هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "لا فيدا لوثيدا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن التشابه الكبير بين أعراض مرض لايم الذي تُسببه حشرة القراد، وأعراض كوفيد-19، وما قد ينجر عن ذلك من مخاطر صحية.
وقالت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21" إن مرض لايم يشترك مع كوفيد-19 في العديد من الأعراض، بما في ذلك الحمى والألم والقشعريرة. وبسبب هذا التشابه، يمكن لأي شخص مصاب بمرض لايم أن يعتقد أنه أصيب بكوفيد-19، مما يؤخر العلاج، ما ينجر عنه تبعات خطيرة.
خطورة عدم تلقي العلاج في وقت مبكّر
أوضحت المجلة أن الانتقال من فصل الربيع إلى فصل الصيف يعد ذروة نشاط القراد في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي، ويتزامن ذلك مع زيادة الوقت الذي يقضيه الناس في الهواء الطلق، وهو ما يُعرض الأفراد لخطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها حشرة القراد.
وفي بعض الحالات، تساعد الأعراض الرئيسية لمرض ينقله القراد عملية التشخيص. على سبيل المثال، يرتبط مرض لايم المبكر، الذي يحدث بسبب لدغة حشرة القراد الأسود، عادةً بانتشار "طفح جلدي"، كما أن ما بين 70 و80 بالمئة من المرضى يعانون من هذه الأعراض. ومع ذلك، فإن أعراضا أخرى لمرض لايم، على غرار الحمى والصداع وآلام الجسم والتعب لا تخص هذا المرض في حد ذاته، ويمكن بالتالي الخلط بينها وبين أعراض أمراض أخرى بسهولة، بما في ذلك كوفيد-19.
وهكذا، سيكون من الصعب تشخيص حالة المريض الذي لم يظهر عليه أي طفح جلدي أو لم يكن يعلم أنه تعرض للعض من قبل حشرة القراد. نتيجة لذلك، يمكن تشخيص مرض لايم بالخطأ. بشكل عام، إذا تم تشخيصه وعلاجه مبكرا، فإن استخدام المضادات الحيوية لمدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع يمكن أن يقتل بكتيريا البوريليا بورجدورفيري، التي تعتبر نوعا من أنواع البكتيريا اللولبية التي تسبب مرض لايم.
اقرأ أيضا: خبراء: أعراض كورونا قد تشمل تأثيرات على الدماغ
لكن كل تأخير في علاج داء لايم يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض أكثر حدة واستمرارية. إذا لم يقع علاجه، فقد ينتج عن ذلك اضطرابات عصبية وإدراكية ومشاكل على مستوى القلب تؤدي إلى الوفاة.
مرض لايم ليس المشكلة الوحيدة التي يسببها القراد
أبرزت المجلة أن حشرة القراد يمكن أن تنشر في جميع أنحاء أمريكا الشمالية مجموعة واسعة من الأمراض. ويمكن للبعض منها أن تُظهر أعراضا تشبه أعراض الأنفلونزا، قد تؤدي إلى تشخيص خاطئ، خاصة حين لا تكون هذه الأمراض شائعة بين عامة السكان. والحمى المبقعة هي مجموعة أخرى من الأمراض التي تنقلها حشرة القراد. ومن أخطر أنواع هذه الحمى حمى الجبال الصخرية المبقعة، والتي يمكن أن تكون قاتلة. وغالبًا ما ترتبط الحمى المبقعة، بطفح جلدي.
لكن، قد لا يظهر الطفح الجلدي إلا بعد الحمى وأعراض أخرى شبيهة بالإنفلونزا، مما يعرض الشخص لنفس خطر الخلط بينه وبين كوفيد-19. تماما مثل مرض لايم، يمكن علاج الحمى المبقعة بالمضادات الحيوية ويمكن أن يمنع العلاج المبكر العدوى الأكثر خطورة، لذلك من الضروري أن يكون التشخيص سريعا ودقيقا.
هل يزيد كوفيد-19 من إمكانية التعرض للدغات القراد؟
وأوردت المجلة أن التقارير الأخيرة من جميع أنحاء العالم، تشير إلى أن الحياة البرية أصبحت أكثر خطورة هذا الربيع، خاصة مع منع التجول في الضواحي والمدن وتقليل حركة مرور الأشخاص والسيارات بسبب فيروس كورونا. من غير الواضح ما إذا كانت هذه الظاهرة مدفوعة بالتغيرات في سلوك الحيوان أم أنها ناجمة ببساطة عن قضاء البشر وقتًا أطول في منازلهم. لكن التغييرات في سلوك الحياة البرية واستخدام الموائل يمكن أن يكون له تأثير على الأمراض التي تنقلها حشرة القراد.
على سبيل المثال، يعتبر الأيل أبيض الذيل مضيفًا مهمًا لأنواع متعددة من القراد التي تعض البشر في شرق أمريكا الشمالية، بما في ذلك حشرة القراد ذي الأرجل السوداء.
لا تقطع حشرات القراد مسافات كبيرة من تلقاء نفسها، حيث تبلغ أقصى مسافة تستطيع أن تسيرها حوالي 30 سم في اليوم لبعض الأنواع. لكن يمكن أن تبلغ عشرات الكيلومترات أو أكثر إذا انتقلت عن طريق الغزلان أو الذئاب أو الطيور.
خذ احتياطاتك
شدّدت المجلة على ضرورة توخي الحذر، الذي يعتبر مهما جدا للوقاية من الأمراض التي تنقلها حشرة القراد. كما يجب أن يكون الناس على دراية بالأنشطة التي قد تعرضهم للإصابة بمرض القراد. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الأطباء التفطن إلى إمكانية الإصابة بمرض ينقله القراد، خاصة نظرا إلى التداخل المحتمل للأعراض مع كوفيد-19.
اقرأ أيضا: هذه أعراض "كورونا" وأسبابه.. كيف تحمي نفسك؟ (إنفوغراف)
تماما مثل الوقاية من كوفيد-19، يمكن أن تخفف الإحتياطات ذاتها بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها حشرة القراد. ارتدِ قمصانًا بأكمام طويلة وسراويل طويلة واستخدم طاردًا للقراد عندما تكون في موطن تكاثرها، وتحقق من عدم وجود أي حشرة قراد على ملابسك عندما تصل إلى المنزل.
من المهم أن تكون منتبها إلى احتمال إصابتك بمرض تسببه حشرة القراد، خاصة عند قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق، ولكن ينبغي ألا يكون الخوف من القراد عائقًا أمام الأشخاص الذين يستمتعون بالطبيعة أيضًا.