صحافة دولية

NYT: هذه آخر أدوات مكافحة التلاعب بالانتخابات الأمريكية

من المقرر أن تعقد الانتخابات الأمريكية في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل
من المقرر أن تعقد الانتخابات الأمريكية في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن حكومة الولايات المتحدة أصبحت كأحد أكبر شركات التسويق عبر الهاتف، وأكثر ازعاجا لروسيا، خشية من تدخلها بالانتخابات الرئاسية.

 

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن وزارة الخارجية الأمريكية، أرسلت رسائل نصية إلى هواتف محمولة في روسيا وإيران، والإعلان عن مكافآت جديدة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات حول الأشخاص الذين يحاولون مهاجمة أنظمة التصويت الأمريكية.

 

وأشارت إلى أن ذلك يعد نسخة 2020، من تقليد طويل الأمد لإيصال الرسائل عبر حدود الخصوم، فخلال الحرب الباردة كانت عبر إذاعة أوروبا الحرة تبث برنامج مروج للديمقراطية عبر الستار الحديدي، وفي 2003 قامت أمريكا بإلقاء منشورات في العراق تحذر من استخدام أسلحة كيماوية غير موجودة.

 

ولفتت إلى أن هذه التصرفات الأمريكية، بالنسبة للحكومة الروسية والكثير من الروس بدت كأنها حركات خرقاء، فيما سخرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الحكومة الروسية من تلك الرسالة، وقالت إنها ظهرت على الكثير من الهواتف الروسية المحمولة، مؤكدة أن هذا البرنامج لن يحقق شيئا للحكومة الأمريكية وأنه كان لا يعدو كونه إزعاجا للروس.


وكتبت على فيسبوك: "بدعوتهم للناس أن يتحدثوا مقابل المال حول التدخل في الانتخابات الأمريكية فإن المخابرات الأمريكية تتدخل بشكل غير مؤدب في حياتنا، وماذا يعدّ هذا إن لم يكن هجوما سبرانيا هجينا؟".


وعلق روسي على تويتر قائلا: "للحصول على 10 ملايين دولار، أقول أي شيء. حتى إن الأمريكان هبطوا على القمر".

 

اقرأ أيضا: أمريكا تعرض مكافأة كبيرة لوقف التدخل بانتخاباتها (شاهد)

 

وأضافت الصحيفة، أنه كما فعلت روسيا، فقد قابلت إيران تلك الرسائل بالسخرية، ونشر فولغان حسيني المختص بالتجارة الإلكترونية صورة لشاشة هاتفه المحمول، وقال إنه وصلته تلك الرسالة النصية وكتب بسخرية: "الأمور التي تفعلونها تجعل الشخص يشك في صحتكم العقلية".


وأشار بعض الإيرانيين إلى أن العقوبات البنكية المفروضة على بلدهم ستجعل من الصعب عليهم تحصيل أي مكافأة مالية من واشنطن، وسخر آخرون بالقول إنهم مستعدون لتمثيل اختراق ثم الإخبار عنه لتحصيل مكافأة، وبعضهم تساءل عن ما إن كان بإمكان الإيرانيين التأثير على الانتخابات الأمريكية.

 

ونقلت الصحيفة عن بوريا أستيراكي، أخصائي تكنولوجيا المعلومات ورجل الأعمال الرقمي ومقره طهران: "لو كان بإمكان إيران التأثير على الانتخابات الأمريكية لقامت بالتأثير على انتخاباتها هي.. إن هذا مضحك، لعبة من إدارة ترامب للدعاية".

 

ونقلت عن مسؤول أمريكي، أن الرسائل كانت جزءا من حملة عالمية بلغات عدة، ولكنه لم يجب على المزيد من الأسئلة حول الدول المستهدفة.

 

وأكد المسؤول الأمريكي، أن الرسائل يتم إرسالها من مجهول وأن الأشخاص الذين يوفرون المعلومات قد يكونون مؤهلين للانتقال من أماكن إقامتهم وتقييم كل حالة بمفردها.

 

بدوره قال نيكولاس دوغموفيك، مؤرخ وكالة الاستخبارات المركزية السابق والأستاذ في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية: "يمكنني أن أتخيل أن الرسالة مزعجة لكثير من الناس، ولكن كما هو الحال بالنسبة للمسوقين عبر الهاتف الذين يأملون أن يجعل قلة من الناس هذا الأمر مفيدا لهم، حتى لو كان الآخرون يرفضونهم".

وذكرت الصحيفة، أن هذا الجهد من إدارة ترامب يظهر أنها تحمل على محمل الجد مخاطر التدخل في الانتخابات، وفي الأسابيع الأخيرة حذر مسؤولو المخابرات من محاولات أجنبية واسعة، وتحدثت وزارة الخارجية عن وجود جهود دعاية ونشر معلومات كاذبة روسية. 

 

وأشارت إلى أنه على ما يبدو، فإن هناك بعض الأمل بين المسؤولين الأمريكيين بأن الجهد الجديد طريقة إبداعية لجعل الروس وآخرين، يعلموا أن واشنطن جادة في ملاحقة قراصنة الانتخابات.

 

وكانت الخارجية الأمريكية، نشرت على أحد حساباتها باللغة الفارسية، عن مكافآت، تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات حول أي تأثير خارجي على الانتخابات الأمريكية، فيما تضمنت الرسالة حساب تلغرام وهاتفا في واشنطن متصلا بواتساب وسغنال.


وصاحب التغريدة بالفارسية فيديو قال إن وزارة الخارجية الأمريكية تبحث عن معلومات للتوصل إلى أشخاص وكيانات يعملون مع حكومات خارجية للتدخل في الانتخابات المحلية وانتخابات الولايات والانتخابات الفيدرالية في أمريكا من خلال أساليب إلكترونية محرمة وقرصنة. 

 

اقرأ أيضا: لماذا لا يستطيع ترامب تأجيل الانتخابات في الولايات المتحدة؟
 

ولفتت الصحيفة، عن مسؤولين أمريكيين، إلى أن برنامج المكافآت ذو فائدة قليلة إن لم يعرف عنه أحد، والهواتف المحمولة هي أفضل وسائل الاتصال بالناس حاليا، وقال مسؤولون آخرون إن الانتقاد من كل من روسيا وإيران سيساعد في نشر الرسالة حول البرنامج.

 

ونوهت إلى أن البرنامج ذاته محدود، ولا يشمل الأشخاص الذين ينشرون المعلومات الكاذبة، والمكافأة فقط لمعلومات تدل على القراصنة الذين يحاولون الهجوم على أنظمة التصويت والبنية التحتية للانتخابات.

 

يشار إلى أنه خلال انتخابات التجديد النصفي عام 2018، لم تكتشف المخابرات الأمريكية أي محاولات هجوم ناجحة على أجهزة التصويت أو البنية التحتية للانتخابات.

 

وذكرت الصحيفة، أن الولايات المتحدة استخدمت برنامج المكافآت في عدة مواقف، منها أنها وضعت أثمانا للإدلاء بمعلومات بشأن الفارين والإرهابيين، وكانت أشهر مكافأة قيمتها 25 مليون دولار لاعتقال أسامة بن لادن ولم يتسلمها أحد.

التعليقات (0)