قضايا وآراء

لماذا تغيرت عقلية الخليج تجاه فلسطين والإخوان؟!

محمد عماد صابر
1300x600
1300x600
ظلت دول الخليج العربي ولعقود طويلة مصدرا لكل خير لبلدان العرب والمسلمين.. في الخمسينيات استقبلت قادة الإخوان والمقاومة العربية للاستعمار، فأحسنت الاستقبال والدعم والنصرة.. وفي السبعينيات استقبلت العمالة العربية، خاصة المصرية، فأكرمت وفادتها، وكانت مصدر خير للخليح في البناء والتعمير والعلاج والتعليم، كما كانت العمالة مصدر خير للعاملين وبلدانهم وذويهم..

ظل الخليج الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية، حتى كانت المغامرة القاتلة لصدام حسين التي أفسدت المنطقه وجلبت إليها النكبات.. دخل صدام حسين الكويت وأدخل معه المنطقة في نفق مظلم لا آخر له.. دخل صدام حسين الكويت ودخلت دول وجماعات مربع الارتباك ومستنقع الحسابات، تورطت دول كاليمن وليبيا وفلسطين، وخرجت التظاهرات داعمة لموقف صدام خاصة بعد وصول قرابة نصف المليون جندي أمريكي للخليج، وخرجت التصريحات العنترية من هنا وهناك بأن خير الخليج لكل العرب، والمقصود النفط.

وقعت جماعة الإخوان في ورطة الموقف الرافض لاحتلال الكويت، ولكنه رافض أيضا لتدخل القوات الأجنبية لتحرير الكويت.. إثبات موقف لا أكثر، لكنه ورّط الجماعة وجعل إخوان الكويت ينشقون عن تنظيم الإخوان، وربما تركه البعض.

القوات الأمريكية كانت سبب الخلاص والتحرير للكويت، والطرد والتدمير للعراق جيشا وشعبا وأرضاً.. هؤلاء هم حكامنا!

وصلت الرسالة واضحة للخليج، مفادها: نحن في خطر، الأنظمة العربية لا رهان عليها، الرهان على أمريكا، وإسرائيل هي مفتاح البيت الأبيض، إذاً الاتفاق والتنسيق بل والتحالف معها هو صمام الأمان. وكان الموقف من اليمن، وفلسطين، وليبيا، والإخوان معا.

ثم كانت ثورات الربيع العربي، ومعها كانت الرسالة السلبية للخليج بتصدر الإخوان للمشهد ومخاوف تصدير الثورة؛ هي ذات سبب موقف الخليج من إيران، ليس موقفا من المذهب الشيعي، بل خوفا من تصدير الثورة مع وجود عدد غير قليل من عرب الخليج الشيعة. أيضا كان إعلان دعم فلسطين حين طالب البعض بالحشد والسير على الأقدام لدخول فلسطين المحتلة، وبعض الشواهد المعادية لإسرائيل منها حادث السفارة الشهير، والشعارات الحماسية التي رفعت في كل مكان.

بناء على ما سبق (الموقف من احتلال الكويت وثورات الربيع العربي، خاصة في مصر)، تغيرت العقلية والعقيدة الخليجية في منظومة المصالح، وسرعان ما تكوّن المربع الصهيو-خليجي- مصري، حفاظا على عروش وثروات الأسر الحاكمة والمالكة في الخليج، وحفاظا علي وجود وحدود الكيان الصهيوني، وتمكين المؤسسات العسكرية للسيطرة على الحكم في غالبية البلدان إن لم يكن فيها جميعا، فهل وصلت الرسالة؟!

ولكن نستطيع أن نذكر ونؤكد على مشاهدات من المشهد العام:

- فلسطين.. بعد فترة من الغياب للقضية الفلسطينية (المتضرر الأكبر من إجهاض الثورات العربية بإدارة مركزية لدولة الإمارات) جاء التطبيع الإماراتي الصهيوني ليستدعي القضية الغائبة مرة أخرى ويجعلها تتصدر المشهد.. وعندما طرح البعض مقولة "فلسطين ليست قضيتي"، جاءت الردود من كل مكان في العالم: "فلسطين قضية كل مسلم بل كل إنسان حر".. ولا سلام ولا كلام ولا مكان للعبيد!

- أنظمه الحكم لم ولن تتغير للأفضل.. هم وكلاء للمشروع الصهيو-أمريكي الذي انتفض بعد ثورات الربيع العربي بحثا عن وكلاء جدد.. الشعوب صاحبة قضاياها ولا أحد غيرها، والشعوب تحتاج قاطرة للحركة والتغيير، والقاطرة هي النخبة التي ما زالت متعثرة، وإصلاح القاطرة أو تجديدها هو واجب الوقت وحق الأجيال.
التعليقات (0)