هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبراء إسرائيليون إنه "منذ إعلان
إسرائيل والإمارات العربية المتحدة اتفاقهما على تطبيع علاقاتهما، بدأ نقاش حي في
وسائل الإعلام الإسرائيلية حول التداعيات المختلفة لهذه الخطوة، خاصة هوية الدول
التي ستتبع الإمارات، في حين غابت الكويت عن هذا النقاش".
وأضافوا في ورقة بحثية نشرها موقع زمن
إسرائيل، ترجمتها "عربي21"، أنه "من مفارقات رفض الكويت للتطبيع مع
إسرائيل أنها الدولة الوحيدة في الخليج، وربما العالم العربي بأسره، التي تعيش
حالة شبه ديمقراطية، مع دستور يمنح البرلمان سلطات واسعة نسبيا، ولديه القدرة على
استجواب الوزراء، وحتى عزلهم، ومنع الموافقة على الميزانية".
معدا الورقة البحثية عيران سيغال، زميل
باحث بمركز دراسة إيران والخليج العربي بجامعة حيفا، وغوئيل غوزنسكي، باحث بمعهد
دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وعضو سابق بمكتب رئيس الوزراء، وباحث زائر
بجامعة ستانفورد، أوضحا أن "المعارضة الكويتية تتكون من القوميين
والإسلاميين، وواحدة من قضاياهم المشتركة الرفض الشديد للعلاقات مع إسرائيل".
وأكدا أنه "منذ ظهور التطبيع في
التسعينيات، عقب افتتاح البعثات الإسرائيلية في قطر وعمان في 1996، عبّر البرلمان
الكويتي مرارا وتكرارا عن معارضة واسعة النطاق لأي خطوة، وعقب اتفاق إسرائيل
والإمارات".
اقرأ أيضا: مسؤول أمريكي: لا ضغوط على الكويت للتطبيع مع "إسرائيل"
وأشارا إلى أنه "بجانب موقف البرلمان
ضد التطبيع مع إسرائيل، تظهر القضية الفلسطينية، حيث ضمت الكويت جالية فلسطينية
كبيرة بلغت ذروتها بأربعمئة ألف في الثمانينيات، وهي الجالية الأجنبية الأكبر في
الكويت".
وأضافا أن "الكويت شهدت تأسيس حركة
فتح وبعض المنظمات الفلسطينية الأخرى، بدعم مالي من الدولة، لكن دعم منظمة التحرير
لصدام حسين في حرب الخليج 1990 تسبب بطرد معظم الفلسطينيين، وانقطاع العلاقات مع
القيادة الفلسطينية، ولم تتجدد العلاقة إلا بعد وفاة ياسر عرفات".
وأوضحا أن "الالتزام بالقضية الفلسطينية
بقي محوريا بين الطبقات المتعلمة والرأي العام الكويتي، ما وضع قيودا أمام بعض
أفراد الأسرة الحاكمة إن أرادوا التطبيع مع إسرائيل، ويميل عدد من الصحفيين
الليبراليين للتعبير عن أنفسهم بشكل إيجابي تجاه العلاقات مع إسرائيل، لكنهم لا
يتمتعون بدعم شعبي واسع".
وأكدا أن "عاملا ثالثا يحول دون
اندفاع الكويت نحو تدفئة علاقاتها بإسرائيل هو موقف جيرانها، خاصة السعودية، التي
أعلن وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، بعد اتفاق إسرائيل والإمارات، أن المملكة
ملتزمة بعملية السلام، بناء على المبادرة العربية والقرارات الدولية، سعيا لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وموقف الرياض هذا يسهل على الكويت أن
تظل وفية للروح الفلسطينية".
وأشارا إلى أن "مواقف دول الخليج تجاه
إسرائيل لم تكن ثابتة، بل خضعت لتغييرات مع مرور الوقت، ما أدى لتآكل شروط مبادرة
السلام العربية، ومع ذلك، فإن لكل دولة اعتباراتها الخاصة وظروفها الداخلية
المختلفة، ما يؤثر على خياراتها الاستراتيجية، فالكويت التي اعترضت على الخطوة
الإماراتية، من المتوقع أن تكون آخر الجيران الخليجيين التي ستتبعها نحو
إسرائيل".