صحافة دولية

MEE: إسرائيل وتيار بـالحزب الديمقراطي يرغبان بإسقاط عمر

صرحت إلهان عمر لموقع ميدل إيست آي بأنها لن تهتز أمام المحاولات اليومية لإسقاطها وتقويض حملتها الانتخابية- جيتي
صرحت إلهان عمر لموقع ميدل إيست آي بأنها لن تهتز أمام المحاولات اليومية لإسقاطها وتقويض حملتها الانتخابية- جيتي

قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن اللوبي الداعم لإسرائيل، وتيار الوسط في الحزب الديمقراطي الأمريكي، يرغبون في إبعاد النائبة المسلمة إلهان عمر عن المشهد.

 

وذكر الموقع في تقرير أنه مع اقتراب موعد انتخابات الكونغرس في تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل، يتبقى أمام إلهان عمر تخطي الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي، إلا أنها تواجه حملة شرسة من داعمي الاحتلال الإسرائيلي.

 

يقول الموقع إن المعركة الحالية على مقعد الدائرة الخامسة في مينيسوتا تنحصر بين عمر، وزميلها الديمقراطي التقدمي ميلتون مو، إلا أن البعد الآخر لهذا التنافس، يتعلق بموقف الحزب الديمقراطي المستقبلي تجاه العلاقات مع إسرائيل، إذ إن مو من المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي.


وأوضح أنه "منذ أن شغلت عمر مقعدا في مجلس النواب بالعام 2018، لم تتوقف عن المطالبة بإنهاء التشرد، وشطب ديون الطلاب، ومحاربة العنصرية وعدم المساواة، كما أنها طالبت بمحاسبة السعودية وإسرائيل على انتهاكاتهما لحقوق الإنسان.


تقدمت إلهان عمر خلال فترة عملها داخل الكونغرس بثمانية وأربعين مشروع قانون وتعديلا، وشاركت في تبني 548 من مشاريع القوانين والتعديلات المقترحة الأخرى. 

يتهم خصوم إلهان عمر، بأن النائبة ذات الأصول الصومالية تسعى لتحقيق الشهرة على حساب احتياجات المواطنين في دائرتها. 

يقول خصمها ميلتون مو، إن عمر تنشغل بمحاربة الرئيس دونالد ترامب عبر "تويتر"، وتسعى لنصرة قضايا لا تعني الكثير بالنسبة لدائرتها.

 

وفي محاولة لاستقطاب الجمهور الديمقراطي، يقول مو إنه سيعمل فقط من أجل خدمة أبناء دائرته، وليس للشهرة، في إشارة إلى إلهان عمر.

 

وتقول "ميدل إيست آي"، إن ميلتون مو لا توجد له رؤية واضحة، ويكرر فقط أنه سيخدم دائرته ليس كما تفعل إلهان عمر، واللافت أن 20 بالمئة من تمويله (نحو 530 ألف دولار) جاءت إليه عبر "نورباك" و"أمريكا المؤيدة لإسرائيل"، وهما من اللجان السياسية التي تعمل لصالح اللوبي الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة.

وتلقى مو دعما من الملياردير سيث كلارمان الداعم بدوره للحزب الجمهوري.

 

بحسب الموقع، فإن "93 بالمئة من التمويل البالغ 3.2 مليون دولار، والذي جمعه ميلتون مو في الربع الثاني من عام 2020، ورد من خلال تبرعات كبيرة، ما أثار القلق إزاء المصالح التي سوف يرتهن لها فيما لو فاز في الانتخابات". 

