاية".. لماذا؟

حال منح واشنطن العاصمة صفة ولاية مستقلة، ستكون الأكثر تمثيلا لذوي الأصول الأفريقية بواقع 60 بالمئة- جيتي
حال منح واشنطن العاصمة صفة ولاية مستقلة، ستكون الأكثر تمثيلا لذوي الأصول الأفريقية بواقع 60 بالمئة- جيتي

يترقب الأمريكيون تصويت مجلس النواب، الجمعة، على تغيير الوضع الإداري للعاصمة واشنطن، وجعلها ولاية مستقلة، في معركة جديدة بين الديمقراطيين والجمهوريين، وسط تلويح الرئيس دونالد ترامب باستخدام "الفيتو" ضد الخطوة.

 

ولا تنتمي واشنطن لأي ولاية، وتعد مقاطعة إدارية مستقلة، وتم اختيارها عاصمة للبلاد بشكل رسمي مطلع القرن التاسع عشر، دون أي تمثيل لسكانها في الكونغرس. فيما تم منحها ثلاثة مقاعد في المجمع الانتخابي عام 1961.

 

ولا يحدد الدستور الأمريكي موقعا لعاصمة البلاد أو طبيعتها الإدارية بدقة، ما يجعل ذلك مفتوحا أمام الخلافات.

 

وفي حين يقول الديمقراطيون إن من حق سكان واشنطن التمتع بتمثيل في الكونغرس، يرى الجمهوريون أن ذلك يأتي في إطار مساع للتقليل من شأن التقاليد الأمريكية.

 

وفي الواقع، فإن سكان العاصمة صوتوا لصالح المرشحين الديمقراطيين للرئاسة في جميع الاستحقاقات منذ منحهم تمثيلا في المجمع الانتخابي، بحسب موقع "270 تو وين".

 

وأقر ترامب بذلك في أيار/ مايو الماضي، عندما قال لصحيفة "نيويورك بوست"؛ إن الجمهوريين ليسوا "بذلك الغباء" ليسمحوا بتمرير انفصال ولاية واشنطن، المحسوبة على الديمقراطيين "100 بالمئة"، مضيفا أنه لن يسمح بذلك أبدا.

 

اقرأ أيضا: "إصلاح الشرطة".. بين ما يريده ترامب وطموح الديمقراطيين

 

وحال تمرير منح واشنطن العاصمة صفة ولاية مستقلة، ستكون الأكثر تمثيلا لذوي الأصول الأفريقية، إذ إن 60 بالمئة من سكانها هم من السود. وتتصدر الترتيب حاليا ولاية مسيسيبي بواقع 36.33 بالمئة، وفق إحصاء عام 2000.

 

ومن حيث عدد السكان، فإن واشنطن العاصمة تتفوق على ولايتي فيرمونت ووايومنغ، ويقطنها أكثر من 705 آلاف نسمة.

 

وتتمتع كل من فيرمونت (624 ألف نسمة) ووايومنغ (579 ألف نسمة) بمقعد لكل منهما في مجلس النواب، ومقعدين بمجلس الشيوخ.

 

ويمنح الدستور الأمريكي مقعدين لكل ولاية في مجلس الشيوخ، بالتساوي، بغض النظر عن التفاوت في عدد السكان أو المساحة، ما خلق معادلة سياسية تصب في صالح الجمهوريين، الذين يسيطرون على العديد من الولايات الداخلية ذات التركيبة البيضاء المحافظة، وقليلة الكثافة السكانية، على حساب الديمقراطيين الذين يتمتعون بحضور في الولايات الساحلية كثيفة السكان.

 

وسلطت "عربي21" الضوء في تقرير سابق على "عيوب الديمقراطية الأمريكية"، التي تعكس العنصرية التاريخية والتمييز بحق الأقليات التي تتركز عادة في المدن الساحلية الكبيرة.

التعليقات (0)