هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجم ناشطون وصحفيون وكتاب يهود مناهضون للاحتلال تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، في إطار ما وصف بـ"اتفاقية سلام" بين الجانبين، بوساطة أمريكية.
وصدرت تلك الأصوات الرافضة للخطوة في ظل صمت عربي رسمي، رغم الغضب الفلسطيني إزاء ما اعتبروه "طعنة في الظهر"، وانتهاك الإمارات لـ"إجماع" دول المنطقة على ربط "التطبيع" بقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
ورصدت "عربي21" مواقف صحفيين وناشطين يهود مناهضين لإسرائيل، برروا ذلك الرفض بالإشارة إلى أن الاتفاق يأتي في إطار مساعي تلميع كل من الاحتلال وممارساته في الأراضي الفلسطينية، والإمارات وانتهاكاتها باليمن.
وفي بيان صادر عن مجموعة "كود بينك" للسلام، قالت مديرتها المشاركة، أرييل غولد: "نحن لا ننخدع بهذه الدبلوماسية الزائفة، التي ليست سوى وسيلة للحفاظ على الوضع الراهن لإسرائيل المتمثل في ممارسة سرقة الأراضي وهدم المنازل والقتل التعسفي خارج نطاق القانون والفصل العنصري، فضلا عن انتهاكات أخرى لحقوق الفلسطينيين".
وأضافت غولد في البيان، الذي ترجمته "عربي21"، أن "الضم هو واقع يومي على الأرض، ومن خلال تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون أي مكاسب للفلسطينيين، تتعهد الإمارات بالتواطؤ مع انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان الفلسطيني".
وأشار البيان إلى أن الاتفاق يأتي في إطار سلسلة ممتدة من الممارسات الأمريكية، وأبرزها نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بهضبة الجولان كأراض إسرائيلية، ووضع ما يسمى بـ"خطة السلام" (صفقة القرن) دون مشاركة فلسطينية.
ولا تنفصل الخطوات الإماراتية، بحسب البيان، عن مشاركتها مع السعودية في حرب اليمن "الوحشية"، كما وصفها.
اقرأ أيضا: لماذا غابت الجامعة العربية عن اتفاق التطبيع الإماراتي؟
— Medea Benjamin (@medeabenjamin) August 13, 2020
وبدورها، قالت المؤسسة المشاركة للمنظمة، ميديا بنيامين، إن "الصفقة التاريخية" بين الإمارات والاحتلال "لا تقرب الشرق الأوسط إلى السلام.. على العكس تماما، إنها تعزز التحالف الإسرائيلي - الأمريكي - الخليجي ضد إيران، مما سيزيد من تأجيج التوترات ويسبب المزيد من الموت والمعاناة، مع الحفاظ على وضع إسرائيل القائم على الاحتلال والفصل العنصري".
وأضافت؛ "إن تحول الإمارات من دعم الكرامة والحرية الفلسطينية إلى دعم الاحتلال الإسرائيلي الذي لا ينتهي، يعزز تحالف الإمارات مع إدارة ترامب، ما يتيح لها شراء المزيد الأسلحة التي تستخدم ضد المدنيين في اليمن".
وتابعت: "ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد لاعب ماهر في الشرق الأوسط، ديكتاتور يستخدم موارد بلاده العسكرية والمالية لإحباط التحركات نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان".
كما شدد البيان على أن الأمر يتعلق أيضا بتحسين صورة نتنياهو في إسرائيل، ودعم حملة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الانتخابية، بدلا من إحلال السلام في الشرق الأوسط، "كما يظهر مصلحة نتنياهو وابن زايد في إبقاء ترامب في البيت الأبيض".
وأضاف: "يعمل تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، الذي تسهله الولايات المتحدة، على دعم ثلاثة قادة قمعيين - ترامب ونتنياهو وابن زايد - وسيؤدي إلى مزيد من الضرر للفلسطينيين".
وعبر تويتر، انتقدت أرييل غولد، بشدة، ترحيب المرشح الديمقراطي للرئاسة بالولايات المتحدة، جو بايدن، بالاتفاق، ووصفت ذلك بـ"العار".
اقرأ أيضا: مصدر لعربي21: السعودية والبحرين تلتحقان بركب الإمارات قريبا
— Ariel Gold אריאל #JewsForBlackLives ☮️🔥✡️ 💕🌹 (@ArielElyseGold) August 13, 2020
أما الكاتب اليساري "بين نورتون"، فقال عبر تويتر: "الإمارات العربية المتحدة دولة استبدادية مطلقة وعميلة للإمبريالية الأمريكية التي ساعدت الولايات المتحدة / المملكة المتحدة / المملكة العربية السعودية على شن حرب إبادة جماعية على اليمن".
وأضاف؛ "إن تطبيع الإمارات للعلاقات مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي هو مجرد تأكيد إضافي على أنها دمية لدى الإمبراطورية".
— Ben Norton (@BenjaminNorton) August 13, 2020
وبدوره قال الصحفي "دان كوهين"، إن الاحتفالات بـ"الإنجاز"، في إشارة إلى الاتفاق، سيتم تدشينها "بعمليات قصف إماراتي على غزة وضربات جوية إسرائيلية على حافلات مدرسية في اليمن"، في اتهام للبلدين بتبادل الأدوار.
— Dan Cohen (@dancohen3000) August 13, 2020
وقال كوهين في تغريدة أخرى، ردا على مسؤولة إماراتية: "تحاول الإمارات الترويج لتطبيعها مع إسرائيل على أنه انتصار للفلسطينيين، الذين يمكنهم أن يطمئنوا لأنهم سيعيشون تحت الاحتلال الدائم، ولكن لن يتم ضم أراضيهم مؤقتا. سفسطة وقحة".
— Dan Cohen (@dancohen3000) August 13, 2020