 

وتاليا الترجمة الكاملة للتقرير:

 

لماذا إسرائيل والديمقراطيون الوسط يرغبون في رؤية إلهان عمر تغادر؟

بينما تقترب انتخابات الكونغرس للدائرة الخامسة في مينيسوتا، يجري خلط انتقادات عضو الكونغرس لإسرائيل باتهامات بمعاداة السامية

تقرير آزاد عيسى من مدينة نيويورك

ميدل إيست آي

10 أغسطس / آب 2020

تنظم في ولاية مينيسوتا يوم الثلاثاء واحدة من أهم التصفيات الديمقراطية وأكثرها إثارة في التقويم الديمقراطي لهذا العام، حيث ستخوض التنافس للترشح عن الدائرة الخامسة لانتخابات الكونغرس في مينيسوتا المتحدثة الجريئة عضو الكونغرس المسلمة السمراء والأمريكية من أصول صومالية السيدة إلهان عمر في مواجهة أنطون ميلتون مو. 

ونظراً لأن هذه الدائرة يهيمن عليها الديمقراطيون، فإن تصفيات الثلاثاء تعتبر بمثابة انتخاب فعلي لمن يسيطر عليها، وسوف يعني الفوز في التصفيات بشكل مؤكد تقريباً أن من يكسب الجولة هو الذي سيفوز في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني. 

إلا أن الحرب بين إلهان عمر وميلتون مو ليست مجرد تنافس بين ديمقراطيين على مقعد في الكونغرس، بل يرى كثيرون أنها تتعلق بموقف الحزب الديمقراطي في المستقبل تجاه إسرائيل.

منذ أن احتلت منصبها في 2018، لم تأل إلهان عمر جهداً في التعبير عن المواقف التقدمية تجاه مختلف القضايا من المطالبة بإنهاء التشرد وشطب ديون الطلاب ومعالجة المشكلة الناجمة عن انعدام المساواة في الدخل في دائرتها الانتخابية إلى المطالبة، في ما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، بمحاسبة المملكة العربية السعودية وإسرائيل على ما يرتكبانه من انتهاكات لحقوق الإنسان. 

تقدمت إلهان عمر خلال فترة عملها داخل الكونغرس بثمانية وأربعين مشروع قانون وتعديلا، وشاركت في تبني 548 من مشاريع القوانين والتعديلات المقترحة الأخرى. 

تصفها أندريا جينكنز، نائبة رئيس مجلس مدينة مينيسوتا، بأن لديها "الشجاعة للدفاع عما تؤمن به – للظهور شامخة رغم أن كثيراً من المتنفذين يودون لو أنها تختفي".

رغم ذلك، توجه إلى إلهان عمر اتهامات بشكل دائم بأنها تسعى لتحقيق الشهرة على حساب احتياجات المواطنين في دائرتها. 

مكرسة للخدمة وليس للشهرة

في برنامج حملته الانتخابية، يصف ميلتون مو، وهو محام يصف نفسه بالتقدمي، إلهان عمر بأنها شديدة الانشغال بمحاربة ترامب عبر تويتر أو بالسعي لنصرة قضايا لا تعني الكثيرين بالنسبة لدائرتها. 

يقول ميلتون مو في عبارة نشرت على صفحته على الإنترنت: "سوف أقوم بالعمل الشاق الذي يتطلبه المنصب الحكومي مع البقاء مركزاً على أولويات الدائرة الخامسة، فأنا مكرس للخدمة وليس للشهرة".

وهذا ما يردده أنصار ميلتون مو ويكررونه في كل مناسبة. 

في بيان دعمها لميلتون مو، قالت صحيفة ذي ستار تريبيون التي تصدر في مينيسوتا: "إن ميلتون مو مستوعب تماماً للاحتياجات المختلفة للدائرة التي يرجو أن يصبح ممثلاً لها، إذا ما أتيحت له الفرصة، فهو ذلك النوع من القيادي الذي يملك القدرة على لم شمل دائرة مشتتة".

أما من يدعمون إلهان عمر فيرون أن السعي لإظهارها كما لو كانت منفصمة عن دائرتها ليس فقط خاطئا بل عبارة عن حيلة يقصد منها التخلص من سياسية تقدمية بحق لا تخشى في نقد إسرائيل لومة لائم. 

