صحافة دولية

صحيفة: القدس المحتلة "نموذج بائس" لشكل الأراضي بعد الضم

الاحتلال يهدم منازل المقدسيين ويستولي على جزء كبير منها لأجل المستوطين- جيتي
الاحتلال يهدم منازل المقدسيين ويستولي على جزء كبير منها لأجل المستوطين- جيتي

نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا اعتبرت فيه أن القدس المحتلة قبل أكثر من نصف قرن، قد تمنحنا بعض الأجوبة، بشأن ما سيحصل للأراضي التي تعتزم إسرائيل ضمها في الضفة.

 

جاء ذلك في تقرير أعده الصحفي جوزيف كاروس، وترجمته "عربي21"، قال فيه، إن من الصعب القول ما الذي سوف يتغير في الضفة الغربية، ولكن القدس المحتلة "نموذج بائس" قد يعطي تصورا واضحا.

 

ويصور الزعماء الإسرائيليون القدس على أنها نموذج للتعايش، حيث يصورونها على أنها "عاصمة اليهود الموحدة والأبدية"، حيث تتمتع الأقليات بحقوق متساوية، ولكن الواقع عكس ذلك، إذ إن الفلسطينيين يواجهون تمييزا على نطاق واسع، ومعظمهم يفتقد الجنسية ويخشى الإبعاد.


وتقول المنظمات الحقوقية إن الفلسطينيين في القدس يتمتعون بحماية قانونية أقل حتى من تلك التي يتمتع بها الفلسطينيون في الضفة الغربية، حيث يمكن استدعاء القوانين الدولية التي تحكم معاملة المدنيين في الأراضي المحتلة. 

 

اقرأ أيضا: بيلين: الضم قد ينتهي بنا إلى محكمة الجنايات بجرائم حرب

وتشير إلى قانون أملاك الغائب لعام 1950، الذي يسمح للاحتلال بأن يضع يده على أي أملاك يعيش مالكها في "دولة معادية"، واستخدم هذا القانون لمصادرة أراضي وبيوت مئات آلاف الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا خلال الاحتلال والمجازر التي حصلت مع إعلان "قيام دولة إسرائيل" عام 1948.

 

وتقول المنظمات الحقوقية إنه في العقود الأخيرة، تحججت السلطات الإسرائيلية بقوانينها للسيطرة على بيوت في مناطق حساسة في القدس، وطردت السكان الفلسطينيين منها تمهيدا لانتقال المستوطنين إليها.


وخاضت عائلة سمرين معركة قضائية لمدة ثلاثين عاما لإثبات ملكيتها لبيتها في حي سلوان، في القدس، الذي كان يطمع فيه المستوطنون اليهود لقربه النسبي من المقدسات.

 

فعندما مات المالك الأصلي عام 1980، اعتبر مالك البيت غائبا، لأن أولاده الأربعة يعيشون في الأردن. وقام الفرع الإسرائيلي للصندوق القومي اليهودي بشراء البيت من الدولة عام 1991. وأمرت محكمة الأسبوع الماضي العائلة بمغادرة البيت مع منتصف شهر آب/ أغسطس، ودفع 5800 دولار رسوم محكمة.


ويقول أفراد العائلة إن مالك البيت تركه لابن أخيه الذي ولد وترعرع في البيت، ومنه تنحدر العائلة.

 

وتقول الأسرة المؤلفة من 15 شخصا يعيشون تحت سقف ذلك البيت، إنها سوف تستأنف ضد قرار المحكمة.

 

وقالت أمل سمرين إحدى قاطنات المنزل: "من هو الغائب؟ نحن هنا، لقد عشت هنا 40 عاما.. أين ستذهب العائلات بأطفالها؟ كل بيت بني في سلوان مهدد".


ولم يستجب الفرع الإسرائيلي للصندوق القومي اليهودي الذي يشجع الاستيطان اليهودي في الأراضي المقدسة لطلب الصحيفة التعليق.


