صحافة دولية

MME: هكذا يفاقم إنكار إبادة "سربرنيتسا" من ألم الناجين

يقول الناجون من جرائم الإبادة الجماعية إن "التاريخ تعاد كتابته، بينما يُحتفل بجرائم الحرب"- جيتي
يقول الناجون من جرائم الإبادة الجماعية إن "التاريخ تعاد كتابته، بينما يُحتفل بجرائم الحرب"- جيتي

قال كاتبان بريطانيان، إن إنكار الإبادة الجماعية التي شهدتها البوسنة والهرسك، وتحديدا منطقة سربرنيتسا، قبل 25 عاما، "يفاقم من ألم الناجين".


وأوضح الكاتبان بيتر أوبورن وجان بيتر ويستاد في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" وترجمته "عربي21"، أن "أكثر من 8 آلاف رجل وغلام مسلم، قتلوا على يد قوات صرب البوسنة في تموز/ يوليو 1995"، مشيرين إلى أن الناجين يقولون إن "التاريخ تعاد كتابته، بينما يحتفل بجرائم الحرب".


وتاليا نص التقرير كاملا


يقول الناجون من مذبحة الإبادة الجماعية في سربرنيتسا في البوسنة والهرسك قبل خمسة وعشرين عاماً إنهم يعيشون كابوساً ذا حدين بسبب تنامي الثقافة المحلية التي تنكر وقوع الإبادة الجماعية، والتي يتم الاحتفاء بالمجرمين الذي ارتكبوها بينما تعاد كتابة التاريخ.


 تقول منيرة سوباسيتش، التي تحدثت إلى ميدل إيست آي قبيل إحياء الذكرى السنوية يوم السبت لسقوط المدينة التي كانت في السابق ذات أغلبية مسلمة في أيدي قوات صرب البوسنة: "لا تتصور الألم الذي يعاني منه المرء بسبب وجوده في سربرنيتسا".


 فقدت سوباسيتش، التي تترأس منظمة "أمهات سربرنيتسا"، ما يزيد عن عشرين من أقاربها في حرب البوسنة التي اندلعت بعد تفتت يوغسلافيا.


 كانت سربرنيتسا، الواقعة في شرق البوسنة قريباً من الحدود مع صربيا، قد أعلنت ملاذا آمنا من قبل الأمم المتحدة وكانت رسمياً خاضعة لحماية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي سلمت البلدة لجيش صرب البوسنة في الحادي عشر من تموز/ يوليو 1995.


على مدى اليومين التاليين، قتل ما يزيد عن ثمانية آلاف رجل وصبي بوسني.


 يقضي حالياً الرجلان الرئيسيان المسؤولان عن حملة الإبادة الجماعية التي شنها صرب البوسنة، الزعيم السياسي رادوفان كاراديتش والقائد العسكري راتكو ملاديتش، حكما بالسجن مدى الحياة على جرائمهما. وكانت صربيا قد ألقت القبض عليهما بعد سنوات من الاختفاء، وأدانتهما محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة في لاهاي.

 

اقرأ أيضا: وثائق: بريطانيا حاولت إقصاء بلدان مسلمة عن مؤتمر سربرنيتسا


إلا أن الناجين يقولون إن أشباح الذين سعوا لقتلهم أو إخراجهم من ديارهم مازالت تطاردهم، وكثير من هؤلاء مازالوا يصادفونهم في شوارع البلدة وقد أفلتوا حتى الآن من المساءلة والمحاسبة على جرائمهم. ويقولون إن بعضهم يحتلون الآن مواقع متنفذة داخل المجلس المحلي وداخل قوة الشرطة المحلية.


تقول سوباسيتش: "نواجه الظلم والإنكار يوميا، رغم أننا نعيش على أرضنا، حيث يرمقوننا بنظرات تجعلنا نشعر أنهم يرغبون في رؤيتنا أمواتا أيضا".


وتضيف: "يقتلنا تارة أخرى إنكار وقوع الإبادة الجماعية، فهو يمثل مرحلة أخرى من الإبادة الجماعية، لأن خطة الإبادة الجماعية لم تنته أبداً. سربرنيتسا إبادة جماعية حية ومع ذلك يتم إنكارها كما يتم إنكار جرائم القتل التي مورست ضد أحبتنا".


شارع الجنرال ملاديتش


تخضع سربرنيتسا منذ ربع قرن لسيطرة "ريبوبليكا سربسكا"، الكيان الذي يسيطر عليه صرب البوسنة والتي اعترف بها كجزء من فيدرالية البوسنة والهرسك بموجب اتفاق السلام الذي أنهى الحرب في وقت لاحق من عام 1995.


