هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا كشف فيه عن سعي روسيا لاستثمار هيمنتها على دمشق، وحرصها على الاستفادة من المناطق الساحلية، عبر إقامة منشآت صحية وسياحية موجهة لخدمة الجنود والسياح الروس، وذلك في إطار اتفاقيات أثارت غضب المعارضة السورية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن مواقع إخبارية تابعة للمعارضة السورية سجلت تناميا في الهيمنة الروسية على المناطق الساحلية في سوريا، حيث حرصت موسكو خلال الفترة الأخيرة على تعزيز نشاطها التجاري في أجزاء من محافظة اللاذقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
ونقل الموقع عن مصادر سورية محلية أن هناك قلقا متزايدا من تدفق الموظفين والعمال الروس، إلى جانب إعادة تسمية بعض المرافق والمؤسسات السياحية.
وأشارت مصادر في محافظة اللاذقية إلى حقيقة أن موسكو أظهرت رغبتها في السيطرة على أهم المنتجعات السياحية في هذه المحافظة. ويحذر معارضو بشار الأسد من أن الروس يعملون على فرض القواعد التي تناسبهم في المناطق الساحلية.
ولاحظت هذه المصادر أن المناطق الساحلية أصبحت في الفترة الأخيرة هدفا للنشاط التجاري الروسي.
ويرى بعض الخبراء أن موسكو قررت خلال المراحل الأخيرة من الصراع المسلح في البلاد أن تنخرط في تطوير البنية التحتية في القطاع السياحي حتى تستفيد منه مستقبلا.
ونقل الموقع الروسي عن مصادر محلية أخرى، طلبت عدم الكشف عن أسمائها، تسجيل نشاطات متزايدة في منطقة وادي قنديل ومنتجع الشاطئ الأزرق، بينما تم تغيير أسماء أماكن أخرى لتصبح باللغة الروسية، إلى جانب تعديل قوائم الأكل في المطاعم والفنادق لتتلاءم مع رغبات السياح الروس. ولوحظ أيضا تدفق كبير للموظفين الذين يتحدثون اللغة الروسية خلال هذا الصيف.
وأشار الموقع إلى أن السفير السوري في موسكو، رياض حداد، كشف قبل سنتين وجود مخططات لجذب السياح من جمهورية روسيا الاتحادية.
وقد أكد حداد حينها في لقاء مع الإعلام الروسي على الحاجة لتطوير السياحة الدينية في بلاده، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية تحسنت كثيرا.
وقال: "يمكنكم الآن التنقل بأمان من مطار دمشق نحو المناطق الأثرية والتاريخية وشواطئ اللاذقية. كما أن المواطنين الروس لن يواجهوا أي مشاكل في الحصول على وثائق السفر".
وأورد الموقع أن الرحلات الجوية استؤنفت بشكل طبيعي بين البلدين منذ سنة 2018، حيث سيرت شركة أجنحة الشام الخاضعة لعقوبات غربية أول رحلة من مطار فنوكوفو الدولي في الرابع من تموز/ يوليو من العام قبل الماضي.
ورجح الموقع أن المعارضة السورية تشعر بالغضب من القرار الأخير لرئيس النظام السوري بتسليم منطقة في محافظة اللاذقية لموسكو، من أجل تشييد مركز للعلاج والتأهيل الصحي مخصص للقوات الجوية الروسية.
وتم توقيع اتفاق في هذا الشأن يوم 21 تموز/ يوليو في دمشق ويوم 30 تموز/ يوليو في موسكو، ولكن لم يُكشَف عنه إلا في شهر آب/أغسطس.
وينص هذا الاتفاق بين موسكو ودمشق على أن مساحة هذه المنطقة الممنوحة تصل إلى ثمانية هكتارات من الأرض ومساحة تعادلها من المياه.
وتتكفل روسيا بتحمل كل النفقات المتعلقة بتركيز شبكات الاتصالات وبناء المنشآت. ولكن لم يتم الكشف بالضبط عن الموقع الذي منح لروسيا بموجب هذا الاتفاق.