صحافة دولية

الغارديان: سوريا تواجه كارثة غير مسبوقة من وباء كورونا

يقدر مسؤول في الصحة بمنطقة دمشق عدد الإصابات بكوفيد بحوالي 112 ألفا و500 حالة في دمشق وحدها- جيتي
يقدر مسؤول في الصحة بمنطقة دمشق عدد الإصابات بكوفيد بحوالي 112 ألفا و500 حالة في دمشق وحدها- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا ترجمته "عربي21" لأحد العاملين بالمجال الطبي في سوريا، نبه فيه إلى الوضع الكارثي الذي تمر به البلاد نتيجة التفشي غير المسبوق لوباء كورونا. 

 

وقال كاتب المقال، لم تكشف الصحيفة عن اسمه: "أعمل في المجال الطبي بسوريا حيث تتكشف أزمة لا يتم الإبلاغ عنها من كوفيد-19".

وقال: "أنا من جنود الخطوط الأمامية في النظام الصحي وأعمل في مستشفى كبير في سوريا".

ويواجه البلد عددا كبيرا من الحالات التي لا يتم الإبلاغ عنها بين السكان الذين حطمهم نحو عقد من النزاع والاضطراب الاقتصادي. وقال: "أشعر مع زملائي بالعجز ونتوقع الأسوأ".

وأضاف أن الممرضين والأطباء يعانون من نقص خطير في المعدات الطبية وأجهزة الحماية الشخصية ومعدات الفحص. 

 

اقرأ أيضا: كورونا يصل مخيمات الشمال السوري ومنظمات تنبه للخطر

وتابع: "تعاني المستشفيات في دمشق وحمص وحلب وبقية المدن من ازدحام شديد ونقص في المعدات البسيطة للتعامل مع وباء ينتشر على نحو واسع وبسبب الحرب الطويلة والتخطيط الفقير وسوء الإدارة".

ومضى قائلا: "زاد عدد المصابين والموتى بسبب فيروس كورونا بشكل مطرد وأكثر من الأرقام التي تنشرها الحكومة السورية أو منظمة الصحة العالمية".

وبحسب الأرقام الرسمية المعلنة حتى 16 آب/أغسطس بلغ عدد حالات الإصابة بالفيروس 1593 حالة و60 وفاة. ويقول الكاتب: "لا أحد منا يعتقد أن هذه الأرقام دقيقة".

ويقدر مسؤول في الصحة بمنطقة دمشق عدد الإصابات بكوفيد بحوالي 112 ألفا و500 حالة في دمشق وحدها. ويضيف: "لدينا مئات من حالات مرتبطة بكوفيد غير مؤكدة كل يوم، ولم يعد لدى مستشفيات حلب أكياس للف الموتى.. في كل يوم تزداد قائمة عمال الصحة الذين يموتون بسبب الفيروس. وطلب منا شراء الملابس الواقية".


وقال: "نقوم بمعالجة المرضى في غرف وسخة بدون أدوية كافية ومعدات قليلة لحماية أنفسنا. وتعمل مستشفياتنا فوق طاقتها، حيث تمتلئ فيها الأسرة بالمرضى، وتستخدم فيها كل أجهزة التنفس. نحن من تقع عليهم مسؤولية المهمة التي تدمي القلب بعدم إدخال المرضى، لأننا لا نملك ما نقدمه لهم من مساعدة. وكأطباء فهذا أسوأ كابوس".

وتحدث الكاتب عن مخاوف المسعفين وعمال الصحة من الحديث أو التعبير علنا عن مواقفهم، خاصة أن المرافقين الحكوميين يراقبون ما يقولونه ويكتبونه على منصات التواصل الاجتماعي.

ويفضل اليوم معظم المرضى ممن ظهرت عليهم أعراض الإصابة البقاء في بيوتهم بدلا من البحث عن العلاج.


ويحاول الناس البحث بأنفسهم عن طرق لشراء أجهزة التنفس الاصطناعي، أو الانتظار على أمل تحسن صحتهم، ويقول الكاتب: "نشاهد المرضى نائمين في الشوارع يصرخون من أجل المساعدة".

 

ويتم توفير فحص فيروس كورونا لـ300 شخص يوميا، وفي خمسة مراكز تابعة للحكومة.


وكما هو الحال في سوريا فمن لديهم واسطة في الحكومة ويملكون المال فمن السهل عليهم الدخول إلى مراكز الفحص.

 

اقرأ أيضا: وفد نظام الأسد يتسبب بتعليق جلسة "الدستور" لإصابته بكورونا

وقال إنه تم إلغاء الإغلاق الأول بدون تقديم سبب مما أرسل رسالة غير صحيحة للرأي العام.


وإلى جانب ذلك فإن شراء الأقنعة مكلف، والناس لا يلتزمون بالتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة.

 

ولم يكن لدى الناس أي خيار إلا فتح محلاتهم التجارية والعودة للعمل مما زاد من انتشار الفيروس.

 

وتوجه عمال الصحة لمناشدة ضمير العالم مرة أخرى، وقال الكاتب: "أطلب من الحكومة ومنظمة الصحة العالمية أن تلتزما بالشفافية. نحن بحاجة للكشف عن مدى الإصابات الحقيقية بكوفيد- 19 في بلدنا. إخفاء الرقم الحقيقي للإصابات والوفيات سيؤدي إلى خسائر أخرى في الحياة".

 

وناشد الكاتب المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات العاجلة لدعم المستشفيات والمنظمات المحلية والنظام الصحي من خلال توفير قدرات إضافية للفحص وأجهزة وقاية ومعدات فحص ومعدات طبية وأجهزة تنفس اصطناعي.

 

وقال: "أفهم أن المساعدات الطبية معفاة من العقوبات الدولية المفروضة على بلاده".

 

وحث الأمم المتحدة ووكالاتها والسلطات الصحية في بلاده لتوزيع الإمدادات الطبية التي تنقذ الأرواح بعدل وعدم تأخير وصولها.


وختم قائلا: "تقف سوريا على حافة كارثة غير مسبوقة، ويجب على من هم بالسلطة الاستماع قبل فوات الأوان".       


 
التعليقات (0)