بحسب آخر تعداد للسكان فإن 14 بالمائة من سكان "ريبوبليكا سربسكا" مسلمون.


يتم في كثير من المدارس المحلية فصل أطفال المسلمين عن أطفال الصرب، بينما تم حذف تدريس الإبادة الجماعية من المنهاج في عام 2017.


في نفس الوقت يتم تكريم مجرمي الحرب من صرب البوسنة وحلفائهم أثناء الصراع بإطلاق أسمائهم على الشوارع والمباني والتماثيل.


ففي قرية بيل، والتي توجد داخل الحدود البلدية لسربرنيتسا يوجد الآن سكن طلاب رادوفان كاراديتش، والذي سمي باسم الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة.


وفي بوزانوفيتشي يوجد شارع الجنرال ملاديتش، والذي سمي تكريما للقائد العسكري لجيش صرب البوسنة الذي ولد في تلك القرية.


وفي عام 2018 أقامت "ريبوبليكا سربسكا" تمثالا لفيتالي تشيركين، السفير الروسي السابق لدى الأمم المتحدة الذي صوت ضد قرار يندد بعمليات القتل التي وقعت في سربرنيتسا ويعتبرها جريمة إبادة جماعية.


ولكن "ريبوبليكا سربسكا" ليست الوحيدة في المنطقة التي تكرم شخصيات اتهمت أو أدينت بجرائم حرب. فقد وجدت شبكة البلقان للتحقيقات الاستقصائية في أيار/ مايو نماذج لشارع في بلدة بسنية تسكنها أغلبية من الكروات أطلق عليه اسم جنرال كرواتي متهم بقتل ما لا يقل عن مائة من المدنيين الصرب ومسجد أطلق عليه اسم جنرال في الجيش البوسني متهم بقتل 34 أسيراً من جنود ومدنيي كروات البوسنة.


ولكن مع إبادة أو تشريد معظم المسلمين من سكان سربرنيتسا التاريخية، يحذر النشطاء من أن إنكار وقوع الإبادة الجماعية في تزايد مستمر.


في مقابلة مع ميدل إيست آي، قال حكمت كارشيش، الأكاديمي والباحث في الإبادة الجماعية والمقيم في سراييفو: "بدأت استراتيجية الإنكار ببطء من خلال تمويل منظمات غير حكومية صغيرة وبعض الأكاديميين الذين كلفوا بنزع الصدقية عن الحقيقة المقبولة دولياً بشأن الأحداث. والآن باتت تلك سياسة تمارسها الدولة".


ينتشر الإنكار بين الشخصيات المتنفذة من صرب البوسنة، حتى يصل إلى أعلى المستويات.


ينكر عمدة سربرنيتسا، ملادن غروجتشيش، أن عمليات القتل التي وقعت تشكل جريمة إبادة جماعية حسبما هو متعارف عليه الآن في القانون الدولي. فقد قال: "حالما يثبتون أنها الحقيقة فسوف أكون أول من يقبل بها".


فقدت رمزية غورديتش ابنين اثنين في الإبادة الجماعية وماتزال تعيش في سربرنيتسا. قالت في مقابلة مع ميدل إيست آي: "لقد تغير الكثير، ولكن في الواقع لم يتغير شيء. وذلك مؤلم لأنه يذكرني بكل شيء. حتى الآن لم أدخل مبنى البلدية منذ أن انتخب غروجتشيش".


في العام الماضي فقط، وصف ميلوراد دوديك، العضو الصربي في الرئاسة المشتركة للبوسنة والهرسك، الإبادة الجماعية بأنها "أسطورة مفبركة".


فظاعة موثقة


ومع ذلك، لربما كانت سربرنيتسا الفظاعة الأفضل توثيقاً من نوعها في التاريخ.


بعد سقوط البلدة في أيدي صرب البوسنة، فر الآلاف إلى قرية بوتوكاري المجاورة، حيث كان ما يقرب من 200 من جنود حفظ السلام الهولنديين التابعين للأمم المتحدة يتخذون مقراً لهم.


في مواجهة جيش صرب البوسنة، وبلا دعم من المجتمع الدولي، انسحبت قوة حفظ السلام.


بدأ يوم 12 تموز/ يوليو إعدام وإخلاء الرجال والصبيان إلى مواقع القتل. في تلك الأثناء تعرض الآلاف من النساء والفتيات للاعتداء الجنسي. في النهاية، قتل ما يزيد عن ثمانية آلاف إنسان.


تفاصيل هذه الأحداث معلومة بسبب الجهود المضنية التي بذلت للتعرف على جثث الموتى. وتم إنشاء الهيئة الدولية للأشخاص المفقودين في عام 1996 استجابة للصراعات التي كانت تدور رحاها في يوغسلافيا السابقة.


