ملفات وتقارير

MEE: ارتياح لبريطانيين من أصول يمنية لفشل صفقة نيوكاسل

في 30 يوليو قررت مجموعة تقودها هيئة الاستثمار العام السعودية شراء أسهم نادي نيوكاسل يونايتد لكنها انسحبت مؤخرا- جيتي
في 30 يوليو قررت مجموعة تقودها هيئة الاستثمار العام السعودية شراء أسهم نادي نيوكاسل يونايتد لكنها انسحبت مؤخرا- جيتي

نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا، قال فيه إن الجالية العربية التي يشجع أبناؤها نادي نيوكاسل يونايتد رحبوا بفشل محاولة الاستحواذ السعودية على النادي.

وفي تقرير أعده ريحان الدين وترجمته "عربي21"، قال فيه إن مشجعي فريق نادي نيوكاسل يونايتد من سكان ساوث شيلدز في شمال- شرق إنكلترا ومن ذوي الأصول العربية، إلى جانب المجتمع اليمني والمسلم، قالوا إنهم "شعروا بالفرح" من عدم إكمال عملية الاستحواذ السعودية على النادي.

وقال أبناء الجالية العربية والمسلمة، في تصريحات للموقع، إن محاولة الاستحواذ لم تكن "مقبولة أخلاقيا"؛ نظرا لسجل الحكومة السعودية الفقير في مجال حقوق الإنسان. وكان سيترك أثره السيئ على سكان تاينسايد المسلمين.

وفي 30 تموز/ يوليو، قررت مجموعة تقودها هيئة الاستثمار العام السعودية عرضها لشراء أسهم نادي نيوكاسل يونايتد بـ300 مليون جنيه إسترليني.

وانتظرت هيئة الاستثمار السعودية أربعة أشهر كي تقرر جمعية الدوري الممتاز الإنكليزية "بريميير ليغ" في الطلب، وفحص بند المدراء والملاك، إلا أنها فقدت الصبر، بعدما تم تأجيل البت بالطلب؛ بسبب اتهامات القرصنة على المحتويات للدوري الممتاز وغيرها من قناة في السعودية.

وكان عرض الاستحواذ موضوعا للنقاش الساخن في منطقة ساوث شيلدز، وهي البلدة الساحلية التي تبعد أقل من 10 أميال عن مركز مدينة نيوكاسل. وفي الوقت الذي شعر فيه الكثير من مشجعي النادي بالخيبة، إلا أن روبن باركين كان له موقف مختلف، وقال: "شعرت بالفرح عندما سحبت السعودية الطلب، وعندما تقوم قوة كهذه بالسيطرة، فإنك توقع عقدا مع الشيطان". وباركين هو من الجيل الثالث من أبناء اليمنيين. وأضاف: "كل من تحدثت معهم كانوا ضد الصفقة، وكل شخص تحدثت معه، بيض، يمنيين، وغيرهم، لم يدعمه".

وباركين، البالغ من العمر 33 عاما، مدرب كرة قدم وجزء من عدد قليل -لكنه مهم- من أبناء المهاجرين اليمنيين.

ووصل المهاجرون اليمنيون إلى المنطقة أول مرة في ستينيات القرن التاسع عشر، حيث كانوا يعملون في السفن التجارية، وتزوج معظمهم من نساء محليات، واندمجوا في ثقافة نيوكاسل، ما أدى لولادة أول مجتمع عربي مسلم في بريطانيا.

وبحسب "ذي يمن بروجيكت"، فهناك ستة أجيال من اليمنيين في ساوث شيلدز ممن لم يعودوا بأسماء أو ملامح عربية.

وقال باركين إنه لم يذهب أبدا إلى اليمن، لكن لديه مخاوف كبيرة من تملك السعودية ناديه الذي بدأ بتشجيعه وهو صغير، خاصة أنها تخوض حربا في بلده الأصلي. وقال: "خلال  محادثات الاستحواذ، لم يتحدث أحد حول أثره المباشر على اليمن".

وشن التحالف الذي تقوده السعودية أكثر من 20.000 غارة جوية منذ عام  2015، حيث ضربت ثلث الغارات هذه أهدافا غير عسكرية، مثل المستشفيات والمدارس، حسب "ذي يمن بروجيكت".

وقال باركين: "لا أستطيع دعم فريق يملكه أناس يقومون بقتل أقاربنا الأباعد الذين لن أكون قادرا على الحديث معهم أبدا. وسأذهب لمتابعة ساندرلاند عوضا عن ذلك"، في إشارة لمنافس نيوكاسل في تاينسايد.

