هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يواجه القضاء الأمريكي عمليات تهريب النفط الإيراني إلى فنزويلا عبر "وسطاء للتحايل"، أبرزهم الإمارات، بحسب دعوى رفعت الخميس.
وعقب رفع الدعوى من قبل مدعين أمريكيين، أصدر قاضي المحكمة الجزئية بالعاصمة واشنطن، جيمس بوسبرغ، أمرا بمصادرة أكثر من 1.1 مليون برميل من البنزين، تحملها أربع ناقلات نفط.
وقالت مصادر قانونية؛ إنه لا يمكن على الأرجح للسلطات الأمريكية مصادرة البنزين، إلا إذا دخلت الناقلات المياه الإقليمية الأمريكية. لكنهم أضافوا أن الإجراءات يمكن أن تساعد في حمل دول أخرى على التعاون في مصادرة الوقود.
تهريب عبر الإمارات
وتشير الدعوى إلى أن أرباح الشحنات تدعم "مجموعة كاملة من الأنشطة الشائنة، منها نشر أسلحة الدمار الشامل.. ودعم الإرهاب ومجموعة أخرى من انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل والخارج".
وتقول إن الناقلات التي تحمل البنزين الإيراني، تعمد إلى نقله من سفينة لأخرى لتفادي العقوبات.
وأضافت أن الناقلة "باندي" على سبيل المثال قامت بعملية نقل من هذا القبيل في ميناء "خالد" بالإمارات، لتحميل البنزين الإيراني خلسة.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستتحرك لمصادرة البنزين، أو لفرض عقوبات على المتورطين بتهريبه.
وجاء في الدعوى التي كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أول من أورد نبأ بشأنها أن المدعين الاتحاديين يستهدفون من رفعها منع تسليم البنزين الإيراني على متن الناقلات "بيلا" و"بيرينغ" و"باندي" و"لونا"، التي ترفع علم ليبيريا. وتسعى كذلك لمنع شحنات كهذه مستقبلا.
وكذلك، فإن الدعوى تستهدف منع تدفق الإيرادات من مبيعات البترول إلى إيران، التي تفرض واشنطن عليها عقوبات بسبب برنامجها النووي وصواريخها الباليستية ونفوذها في أنحاء الشرق الأوسط. وتقول طهران إن برنامجها النووي للأغراض المدنية.
اقرأ أيضا: دول عربية بينها مصر والإمارات تشتري مشتقات نفطية من إيران
"شبكة تهريب خاصة"
ويزعم رافعو الدعوى أن رجل الأعمال الإيراني "محمود مدني بور"، ساعد في الترتيب للشحنات بتغيير الوثائق الخاصة بالناقلات لتفادي العقوبات الأمريكية.
وتقول الدعوى إنه منذ أيلول/ سبتمبر 2018 وفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني ينقل النفط عبر شبكة شحن خاضعة للعقوبات، تشمل عشرات من مديري السفن والناقلات والوسطاء.
وتتباهى حكومة الرئيس الفنزويلي الاشتراكي نيكولاس مادورو بأن الناقلات التي غادرت في حزيران/ يونيو الماضي، تظهر أن الضغوط الأمريكية لم تُخضعها بعد.
وتضغط واشنطن من أجل الإطاحة بمادورو من خلال حملة تشمل إجراءات دبلوماسية وتدابير عقابية، منها عقوبات على شركة النفط الفنزويلية الحكومية.
وتسببت العقوبات الأمريكية في نقص حاد في البنزين بفنزويلا، وهي عضو بمنظمة أوبك مثل إيران، وتواجه البلاد انهيارا اقتصاديا. لكن مادورو لا يزال متشبثا بالسلطة، وقال بعض المسؤولين الأمريكيين في أحاديث خاصة؛ إن فشل ترامب في الإطاحة به يصيبه بالإحباط.
فشل مستمر أمام إيران
وفشلت إدارة ترامب العام الماضي في إيقاف الناقلة "أدريان داريا"، التي كانت تسمى "جريس 1"، في البحر المتوسط لنقلها نفطا إيرانيا، وذلك من خلال تدابير منها وضعها على قائمة سوداء.
وكانت القوات الخاصة بمشاة البحرية البريطانية هي من ضبطت الناقلة في البداية للاشتباه بأنها في طريقها إلى سوريا، لكن سلطات جبل طارق أطلقت سراحها بعد تلقي تأكيدات مكتوبة من طهران بأن السفينة لن تفرغ حمولتها البالغة 2.1 مليون برميل من النفط في سوريا.
وبعد صدور أمر مصادرة بحق "أدريان داريا" العام الماضي، بعث "برايان هوك"، مسؤول الشؤون الإيرانية بالخارجية الأمريكية، رسائل بالبريد الإلكتروني إلى ربانها قال فيها؛ إن إدارة ترامب تعرض عليه بضعة ملايين من الدولارات للتوجه بالناقلة إلى بلد يصادرها نيابة عن واشنطن.
وانتهى الأمر ببيع النفط إلى النظام السوري.