منذ ذلك الحين، ما يقرب من 90 بالمائة من ضحايا سربرنيتسا تم التعرف على هوياتهم.


تقول كاثرين بومبيرغر، المدير العام للهيئة الدولية للأشخاص المفقودين: "ذلك أمر غير مسبوق".
ومع ذلك ما زال البعض ينتظر منذ زمن طويل تأكيد مصير أقاربهم المفقودين.


تقول رمزية غورديتش: "مازلت أبحث عن بقايا أحبتي." ثم تسرد حكاية باتت شائعة بين الناجيات من النساء، إنها حكاية النساء اللواتي رأين أزواجهن وأبناءهن وهم يقادون إلى داخل الغابة.


تضيف رمزية: "ابني مصطفى من مواليد عام 1975 وابني مهرالدين من مواليد 1977. مازلت أبحث عن جمجمة مهرالدين وأنتظر أن يتم التعرف عليها في أحد القبور الجماعية. ليس سهلاً علي تذكر كيف غادر الاثنان مع والدهما، زوجي، وسيقوا إلى الغابة، ولم يرهم أحد بعد ذلك".


تصف بومبيرغر كيف أن مرتكبي جريمة الإبادة الجماعية حاولوا التغطية على جرائمهم فاستخدموا الجرافات لنقل الجثث إلى مواقع مختلفة في شرق البوسنة.


وتقول: "كان شائعاً أن يتم العثور على جثة ضحية من ضحايا الإبادة الجماعية في أي مكان من الأماكن التي تتراوح ما بين خمسة إلى أحد عشر موقعاً، قد يبعد الواحد منها عن الآخر في بعض الحالات خمسين كيلومتراً. إلى هذا الحد كانت عملية التستر واسعة ومكثفة".


ونظراً لحجم التحدي فقد أفضى ذلك إلى استخدام تقنية الدي إن إيه المبتكرة للتعرف على الضحايا الذين كانت أبدانهم قد تعرضت للتمثيل والتقطيع.


في مقابلتها مع ميدل إيست آي، قالت بومبيرغر: "ما عاد بالإمكان الآن تفنيد الدليل الذي تم الحصول عليه. إنه علمي. وقد أخضع لإجراءات صارمة في قاعة المحكمة. إن إنكار وقوع هذه الأحداث أمر سخيف، وخطير في نفس الوقت".


التراخي الأوروبي


ولذلك فإنه أمر في غاية الغرابة أن تظل أحداث سربرنيتسا متجاهلة إلى حد بعيد حتى بعد مرور خمسة وعشرين عاماً على وقوعها.


في عام 2009، تبنى البرلمان الأوروبي قراراً بشأن سربرنيتسا يطالب "المجلس والمفوضية القيام بما هو مناسب لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية التي وقعت في سربرنيتسا وبوتوكاري من خلال دعم قرار البرلمان اعتبار الحادي عشر من يوليو يوماً لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في سربرنيتسا في كافة أنحاء الاتحاد الأوروبي ودعوة جميع الأقطار في غربي البلقان إلى عمل الشيء ذاته".


إلا أن وقار عزمي، مؤسس ورئيس حملة إحياء ذكرى سربرنيتسا قال في تصريح لموقع ميدل إيست آي إنه على الرغم من صدور قرارين اثنين عن الاتحاد الأوروبي يدعوان الدول الأعضاء إلى إحياء يوم ذكرى سربرنيتسا في الحادي عشر من يوليو / تموز من كل عام إلا أن "بريطانيا هي الوحيدة التي تنظم ذكرى وطنية أو طورت برامج تعليمية".


يرى عزمي أن غياب الجهد للإحياء والتثقيف من قبل الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي "أمر مخز جدا".


ويضيف: "كما أنه مقلق للغاية أن هذا التراخي من جانب البلدان الأوروبية يقوي من شكيمة أولئك الذين ينكرون وقوع الإبادة الجماعية بينما يستمرون في التعظيم من شأن الشخصيات التي نظمت الإبادة الجماعية".


ولعل تردد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في إيحاء ذكرى الإبادة الجماعية في البوسنة بشكل كاف يشير إلى عدم الارتياح الناجم عن سلوكها في ذلك الوقت.


حسبما ورد في "أشرطة كلينتون"، التي توثق لحقبة رئاسة بيل كلينتون من خلال تسجيلات لمحادثات أجريت معه من قبل تيلور برانش، كان الرئيس الأمريكي يعتقد بأن الزعماء الأوروبيين كانوا منحازين ضد البوسنة والهرسك بسبب أن معظم سكانها من المسلمين.


