هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد
دبلوماسي إسرائيلي، الأحد، أن جمهورية مصر العربية، تفقد نفوذها وصدارتها في
المنطقة وموقعها لدى "إسرائيل" بعد دخول الإمارات على خط التطبيع مع تل
أبيب.
ولفت
السفير الإسرائيلي السابق بمصر إسحاق ليفانون، في مقال نشرته صحيفة
"معاريف"، أن من أوائل الزعماء العرب الذين رحبوا بـ"الاتفاق
الثلاثي للولايات المتحدة، إسرائيل والإمارات"، كان رئيس الانقلاب المصري عبد
الفتاح السيسي، وما إن تم الإعلان عن الاتفاق حتى "غرد على تويتر ورحب
بالإنجاز".
ومع
صوت السيسي المرحب بالتطبيع، "كانت في مصر أصوات أخرى، ضد التطبيع، وطرحت
الأسئلة حول الإحساس الحقيقي لمصر تجاه التطبيع الكامل لعلاقات إسرائيل مع دولة
عربية أخرى".
وأضاف
ليفانون: "لم يعقب أي حزب في مصر رسميا وباسمه على التطور الهام، رغم وجود
العلاقة الوثيقة بين مصر والإمارات، والبرلمان المصري الذي درج على أن يعرب علنا
عن تأييده لموقف الإمارات في تصديها لهيمنة قطر وتركيا، اختار الصمت هذه المرة،
وباستثناء تغريدة السيسي لم يصدر بيان رسمي، على لسان وزير الخارجية المصري سامح
شكري أو وزارة الخارجية المصرية".
ونقل
السفير الإسرائيلي، عن صلاح منتصر، كاتب الرأي الشهير في صحيفة
"الأهرام"، تشكيكه في "النوايا الحقيقية لإسرائيل بالنسبة لعدم
تنفيذ الضم؛ بمعنى أنه أراد القول إن الضم لم يشطب عن جدول أعمال تل أبيب، رغم
تصريحات الإمارات بأن الاتفاق لم يكن ممكنا إلا بعد تخلي إسرائيل عن ضم مناطق
الضفة".
اقرأ أيضا: بعد "بلح زغلول".. ما سر فوبيا الأسماء والأماكن لدى السيسي؟
ونوه
أن أمين عام جامعة الدول العربية أبو الغيط، "طلب أيضا مواصلة الضغط على
إسرائيل كي تقدم تنازلات للفلسطينيين".
ونبه
ليفانون، أنه "منذ التوقيع على اتفاق السلام مع إسرائيل، وقفت مصر في مكانة
الصدارة في كل ما يتعلق بإسرائيل والشرق الأوسط، وهي تشارك في إيجاد حل للنزاع
الفلسطيني-الإسرائيلي، وتتوسط مع حماس، وتدخلت بصمت مع تركيا لمنع أسطول مرمرة،
وأدارت محادثات من خلف الكواليس مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، لدفع التسوية
مع تل أبيب إلى الأمام، وهذا مجرد جزء من قائمة الأعمال التي تقوم بها القاهرة".
وبيّن
أنه "مع دخول الإمارات على خط التطبيع مع إسرائيل، فقد تفقد مصر صدارتها، وإذا
انضمت دول عربية أخرى لمسيرة التطبيع مع إسرائيل، فقد تفقد مصر المزيد من قوة
نفوذها مع تل أبيب".
وزعم
أن "اللاعبين (المطبعين) العرب الجدد، سيتنافسون فيما بينهم على من يساعد
الفلسطينيين أكثر، وينقل الجمود في المسألة الفلسطينية وبندول النفوذ إلى منطقة
الخليج، وينبغي الافتراض بأن مصر تنظر إلى ذلك بعين الراحة، كما أن وصول المصلين من
الخليج إلى الأقصى سيعظم نفوذ الإمارات، إلى ما هو أبعد بكثير من حجمها في العالم
العربي".
وفي
نظر "إسرائيل، لا تزال الصدارة في يد
مصر، ويجب أن تبقى هكذا، فالقاهرة ترتبط بمواضيع ثقيلة مع تل أبيب، الحرب ضد
التنظيمات الإسلامية، غزة وحماس، واتفاقات الغاز بين الجانبين وبمشاركة اليونان
وقبرص، ويحتمل جدا أنه إذا ما تطور الاتفاق مع الإمارات لعلاقات ذات مغزى تفسر
كتطبيع رسمي للعلاقات مع تل أبيب، فسيحث هذا السيسي على تحسين العلاقات الثنائية مع
إسرائيل".
وأعرب
السفير عن أمله في أن يسير السيسي "في طريق التطبيع التدريجي الذي يعزز مكانة
ودور مصر في المنطقة لمنفعة إسرائيل، وبالتالي فإن من المهم تثبيت التطبيع مع الإمارات
على أساس صلب، من أجل تشجيع الآخرين للسير في أعقابها".