ملفات وتقارير

هل لعب السيسي دورا في تطبيع الإمارات مع الاحتلال؟

السيسي كان أول المهنئين لتطبيع الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي- وام
السيسي كان أول المهنئين لتطبيع الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي- وام

فتحت مسارعة مصر إلى مباركة التطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، تساؤلات عن وجود دور لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في إبرام هذا الاتفاق.

 

وذكّر ناشطون بحديث السيسي عن عملية السلام قبل ثلاث سنوات بالأمم المتحدة، وإشارته إلى أن يد العرب ممدودة للسلام.

وقال السيسي خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 2017، في دورتها الـ72: "يدَ العرب ما زالت ممدودة بالسلام، وأن تجربة مصر تثبت أن هذا السلام ممكن، وأنه يعد هدفاً واقعياً يجب علينا جميعاً مواصلة السعي بجدية لتحقيقه".

وأضاف مخاطبا الإسرائيليين: "لدينا في مصر تجربة رائعة وعظيمة في السلام معكم منذ أكثر من أربعين سنة ويمكن أن نكرر هذه التجربة والخطوة الرائعة مرة أخرى".

والإمارات هي أول دولة خليجية تطبّع العلاقات بشكل كامل مع إسرائيل، في خطوة تأتي في أعقاب مؤشرات على التقارب في السنوات الأخيرة بينها استقبال فرق رياضية إسرائيلية والسماح لوزراء إسرائيليين بالتحدث في مؤتمرات.

 

مؤشرات التشاور والتطبيع


ورغم نفي الإمارات مشاورتها أي بلد آخر في هذا القرار، معتبرة أنه قرار سيادي، إلا أن مؤشرات عديدة تؤكد أن خطوة التطبيع لم تكن وليدة اللحظة، ولم تتم دون مشاورة الحلفاء.

وعقب الانقلاب العسكري في مصر، تشكل تحالف مصري سعودي إماراتي في عدد من القضايا المشتركة، كما في ملف الحرب في اليمن، وليبيا، وسوريا، والأزمة مع قطر، والانقلاب في السودان، والموقف من تركيا.

حقيقة دور السيسي


قال أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المصري، محمد سودان، إنه "بما لا شك فيه أن السيسي راض تماماً عن الإعلان عن التطبيع الرسمي بين الكيان الصهيوني والإمارات، لكن لا يخفى على أحد أن التطبيع بين البلدين أصلاً موجود بالفعل منذ عدة سنوات ولكن في الخفاء كالزواج العرفي، ولم يُعلن عنه بشكل رسمي، أي لم يحدث الإشهار، إلا يوم الجمعة لعدة أسباب سياسية".

وأضاف لـ"عربي21": "أما عن دفع السيسي لهذا التطبيع فلا أظن أبداً أن السيسي يتدخل بين الكيان الصهيوني والإمارات إلا للمباركة؛ لأن دوره ثانوي ملحق للسعودية والإمارات، وليس له أي دور إيجابي في هذه القرارات سوى التصفيق والتهنئة".

ورأى أن "ما يستفيده السيسي ونظامة العسكري هو استفادة معنوية؛ حيث إنه منبطح تماماً للكيان الصهيوني، ويريد أن يشاركه ولي نعمته في الإمارات هذا الانبطاح، وما يسميه بالسلام الدافئ مع الكيان الصهيوني، فهي كذبة كبرى والشعوب تعي تماماً أنه كيان محتل ومغتصب".

كيف يخدم التطبيع السيسي؟


من جهته، قال الأمين العام لمجلس المنظمات الإسلامية الأمريكية، الدكتور أسامة الجمال، إن السيسي ليس عراب هذه الصفقة، رغم أنها تصب في صالحه؛ فالإمارات هي التي دعمت الانقلاب، وروجت لمجيئه رئيسا لمصر سياسيا وإعلاميا وماديا، خاصة بعد وفاة الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، وجدت الإمارات لنفسها دورا جديدا تستطيع أن تلعبه؛ الملك سلمان كبير السن، كما وجدت لها (الإمارات) منفذا لقلب السعودية عبر الأمير محمد بن سلمان". 

لكنه اعتبر أن العراب الحقيقي للصفقة هو إسرائيل، وأضاف لـ"عربي21": "إسرائيل هي التي هندست المشهد السياسي برمته في تلك الدول، أما بخصوص دور السيسي الحقيقي فهو تأييد ومباركة الاتفاقية، وتشجيع الآخرين على الانخراط في اتفاقيات مماثلة، والسيسي بحاجة إلى أمريكا في ملفات عديدة معقدة كملف سد النهضة، كما يضمن له ترامب غطاء قويا في أمريكا على خلاف ما لو جاء المرشح الرئاسي جو بايدن للحكم، وهو المتوقع".

 

اقرأ أيضا: رئيس الاحتلال يوجه دعوة لابن زايد ونتنياهو يشكر زعماء عرب


مصلحة السيسي وابن زايد في بقاء ترامب


في ما يتعلق بالدور المصري ورئيس النظام عبد الفتاح السيسي، يقول الباحث السياسي، محمد الزواوي، إنه "من المؤكد أنه لعب دورًا بالنظر إلى التقارب المصري الإسرائيلي في الفترة السابقة لاسيما بعد احتياج النظام إلى نتنياهو كوسيط لتمرير الانقلاب العسكري لدى إدارة أوباما، ومن بعدها تمرير صفقات السلاح المصرية في إدارة ترامب".

وأشار في حديثه لـ"عربي21": "وهو ما كشفه أحد إعلاميي النظام، توفيق عكاشة، عندما قال إن الذي توسط لدى الإدارة الأمريكية في تلك الملفات هو نتنياهو، وكان يتم في الكواليس تجهيز حزم مساعدات اقتصادية للفلسطينيين بمباركة ولي العهد السعودي تمهيدًا لإبرام صفقة القرن، ولكن اتهامه أمام القضاء الأمريكي بمحاولة اغتيال أحد أهم مساعدي الأمير محمد بن نايف وهو سعد الجبري حال دون ظهور السعودية في هذا المشهد".

وذهب إلى القول بأن الاتفاق لم يكن مفاجئا بقدر ما كان توقيته،؛ "توقيت الإعلان الإماراتي يمنح الرئيس الأمريكي ترامب ورقة هامة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجري في شهر نوفمبر القادم، بعدما استثمرت الإمارات كثيرًا في دعم ترامب، في ظل مؤشرات تقدم منافسه الديمقراطي بايدن، الذي قام بتوجيه الكثير من الاتهامات في حملته الانتخابية للأنظمة السلطوية في الشرق الأوسط لا سيما انتهاكات السيسي لحقوق الإنسان، لذا فإن من مصلحة مصر والإمارات أن تتم الصفقة".

 

يذكر أن السيسي كان أول المبادرين بمباركة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، مرة عبر تغريدة له على موقع تويتر، ومرة ثانية من خلال اتصاله هاتفيا بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، معربا عن التهنئة لما وصفها بـ"خطوة السلام التاريخية التي قامت بها دولة الإمارات والتي من شأنها أن تدفع جهود عملية السلام وتفتح آفاق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".


التعليقات (1)
مصري
السبت، 15-08-2020 07:50 ص
السيسى جرو صغير و له دور محدد و مرسوم من قبل الموساد يؤديه فى مصر ، و العلاقات الغير شرعية التى كانت تسير بحميمية بين بن زايد الرجيم و تل ابيب لم تكن فى حاجة الى هذا الكلب الرخيص ، فاللعبه كانت بين اسياده المنحطين و لا حاجة للخدم داخل غرف النوم الحمراء .