ينقل عن كلينتون قوله إن الحلفاء الأوروبيين كانوا باستمرار يعارضون المقترحات بتعديل أو إلغاء حظر التسليح الذي كان مفروضاً على البوسنة لأن "البوسنة المستقلة ستكون "كيانا غير طبيعي" لأنها ستكون البلد المسلم الوحيد داخل أوروبا".


ولاحظ برانش أن "كلينتون قال إن الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران كان فجا بشكل خاص حين قال إن البوسنة لا تنتمي لنا بينما كان المسؤولون البريطانيون يتحدثون عن إعادة ترميم مؤلمة ولكنها واقعية لأوروبا المسيحية".


مثل هذا السلوك عكسته تصريحات لبوريس جونسون، الذي يشغل الآن منصب رئيس الوزراء البريطاني وكان حينها صحفياً، والذي كتب في صحيفة ذي ديلي تيليغراف في عام 1997 يقول: "حسناً، أقول إن مصير سربرنيتسا كان مروعاً. ولكنهم لم يكونوا بالضبط ملائكة، أولئك المسلمون".


في رسالة نشرت عبر موقع "ذكرى سربرنيتسا" في عام 2018، وصف جونسون، الذي كان حينها وزيراً للخارجية، الإبادة الجماعية بأنها "واحدة من أسوأ الجرائم في تاريخ أوروبا الحديث".


تكشف وثائق الحكومة البريطانية التي تم مؤخرا رفع الحظر عن تداولها عن حالة من انعدام الثقة وعدم الاتفاق بين المملكة المتحدة وفرنسا، وكلاهما عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي، حول كيفية التعامل مع الوضع.


فقد اتهم المسؤولون البريطانيون الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي حل محل ميتران في أيار/ مايو من عام 1995 بالجنون والبحث عن الإثارة والإبهار، وقالوا أيضاً بأن فرنسا قد تكون أبرمت صفقة سرية مع صرب البوسنة لوقف القصف الجوي مقابل إطلاق جنود قوات حفظ السلام الذين كانوا رهائن لديهم.


كان المسؤولون البريطانيون يسعون إلى الحد من التدخل العسكري في البوسنة وقاوموا الضغوط التي كانت تمارسها واشنطن عليهم للقيام بمزيد من الضربات الجوية استهدافاً لقوات صرب البوسنة بعد سقوط سربرنيتسا.


ونصح أحد كبار المسؤولين بأنه يتوجب سحب قوات حفظ السلام البريطانية من آخر ملاذ آمن لمسلمي البوسنة في غورازده، والتي كانت تواجه هجوماً وشيكاً، وذلك لتلافي أن تجر بريطانيا أكثر إلى الحرب.


هذه تفاصيل جديدة للوقائع التاريخية تبين كيف تخلت القوى الغربية عن ضحايا سربرنيتسا وأسلمتهم لجلاديهم. ولكن المسؤول أضاف: "لا ينبغي أن نسمح لأنفسنا بأن يشار إلينا بأننا البلد الذي يتحمل المسؤولية عن هزيمة البوسنة (لما لذلك من تداعيات على وضعنا التجاري إلخ في العالم العربي)
ومع ذلك فقد أصبحت الإبادة الجماعية في البوسنة نقطة مرجعية لأيديولوجيا اليمين المتطرف في عصرنا ومصدر إلهام لأشد معتنقيها عنفاً.


وفعلا، فلقد شكل القوميون المتطرفون الصرب وما أقدموا عليه في تسعينيات القرن الماضي، مصدر إلهام لمرتكبي هجوم العام الماضي على المسجد في كرايست تشيرش في نيوزيلندا حيث قتل 51 شخصاً، وكذلك للهجوم اليميني المتطرف الذي وقع في النرويج في عام 2011 ومات بسببه 77 شخصا.


قالت منيرة سوباسيتش في مقابلتها مع ميدل إيست آي إن النشطاء يريدون الحق والعدل، وليس الانتقام.


وقالت: "إن اليوم الأخير الذي رأيت فيه أحبتي، ابني وزوجي وأقرب أقربائي، كان اليوم الذي قتل فيه جزء مني أيضا. أتذكر كافة التفاصيل".


وأضافت: "كناجية على قيد الحياة وكشاهدة، فإنني أحمل على عاتقي عبء البحث عن الحقيقة، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع الإبادة الجماعية من تحدث مرة أخرى. مازلت كأم أصرخ مطالبة بالعدالة".

التعليقات (1)
نفاق الغرب
الأحد، 12-07-2020 12:03 م
دليل على أن حكام أوروبا و الغرب تحت أقدام الصهاينة يتعمدون عدم التحقيق حتى لا ينافس أحد هولوكوست الصهاينة المزعوم