هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، أن اتفاق التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والإمارات هو "ارتماء تحت الأقدام الإسرائيلية".
علاقة غير شرعية
وذكر الخطيب في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "اتفاق العلاقات الدبلوماسية بين "إسرائيل" والإمارات، كمثل علاقة غير شرعية بين رجل وامرأة في السر استمرت لسنوات طويلة، مورست فيها كل أنواع الموبقات والحرام، وبعد كل هذه السنوات قررا إشهار هذه العلاقة عبر زواج، واختارا أن يكون الشاهد شخص سيئ، هو دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي)"، بحسب وصفه.
وأوضح أن "توقيت الإعلان عن الاتفاق، اختاره ترامب ونتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال) وليس الإمارات"، منوها إلى أن "العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، موجودة من أكثر 20 عاما".
وأضاف: "حينما ذهبت ميري ريغيف (وزيرة إسرائيلية سابقة) وتجولت في الإمارات، ويسرائيل كاتس (وزير) وأيوب قرا (وزير إسرائيلي سابق)، وعندما التقي عبدالله بن زايد بنتنياهو في أيلول/ سبتمبر 2017، خلال انعقاد دورة للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، كل ذلك وغيره يدل على أن العلاقات كانت غاية في الدفء".
ونوه نائب رئيس الحركة الإسلامية، إلى أن اختيار التوقيت، "جاء لأن ترامب يريد أن يستفيد من إعلان عقد القران المشبوه، ويحقق نقاطا لصالحه في ظل أزمة كورونا، وكذلك الحال بالنسبة نتنياهو (متهم بالفساد وينتظر المحاكمة)، الذي يريد أن يستفيد أيضا من توقيت الإعلان عن الاتفاق"، مضيفا أن "محمد بن زايد ليس بإمكانه أن يقول لا لسيده"، وفق تعبيره.
وأشار الخطيب إلى ما ذكره مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" في الإمارات، ينيف خليلي، حيث قال: "دبي مدينة الخطايا والآثام في الخليج الفارسي"، وهذا مصطلح توراتي أطلق على مدينة "سدوم" التي خسف الله بها الأرض في زمن سيدنا لوط عليه السلام، وفق قوله.
قائمة الشرف والعار
وذكر الصحفي الإسرائيلي خليلي، أن "ما يتمناه السائح الإسرائيلي سيجده في دبي؛ خمر، زنا، مخدرات وقمار وغيرها"، وعلق القيادي الفلسطيني على ذلك بقوله: "هم كذلك يريدون أن تكون الإمارات، وهذه نظرتهم، وفي المقابل يتوقع الاحتلال أن يكون المردود الكبير عبر بيع السلاح للإمارات، التي تخصص 23 مليار دولار سنويا لتعزيز قوتها العسكرية"، مؤكدا أن "الإمارات لن تربح شيئا من هذا الاتفاق، ومن سيربح ويستفيد مع الأسف هو الجانب الإسرائيلي".
وعن دلالة الحديث عن سير بعض الدول العربية في ركب الإمارات بالتطبيع مع الاحتلال، قال: "مع التفريق بين عواطف الغضب بسبب هذه الطعنة، والابتذال في الارتماء تحت الأقدام الإسرائيلية، كما يفعل حكام الإمارات، وبين النظرة الإيجابية لما يجري، يتضح أن كثيرا من قائمة الذين طالما تغنوا بالدين والوطنية والدفاع عن فلسطين، يجب أن يشطب منها أسماء كثيرة، كي لا يبقى هؤلاء في قائمة الشرف والمجد والبطولة، ليكونوا في قائمة العار".
وتابع: "كان لا بد من هذا الفرز، وأن يميز الله الخبيث من الطيب، لندرك أنه ليس كل من يدعي الوطنية، وطني، وليس كل ما يلمع ذهبا"، مؤكدا أن "ما حصل هو تعرية لهذا الطابور، وإسقاط لهذا النفاق الخالص".
وتسبب الإعلان عن "اتفاق سلام" بين أبوظبي وتل أبيب، بحالة غضب شعبي ورسمي وفصائلي فلسطيني، وقد أدانت ورفضت القوى والفصائل والسلطة الفلسطينية هذه الخطوة، وقامت الأخيرة بسحب السفير الفلسطيني عصام مصالحة من الإمارات، الذي بحسب ما وصل "عربي21" من مصادر مطلعة، كان له اجتماع مساء أمس، مع رئيس السلطة محمود عباس، لتقديم تقريره بشأن التطورات الأخيرة.
ونددت باتفاق التطبيع، قوى سياسية وشعبية بدول عربية عدة، فيما خرقت الصمت العربي الرسمي كل من مصر والبحرين وسلطنة عمان حيال اتفاق أبوظبي وتل أبيب؛ وهنأت تلك الدول رسميا الإمارات بالتطبيع مع الاحتلال، فيما يشي بإقدام مسقط والمنامة وربما الرياض بإعلان رسمي مرتقب للتطبيع مع الاحتلال.