هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث قيادي فلسطيني بارز في حركة "فتح"، عن مستقبل السلطة الفلسطينية وقرار حلها، مؤكدا أنه لا حديث مع الأمريكان أو الإسرائيليين قبل أن ترفع "صفقة القرن" من التداول.
وكانت قناة عبرية قد كشفت السبت، أن رئيس السلطة رفض
استقبال مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لبحث خطة الضم الإسرائيلية،
فيما زعمت أن القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، هددت "بحل السلطة
وتسليم الأمن أسلحته".
وحول المدى الذي يمكن للسلطة الفلسطينية وحركة
"فتح" الذهاب فيه من أجل مواجهة مخطط الضم الإسرائيلي، قال أمين سر
المجلس الثوري للحركة ماجد الفتياني: "موقف القيادة الفلسطينية واضح وصريح، أعلن
منتصف الشهر الماضي عندما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن نواياها حتى قبل تشكيلها، واستمرت
في الإعلان عن سياسية الضم، وبرامجها وخططها في ما يتعلق بأراضي دولة فلسطين".
وأوضح الفتياني في حديث خاص لـ"عربي21"، أن
"القرار كان واضحا وصريحا، بإنهاء كافة أشكال العلاقة ما هذا الاحتلال، وتحميله
المسؤولية عن هذه القرارات وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة".
وتابع: "نحن مستمرون ومتمسكون في موقفنا هذا، وإجراءاتنا
وحراكاتنا على الأرض بدأت منذ الأسبوع الماضي، في مؤتمرات وطنية متعددة بالأغوار. بالأمس
كان الثالث؛ لتحشد جماهيرنا وقوانا الوطنية مجتمعة لكافة الفصائل الفلسطينية ومؤسسات
المجتمع المدني، لتوجيه رسالة واضحة، بأن شعبنا وقيادته لن يستسلموا لإرادة هذا التحالف
الصهيوأمريكي، وخاصة بعد هذا الائتلاف الدولي الكبير، بواقع 192 دولة في وجه التحالف
الصهيوأمريكي الذي أصبح معزولا".
اقرأ أيضا: عريقات يحذر من تطبيع عربي مع إسرائيل مقابل إلغاء "الضم"
ونوه الفتياني إلى أن "المجتمع الدولي بدأ بممارسة
دوره في لجم الاحتلال، وهذه الدولة المارقة عن القانون الدولي، ولاحظنا في الأيام الماضية
البرلمان البلجيكي والبلديات في فرنسا"، مضيفا: "نحن في برنامج نضالي متصاعد
من أجل التصدي لهذه المؤامرة التصفوية التي تقودها الإدارة الأمريكية دعما لليمين الصهيوني
الحاكم في دولة الاحتلال".
وأشار إلى أن "أدوات المقاومة الشعبية متصاعدة،
ونحن نريد أن نصل إلى حالة وطنية واحدة في الميدان للتصدي لهذا المخطط، ونراقب بدقة
ما يجري، ولسنا معزولين عن العالم ولا عن شعبنا المقاوم، الذي لن يستكين، وشعار هذه
المرحلة هو مقاومة هذه المؤامرة التصفوية بكل الوسائل المتاحة لدينا، ولكن بشكل تصاعدي
تتوافق عليه كل قوى شعبنا، ونتحمل مسؤوليته جميعا في مرحلة من المراحل، عندما يكون
الصدام حتميا مع هذا الاحتلال على أرضنا الفلسطينية".
وعن شمول هذه "البرنامج المتصاعد" لقرار فلسطيني
بحل السلطة الفلسطينية وإرجاع سلاح الأجهزة الأمنية الفلسطينية للاحتلال، ذكر القيادي
أن "السلطة هي إحدى منجزات شعبنا وفقا للاتفاقيات التي كانت قائمة مع هذا الاحتلال،
وهي منفذ لشعبنا من أجل تلقي خدماته واحتياجاته اليومية".
وتابع: "نحن لن نحل السلطة بمفهوم الحل بقرار، ولكن
إذا كانت إجراءات إسرائيل وسياساتها العدوانية التصفوية ستؤدي إلى هذه النتيجة، فإن هناك
منظمة التحرير الفلسطينية التي ستتولى أمور شعبنا الفلسطيني كما كانت، وهي ما زالت
تتولى العديد من المهام، التي لا تستطيع الحكومة الفلسطينية القيام بها على المستوى
الدولي والعالمي".