بعد أن نجح التعليمي السابق جمال بومان في إلحاق الهزيمة بالديمقراطي الصقوري المؤيد لإسرائيل، والذي لبث في منصبه زمناً طويلاً كممثل للدائرة السادسة عشرة في نيويورك، أثناء التصفيات التي أجريت في أواخر يونيو/ حزيران، بات اللوبي المؤيد لإسرائيل يخشى من احتمال فوز إلهان عمر للمرة الثانية بمقعدها، كما يقول مؤيدوها. 

لا يوجد لدى ميلتون مو من البضاعة سوى التعهد بأنه سيكون ممثلاً أفضل للدائرة الخامسة في مينيسوتا، ومع ذلك فإن معظم ما يتلقاه من تمويل يأتي من خارج الدائرة، بل وتظهر سجلات التمويل بأن ما يزيد على عشرين بالمائة من تمويله، أي ما يقرب من 530 ألف دولار، وردت إليه عبر نورباك وأمريكا المؤيدة لإسرائيل، وهما لجنتا عمل سياسي تدعمان إسرائيل بكل قوة. 

مثله مثل ريتشي توريس، الذي فاز في الدائرة الخامسة عشرة في نيويورك، برز ميلتون مو كجزء من موجة جديدة من المرشحين "التقدميين المؤيدين لإسرائيل". 

وفي تصريح لموقع ميدل إيست آي، قال جيف ميندلسون، المدير التنفيذي لأمريكا المؤيدة لإسرائيل: "لقد سمعنا من الناس، سواء في دائرة النائبة إلهان عمر أو في مختلف أرجاء البلاد، الذين سئموا السياسات المنفرة التي تنتهجها السيدة عضو الكونغرس والذين لا يتفقون مع مواقفها الخطيرة إزاء السياسة الخارجية. فخلال فترة عملها القصيرة في الكونغرس، صدرت عن النائب إلهان عمر مراراً وتكراراً عبارات معادية للسامية، ولم تتوقف عن العمل ضد علاقة الولايات المتحدة مع حليفنا الديمقراطي، إسرائيل". 

وعلى الرغم من أن تمويل إلهان عمر يأتي معظمه كذلك من خارج الولاية، إلا أن رفضها للمساندة التي تعرضها عليها الشركات يعني أن تمويلها في مجمله يرد من تبرعات فردية متواضعة (لا يزيد الواحد منها على 200 دولار). 

بالمقارنة، يستمد ميلتون مو معظم الدعم من المتبرعين الكبار، بما في ذلك الملياردير سيث كلارمان، والمعروف بتقديم تبرعات سخية للحزب الجمهوري. 

ما يقرب من 93 بالمائة من التمويل البالغ 3.2 مليون دولار، والذي جمعه ميلتون مو في الربع الثاني من عام 2020، ورد من خلال تبرعات كبيرة، ما أثار القلق إزاء المصالح التي سوف يرتهن لها فيما لو فاز في الانتخابات. 

لم يرد فريق ميلتون مو على طلب تقدم به موقع ميدل إيست آي لإجراء مقابلة معهم للتعليق على الموضوع. 

سهولة الشيطنة

في تصريح لموقع ميدل إيست آي، وتعليقاً علي كم الموارد التي تولدها جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل وداخل التيار الوسط في الحزب الديمقراطي سعياً منهم للإطاحة بالنائبة إلهان عمر، قالت هابون عبدالله المديرة التنفيذية لمنظمة النساء من أجل النساء والتي تؤيد منذ زمن طويل عضوة الكونغرس إلهان عمر: "من الواضح أنهم لا يكتفون فقط بالسعي لوقفها عند حدها، بل يريدون أيضاً إذلالها. يتعلق الأمر بالرغبة في تحجيمها. ولكن كل ما يقومون به لن يزيدها إلا صموداً وتشبثا".

