صحافة دولية

موقع صيني: في ذروة الحرب بليبيا لماذا اختارت مصر غزو سوريا؟

باحث صيني: الهدف من القوات المصرية في سوريا هو  تحذير تركيا وليس تحفيزها على المواجهة مما يعطي الطرفين مساحة للمناورة- جيتي
باحث صيني: الهدف من القوات المصرية في سوريا هو تحذير تركيا وليس تحفيزها على المواجهة مما يعطي الطرفين مساحة للمناورة- جيتي

نشر موقع "شبكة التلفزيون الدولي الصيني" (CGTN) مقالا للباحث في معهد شارهار وعضو المعهد الصيني للقيادة والتحكم تساءل فيه عن سر إرسال مصر قوات إلى سوريا في الوقت الذي تحشد فيه قواتها على الحدود الليبيبة.

وقال الباحث إنه "في ذروة الحرب الليبية قررت مصر غزو سوريا"، وأضاف: "في الأيام الأخيرة برز لاعب جديد في سوريا هو مصر. فبالتنسيق مع إيران أرسلت مصر 150 جنديا بأسلحة خفيفة إلى المناطق الريفية في حلف شمال غرب سوريا، وتم نشر بعضهم قرب بلدة سراقب، جنوب إدلب.

وقال إن الحرب الأهلية السورية تدور منذ سنوات والمشاركون فيها مجموعة معقدة نسبيا مثل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والعراق والقوى الكردية والجماعات المتطرفة. وظلت خلال هذه الفترة مصر متفرجة، ومن هنا فقد أدى هذا الغزو إلى حديث وتكهنات من كل الأطراف.

ويؤكد الباحث الصيني أن بعض المحللين يعتقدون أن الهدف الرئيسي لوجود القوات المصرية في سوريا هو تركيا، وهو مرتبط بالوضع الحالي في ليبيا. ففي نيسان/إبريل  2019 شنت قوات حفتر المدعومة من روسيا وفرنسا والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر هجوما ضد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وسيطرت على نسبة 80% من أراضي البلاد. وطلبت حكومة طرابلس الدعم من تركيا ووقعت معها مذكرة تعاون في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 مقابل تدخلها في الحرب الأهلية، وانقلب ميزان الحرب بالتدخل التركي.

ففي بداية أيار/مايو شنت قوات حكومة الوفاق الوطني هجوما شاملا ضد قوات حفتر. ومنذ ذلك الوقت تقدمت الحكومة واستعادت مناطق وبلدات مهمة بما فيها مطار طرابلس الدولي، وأعادت الوضع إلى ما كان عليه قبل عام 2019. ولا تريد حكومة الوفاق التوقف عند هذا. وجعلت هزيمة قوات حفتر عددا من داعميه في وضع غير مريح خاصة مصر.

يذكر أن العلاقات تدهورت بين تركيا ومصر بسبب ملف الإخوان المسلمين وترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط. ومصر لا تريد أن تصبح تركيا قوية، بسبب محاولات قمع الإخوان التي تعتبرها جماعة إرهابية أو التنافس مع تركيا على المصادر والتأثير الإقليمي أو مستقبل الاستقرار في شمال أفريقيا.

لكن الباحث الصيني يرى أنه مع أن مصر مستعدة لإرسال قواتها إلى ليبيا إلا أنها كانت بطيئة بعمل هذا لأنها قلقة.

فاندلاع وباء فيروس كورونا تسبب بمتاعب اقتصادية لمصر. والتدخل في ليبيا سيكلف عددا من الجنود والمعدات والمال. ورغم قوة الجيش المصري إلا أن تركيا هي قوة في الناتو وليس من الواضح من سينتصر. كما أن هناك بعض القوى الخارجية لا ترغب بالتصعيد في داخل ليبيا، وهو ما يعقد على مصر عملية اتخاذ القرار. ومن هنا فغزو سوريا هو كما يقول المثل الصيني مهاجمة العدو في مكمن ضعفه وليس قوته مباشرة. والهدف هو تحقيق  أفضل النتائج بأقل ثمن.

وتعتبر سوريا مهمة لتركيا، حيث كافحت للحفاظ على التأثير فيها خاصة في إدلب، مع أن الإطاحة بالنظام بدمشق لم يعد عمليا الآن. وزادت تركيا من نقاط المراقبة إلى 38 ونشرت أنظمة دفاعية في إدلب بعد مقتل 30 جنديا تركيا في شباط/فبراير.

ويعتقد الباحث الصيني أنه من خلال إرسال قوات إلى سوريا فستخلق مصر انطباعا لتركيا أنها تريد فتح "جبهة ثانية" هناك، مما سيحرف انتباه تركيا عن ليبيا بل ويجبرها على نقل بعض المقاتلين (الذين جلبتهم إلى ليبيا) إلى سوريا.

ويعتقد الباحث أن الانتشار المصري في سوريا ليس كبيرا وأسلحة الجنود خفيفة. والهدف منه هو  تحذير تركيا وليس تحفيزها على المواجهة مما يعطي الطرفين مساحة للمناورة.

 

اقرأ أيضا: تفاصيل جديدة لـ"عربي21" عن الجنود المصريين في سوريا

التعليقات (1)
السوري
الخميس، 06-08-2020 08:20 ص
بغض النظر عن السياسة وبلا بلا ! اهلا وسهلا بالمصريين في بلدهم الاول سورية! اقول لهم استمتعوا بالفستق الحلبي والكرز الادلبي والشعيبيات الريحاوية وحلويات بجبن الحمويةوالمطبخ السوري الذي لا قبله ولا بعده ، هؤلاء المصريون سيبقوا في سورية الى الابد وسياتون بعائلاتهم معهم لان سورية غير شكل.