والتقى الموقع مع سكان في شاوث شيلدز من أصول يمنية، وعبروا عن الموقف ذاته، لكنهم رفضوا الحديث مباشرة؛ خوفا من ردة الفعل السلبية.

وعبر كيث حسين، وهو مقيم في ساوث شيلدز ومن أصول مصرية، عن ارتياحه لسحب السعودية الطلب. وقال: "علي القول إنني مسرور، فالنادي له تراث رائع، ولكن السعودية تحاول استخدام نيوكاسل لإنقاذ سمعتها كدولة منبوذة متهمة بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان".

ووصف حسين كيف عمل والده حسين الراوي في البحرية التجارية البريطانية في الحرب العالمية الثانية. وبعد غرق سفينته في عام 1941 قضى والده عدة سنوات أسيرا لدى الألمان، وبعد نهاية الحرب استقر في ساوث شيلدز، حيث تزوج امرأة محلية. وقال حسين إن "العلاقة مع البحرية التجارية هي السبب وراء وصول العديد من المسلمين من الشرق الأوسط إلى ساوث شيلدز".

ويعدّ مسجد الأزهر أول أماكن العبادة التي بنيت في بريطانيا، وزاره الملاكم محمد علي في عام 1977، حيث عقد قرانه على فيرونيكا بورش علي فيه. ويقول حسين: "استطعت مصافحة علي، وكان عمري 10 أعوام، وكنت واقفا عند خروجه من المسجد، وركضت أمام الحشود". ويؤكد حسين، 54 عاما، ويعمل باحثا ومحاضرا، أن الكثير من أبناء البلدة المسلمين يعارضون شراء السعودية للنادي، وقال: "لقد تحدثت مع أصدقاء في المجتمع اليمني والمسلم، وشعروا بالرعب من فكرة استحواذ المجموعة على نيوكاسل، وما أزال أعتقد أن الشراء سيكون سلبيا على المجتمع في تاينسايد"، مضيفا: "وهو غير مقبول أخلاقيا، عندما تفكر بانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، وتركيع السكان المحليين، وملاحقة المعارضين، واغتيال الصحفيين، والحرب المستمرة في اليمن، والتي لا تحظى بدعم هنا".

 

وتابع: "كانت عملية الاستحواذ ستقسم المشجعين، وتفتخر تاينسايد بالعلاقة الجيدة مع المجتمعات المسلمة المتعددة، لكنني أعتقد أنه كان سيترك أثر محددا" لو نجحت عملية الاستحواذ.

ورغم ترحيب بعض المشجعين بفشل المحاولة، إلا أن عددا كبيرا منهم شعروا بالغضب. وقالت ميشيل جورج، إحدى المشجعات لـ"بي بي سي": "كمشجعين، لقد شعرنا بالتحطم، ويبدو الأمر دراميا، ولكننا عانينا 13 عاما في ظل (مايك) أشلي الذي لم يظهر اهتماما ولم يستثمر في النادي". وأضافت أن طول المدة للنظر في الطلب، ثم فشله، ترك المشجعين محطمين، ومن دون أن يحصلوا على الصورة بشكل كامل".

وحققت هاشتاغات مثل "ذا بريميير ليغ إز كوربت" (الدوري الممتاز فاسد) وهاشتاغ "نريد السعودية" شهرة على منصات التواصل في بريطانيا. ووقع 100.000 شخص على عريضة تطالب الحكومة بتحقيق مستقل في طريقة إدارة الدوري الممتاز للطلب السعودي. ودعا رئيس الوزراء بوريس جونسون، الأحد الماضي، الدوري الممتاز إلى إصدار بيان يشرح فيه سبب انسحاب السعودية.

وقام أكثر من 6.000 مشجع بالضغط على نوابهم كي يطرحوا الموضوع مع الدوري الممتاز، ومن بينهم نائبة ساوث شيلدز، إيما لويل- باك التي طالبت بإجابات وشفافية.

وعارضت النائبة الحرب الأهلية في اليمن، ودور بريطانيا بتوفير السلاح لها، ولا يعرف موقفها من عملية الاستحواذ. ولم تكن جاهزة للتعليق عندما طلب منها توجيه رسالة للمجتمع اليمني والمسلم في ساوث شيلدز. 

 

اقرأ أيضا: السعودية تقرر الانسحاب من صفقة شراء نيوكاسل.. لماذا؟

التعليقات (0)