وتقول هابون عبدالله إن كون إلهان عمر امرأة سمراء ومسلمة ترتدي غطاء الرأس، ولاجئة في الأصل، فإن هويتها تمثل تهديداً للجمهوريين والتيار العريض داخل الحزب الديمقراطي كذلك، وفي نفس الوقت يجعلها ذلك هدفاً سهلاً للشيطنة والتشويه في أذهان العامة. 

وتضيف هابون عبدالله قائلة: "ما زال الأمر متعلقاً بهويتها وبعرقها وبدينها. بينما ترى نفسها مكافئة لغيرها، بعض الناس لا يعجبه ذلك".

لا يقتصر الأمر بالنسبة للكثيرين على كون إلهان عمر الأكثر كياسة بين أعضاء "الفريق" – وهو الاسم الذي تم إطلاقه على إلهان عمر وعلى ثلاثة من أعضاء الكونغرس الجدد من النساء الملونات الأخريات– في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، بل إن الأسلوب الذي انتهجته لفرض تغيير على الطريقة التي تتحدث بها أمريكا عن إسرائيل بات مزعجاً جداً من وجهة نظر المؤسسة المتنفذة في البلاد. 

إن الكاريزما التي تتمتع بها إلهان عمر، وحزمها واستعدادها للحديث حول قضايا مثل الحرب في اليمن وقمع الهند لأهل كشمير، وكذلك نقدها العلني للدعم غير المشروط الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة لإسرائيل، كل ذلك كانت له أصداؤه وآثاره المحفزة للنشطاء والمجموعات التقدمية من حركة "حياة السود تهم" إلى المجموعات المطالبة بالحفاظ على البيئة. 

"نحتاج لأن نقاتل في سبيل إلهان كما تقاتل هي في سبيلنا". ذلك هو عنوان تجمع أونلاين من تنظيم مجموعة اسمها "الصوت اليهودي من أجل السلام" من المفروض أن يقام الاثنين، ومن المقرر أن يشارك فيه كل من الشجاعين أنجيلا دافيز وكينغا ياماهتا. 

بعد أن لمحت إلهان عمر في فبراير/ شباط 2019 إلى أن أعضاء في حكومة الولايات المتحدة يقعون تحت تأثير أموال تردهم من إيباك (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية) من أجل أن يدعموا دولة إسرائيل، وجهت لها تهم بمعاداة السامية، وهي التهمة التي باتت توجه إليها بشكل روتيني من أجل نزع الصدقية عما يصدر عنها هي من انتقادات. 

منذ ذلك الوقت لم يكف أنصار الرئيس دونالد ترامب عن الهتاف ضدها في مهرجاناتهم مرددين عبارة "أعيدوها إلى بلادها" وذلك للتشكيك في انتمائها إلى الولايات المتحدة. 

وخلال الشهور الأخيرة، أثبتت وسائل الإعلام اليمينية والمحافظة أنها مهووسة بإلهان عمر، تحاسبها على كل كلمة تتلفظ بها وتلاحقها في حياتها الشخصية، بعد أن تطلقت وتزوجت من جديد. 

من جانبها، صرحت إلهان عمر لموقع ميدل إيست آي بأنها لن تهتز أمام المحاولات اليومية لإسقاطها وتقويض حملتها الانتخابية. 

وقالت: "عندما تكون منخرطاً في الهموم اليومية لمجتمعك فإنك تستطيع الدفاع عن مصالحهم بشكل فعال، ولا يغير من ذلك كل المال الذي تغدقه المؤسسات الكبيرة. سوف نفوز لأننا نمثل قيم الناس في دائرتنا. ومهما أنفق المتبرعون الجمهوريون وأصحاب المؤسسات الكبرى من أموال للتأثير على هذا السباق، فإن الناس في هذه الدائرة يقفون إلى جانبنا".

 

للاطلاع على النص الأصلي (هنا)

التعليقات (0)