صحافة دولية

بوريل: تركيا وروسيا والصين تسعى لإحياء إمبراطورياتها

بوريل قال إن تركيا وروسيا والصين، تستدعي تاريخها من أجل تعزيز مصالحها- جيتي
بوريل قال إن تركيا وروسيا والصين، تستدعي تاريخها من أجل تعزيز مصالحها- جيتي

قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، إن ثلاث قوى هي تركيا وروسيا والصين، تسعى لتغيير قواعد اللعبة مع أوروبا، من خلال إعادة إحياء إمبراطورياتها الماضية.

 

ودعا بوريل في مقال له على صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية وترجمته "عربي21"، لولادة ما سماه "أوروبا الجيوسياسية" في مواجهة "الإمبراطوريات الجديدة"، وقال: "لكي نتمكن من التفاوض وتسوية النزاعات سلميا، يجب أن نتعلم التحدث بلغة القوة".

 

وأضاف أن "هذا الصيف لم يكن سهلا، من انفجار مرفأ بيروت إلى استيلاء الجيش على السلطة في مالي، والحرب في ليبيا، والتوترات التي سببتها تركيا في شرق المتوسط، والانتخابات الرئاسية في ببلاروسيا، والتسمم الذي تعرض له زعيم المعارضة الروسية".

 

وتابع: "عند النظر للوهلة الأولى نجد أنه لا علاقة بين هذه الأحداث، وعند الفحص والتدقيق، يكشف كل هذا عن ظهور قوى تهدف لإحياء إمبراطورياتها التي كانت بالماضي".

 

وأشار إلى أن تركيا وروسيا والصين تشترك في ثلاثة أمور، وهي: "السيادة من الخارج والسلطوية من الداخل، ويريدون تكوين مناطق نفوذ معترف بها محمية لهم، ويريدون تغيير قوات اللعبة العالمية لأن توزيع القوى في العالم الآن لا علاقة له بعصر إمبراطورياتهم".

 

اقرأ أيضا: أوروبا تلّوح بعقوبات على تركيا بسبب"المتوسط".. وأنقرة ترد
 

وتابع قائلا: "هذه القوى تسعى لمنع أي دعم دولي للمجتمعات المدنية المطالبة بالمزيد من الحريات كما هو الحال في بيلاروسيا، ولا يترددون في تقويض حريات مواطنيهم في تحد لالتزاماتهم الدولية كما فغلت الصين في هونغ كونغ أو شينجيانغ (تركستان الشرقية)".

  

وأضاف أن روسيا تعتقد أن لها حقا في بيلاروسيا، وتعتزم منع الأوروبيين من دعم المجتمع المدني الذي ثار ضد الانتخابات الرئاسية المزورة، كما أنه لا أحد يرغب برؤية أوكرانيا جديدة.

 

وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية أيضا كانت أيضا لديها إمبراطورياتها، زاعما أنها "خلقت أوروبا بدلا من السعي وراء الإغراء الإمبراطوري" على حد قوله.

 

وبشأن تركيا، أشار بوريل إلى أنها "تحاول إظهار نفسها في البحر الأبيض المتوسط في عدة طرق مختلفة، بهدف الاعتراف بها كلاعب إقليمي رئيسي لا يمكن استبعاده سواء في تقاسم الغاز الطبيعي أو من خلال التسوية السياسية بليبيا، باستدعاء نفوذ سابق لها في البحر المتوسط يسعى قادتها لاستعادته".

 

وأضاف أنه ليس من المصادفة أن يكون أول "احتفال ديني في آيا صوفيا التي تحولت لمسجد مرة أخرى، أن يتزامن مع ذكرى معاهدة لوزان عام 1923".

 

وأكد أن تركيا وروسيا والصين، تستدعي تاريخها من أجل تعزيز مصالحها، و"تفرض ما تعتبره حقها حتى وإن كان على حساب القانون الدولي".

 

وشدد في الوقت ذاته، على أن تركيا ستبقى شريكة مهمة في العديد من القضايا، مضيفا أن "هذا الأمر يتطلب منا الخروج من ديناميكية المواجهة الخطيرة مع هذا الجار الكبير".

التعليقات (0)