ونوه إلى أن "الحديث عن حل السلطة؛ هو محاولة لحرف
البوصلة من أجل فتح مجالات أمام شعبنا؛ للتفكير والبحث عن احتياجات أخرى، ونحن لسنا
قلقين من هذا المجال، وقرارنا لا يذهب إلى مرحلة الحل، ولكن في حال فرض هذا الحل بسبب
هذه الإجراءات؛ بمعنى تعطيل كل إمكانية لدى هذه السلطة للعمل على الأرض لخدمة أبناء
شعبنا، فعندها يكون الاحتلال هو المسؤول عما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية، لأن شعبنا
لن يستكين لهذه الإدارة الأمريكية الإسرائيلية".
اقرأ أيضا: قناة عبرية: عباس رفض مكالمة من بومبيو.. وتهديدات فلسطينية
وعن إرجاع السلاح إلى الاحتلال، قال الفتياني:
"هذا موضوع آخر لا أحد يتحدث فيه، ولا أحد يقول ما في جعبته؛ فهذا سلاح فلسطيني
وسلاح الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لذلك فإن الحديث عن هذا الموضوع هو نوع من الإساءة لهذه
المؤسسة الأمنية"، بحسب قوله.
ورأى أن الحديث عن هذا السلاح عبر بعض "الوسائل
الصفراء"، يأتي ضمن "سياسية التدمير الممنهج التي تحاول خفض الروح المعنوية
لشعبنا، وتكون شريكة لهذا الاحتلال والإدارة الأمريكية في تدمير ممنهج لصورة شعبنا"،
لافتا إلى أن "الكل الفلسطيني مطالب بأن يكون لديه البرامج التعبوية والتوعوية
التي تساند صمود شعبنا".
وشدد
على أن "سلاح الأجهزة الأمنية، هو سلاح فلسطيني بامتياز، وهو يحافظ على أمن شعبنا،
وليس له علاقة بهذا الاحتلال؛ لا من قريب ولا من بعيد".
وحول حقيقة رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس،
استقبال مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لبحث خطة الضم الإسرائيلية،
بين أمير سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، أن "الرئيس أبو مازن رفض في
مرحلة ما تلقي مكالمات من ترامب (الرئيس الأمريكي) نفسه، فكيف له أن يتحدث مع وكيل
هذا الاحتلال، وأحد مناصريه ومؤيديه، ومخططي السياسية الأمريكية وهذه المؤامرة الكبرى لتصفية القضية الفلسطينية".
ومضى بقوله: "نحن قلنا، لا حديث مع الأمريكان أو
الإسرائيليين قبل أن ترفع "صفقة القرن" من التداول، وعليه فيجب أن ترفع من
التداول وأن يكون هناك إطار دولي وليس فقط واشنطن"، لافتا أنه "لم يعد من
المقبول؛ لا من القيادي ولا من الشعب الفلسطيني، الأدوات والآليات السابقة التي أدارت
هذه العملية السياسية في منطقتنا والمتعلقة بمشروعنا الوطني الفلسطيني".
ونبه إلى أن "المرجعية الدولية هي المطلوبة والمعتمدة،
وبالتالي لا اتصالات مع هذه الإدارة الأمريكية ولا لقاءات معها، وحتى الوسطاء الذين
يأتون من البوابة الخلفية من أجل المساهمة في حرف بوصلة شعبنا، القيادة متنبه لكل هؤلاء
الذين يحاولون أن يقللوا من جهد شعبنا على المستوى الدولي، الإقليمي وحتى العربي من
أجل التصدي لهذه المؤامرة التصفوية".
وأكد القيادي لـ"عربي21"، أن رئيس السلطة
"رفض تلقى مكالمة بومبيو، كما أنه لن يتعاطى مع أي محاولة أمريكية بائسة مبنية
على ما طرحه ترامب، مما سمي بصفقة القرن"، مؤكدا أن "كل الشعب الفلسطيني
يرفض هذه المؤامرة الكبرى، وإرادته أكبر من كل هذه المؤامرات".