هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جملة من التساؤلات أثارتها تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، حول رسائل ودلالات حديثه عن نية بلاده توجيه ضربة جديدة للأمريكيين؛ ثأرا لمقتل الجنرال قاسم سليماني، ومطالبته أثناء اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بطرد الأمريكيين من العراق.
وبناء على تصريحات خامنئي، ثارت تساؤلات من قبيل "هل بات العراق أمام تصعيد إيراني جديد ضد التواجد والمصالح الأمريكية؟ وهل لمطالبة الكاظمي بإخراج القوات الأمريكية من العراق، قبل توجه الأخير إلى الولايات المتحدة، دلالة على رفض مسبق لما ينتج عن الحوار الإستراتيجي بين واشنطن وبغداد؟".
"أبعاد خطيرة"
وتفسيرا لذلك، قال المحلل السياسي الدكتور مؤيد الونداوي، لـ"عربي21"، إن "المرشد الإيراني أرسل رسالة واضحة إلى واشنطن بالانتقام، واللافت أننا نسمع ذلك بعد إعلانهم سابقا الاكتفاء على مقتل الجنرال قاسم سليماني بقصف قاعدتي الأسد والحرير العسكريتين بالعراق".
ورأى الونداوي أن الخطورة في تصريحات خامنئي هي أن يكون الثأر الإيراني من الأمريكيين أيضا على الأراضي العراقية، لافتا إلى "حديث المرشد الإيراني للكاظمي عن أن سليماني كان ضيفا على العراق، فهذا غير صحيح؛ لأنه جاء خلسة ودون سابق إعلان، وبذلك فهي زيارة ذات طبيعة عسكرية وأمنية أكثر مما هي دبلوماسية".
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن "المجتمع الدولي يرى أن تصرفات إيران مقلقة، لأنها تتدخل في دول المنطقة، لا سيما في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين، وأن الذي يفعل هذا لا يريد الاستقرار في المنطقة".
وحول انعكاسات تصريحات خامنئي على العراق، رأى الونداوي أن "إيران لها حضورها العسكري في العراق عبر الجماعات المسلحة المرتبطة بها ويدعمونها بشكل واضح، بالتالي على إيران إذا كانت تريد الاستقرار للعراق فعليها أن تعطينا شواهد على ذلك، فهي تعيق السياسة العراقية مع دول الإقليم".
اقرأ أيضا: هل يضغط الكاظمي على إيران بورقة الاقتصاد لكبح المليشيات؟
صراع متواصل
من جهته، قال السياسي العراقي وائل عبد اللطيف لـ"عربي21"، إن "إيران تريد أن تحظى بكل العراق، وبالتالي كل ما يتعلق بالشأن العراقي يفترض أن يكون لإيران موقف ورأي فيه. أما ما يتعلق بمقتل سليماني، فهي دولة، وعليها أن تطالب بالطرق القانونية المعروفة".
وأوضح عبد اللطيف أن "من حق الإيرانيين أن يتحدثوا ويعبروا عن وجهات نظر ويتناقضوا في أقوالهم، ولكن على شرط ألّا يكون تنفيذ هذه الرسائل على أرض العراق، لأن وضعه الأمني والسياسي والاقتصادي لا يتحمل أن يناصب العداء مع الدول".
وتابع: "لذلك أجاب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على تصريحات خامنئي، بأننا لا نريد أن نكون طرفا في صراع بين دولتين، وإنما التعاطي بشكل إيجابي مع كل دول المنطقة، ولا سيما المجاورة منها للعراق".
وفيما يتعلق بقول علي خامنئي إن إيران على العكس من الولايات المتحدة، حريصة على حكومة مستقتلة وقوية في العراق، رأى النائب السابق في البرلمان وائل عبد اللطيف أن "العراق لن يستقر ولن يستقل بسبب التدخلات في شؤونه الداخلية".
وبخصوص ما إذا كانت تصريحات خامنئي تحمل دلالات معينة بخصوص زيارة الكاظمي المرتقبة إلى واشنطن، أعرب عبد اللطيف عن اعتقاده بأن "تصريحات المرشد الإيراني جاءت في سياق العداء بين الولايات المتحدة وإيران، ولهم الحق في الإدلاء بما يشاؤون".
معايير الكاظمي
وفي تغريدة على "تويتر" اليوم الأربعاء، أعلن المتحدث باسم الحكومة، أحمد ملا طلال، أن المعايير التي يعتمدها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وحكومته للانفتاح في العلاقات الدولية، هي: "السيادة، المصلحة الوطنية، المصالح المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
المعايير التي يعتمدها السيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء وحكومته للانفتاح في العلاقات الدولية، هي:
— احمد ملا طلال (@AhmadMullaTalal) July 22, 2020
السيادة
المصلحة الوطنية
المصالح المشتركة
عدم التدخل في الشؤون الداخلية.