وتخشى المنظمات الحقوقية أنه إن تم الضم، فإن إسرائيل سوف تستخدم القانون ذاته لحرمان الفلسطينيين من أراضيهم الخاصة في الضفة الغربية.


وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي وعد بأن يقوم بضم كل المستوطنات اليهودية وغور الأردن الاستراتيجي، كما نصت عليه خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، التي تحابي إسرائيل، ورفضها الفلسطينيون.

 

اقرأ أيضا: خبيران: الضم الإسرائيلي بالضفة يهدف للسيطرة على المياه


وليس واضحا متى سيقوم نتنياهو أو حتى إن كان سيقوم بالوفاء بوعده، ولكنه جعل من الواضح أنه يريد أن يضم الأرض وليس الناس، ويترك المدن والبلدات والقرى تحت حكم ذاتي فلسطيني محدود.

 

وستصبح عشرات آلاف المساحات من الأراضي المملوكة ملكية خاصة جزءا من "إسرائيل"، حيث يمكن أن يعد مالكوها "غائبين" في الجيوب الفلسطينية خارج حدود الأراضي المضمومة. 

 

وقالت هاجيت عفران، الخبيرة في المستوطنات في "حركة السلام الآن": "إنه ليس أمرا سنراه في أول يوم للضم، ولن يكون هناك إعلان كبير عنه.. ولكن ليس فقط أن إسرائيل ستمنع الملاك من الوصول إلى أراضيهم .. ولكنها ستضع يدها عليها".


ومن غير المتوقع أن تعرض الجنسية على الفلسطينيين في الأراضي المضمومة، بسبب رغبة إسرائيل في الحفاظ على أكثريتها اليهودية، وكثير منهم سيرفضونها حتى يمنحوا الشرعية للحكم الإسرائيلي. وبدلا من ذلك، يتوقع أن يحصلوا على الإقامة الدائمة على غرار الفلسطينيين في القدس.


ويمكن إلغاء هذه الحقوق إن سكن الفلسطينيون خارج المدينة، حيث يضطر الكثير لفعل ذلك لصعوبة الحصول على تصريح بناء أو توسيع البيوت في القدس.


ووجدت منظمة "السلام الآن"، أدلة على تمييز ممنهج في مجال الإسكان، وتقول إن حوالي نصف الوحدات السكنية شرقي القدس، تم بناؤها بدون تصاريح البناء التي يصعب استصدارها، ما يجعلها عرضة لقيام السلطات الإسرائيلية بهدمها.


واللامساواة واضحة للعيان في سلوان، وهو حي فلسطيني مكتظ يمتد إلى واد بالقرب من أسوار المدينة القديمة. وقربه النسبي من الحرم الشريف جعله مكان اهتمام منظمات الاستيطان القوية التي أمضت عقودا تحصل على العقارات هناك.


ويرى الفلسطينيون أن بيع العقارات لمثل تلك المجموعات خيانة لقضيتهم الوطنية، وفي بعض الأحيان يتم الاستيلاء على البيت –أو أجزاء منه– قسرا، حيث يتم الادعاء من يهود أنهم اشتروا تلك البيوت.

 

اقرأ أيضا: هل ترسم سيناريوهات ضم الضفة مسارا جديدا للصراع؟

 

وعلى سبيل المثال، حديقة جواد صيام مقسومة بواجهة من لوائح الصفيح. وفي الجانب الآخر تعيش مجموعة من المستوطنين في البناية التي تعود للعائلة على مدى عقود. واستولى المستوطنون على ذلك الجزء بعد معركة قانونية معقدة استمرت 25 عاما، وكان بشكل جزئي باستخدام قانون أملاك الغائب.


ولا توجد حالة تعايش بين الجانبين.


ويقول صيام إنهم يصرخون على بعضهم كل من ساحته. وعندما أقام المستوطنون حفلة صاخبة من وقت قريب، رد صيام بإخراج السماعات خارج البيت، حيث بث أغاني عربية بصوت عال.


وقال صيام: "هو ليس مستوطنا يريد أن يصبح جارك، هؤلاء أتوا ليطردوك من بيتك".

التعليقات (0)