هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مساء الخميس، إن شعبنا هو من أفشل صفقة القرن الأمريكية، وخطة الضم الإسرائيلية، مضيفا: "ما حدا يحملنا جمايل"، في إشارة إلى التبريرات الإماراتية لخطوة تطبيعها مع الاحتلال.
وأشار عباس خلال كلمته في بداية اجتماع
أمناء الفصائل الفلسطينية في رام الله وبيروت، إلى أن "هذا اللقاء يأتي في
مرحلة شديدة الخطورة، تواجه فيه قضيتنا الوطنية مؤامرات ومخاطر شتى"، مشددا
على أن "قرارنا الوطني حق خالص لنا وحدنا، ولا يمكن أن نقبل أن يتحدث أحد باسمنا
ولم ولن نفوض أحدا بذلك".
ولفت إلى أن "الضغوط علينا زادت
منذ بداية العام، وحتى الدول العربية لم تفِ بالتزاماتها المالية معنا"،
مؤكدا أنه "من الآن وصاعدا لا أحد مفوض للحديث باسمنا، ونحن فقط من نتكلم
عن قضيتنا (..)".
ونوه عباس إلى تمسك السلطة بالشرعية
الدولية وبمبادرة السلام العربية، مبديا استعداده لعقد مؤتمر دولي للسلام، تحت
مظلة الأمم المتحدة، "ولن نقبل بالولايات المتحدة وسيطا وحيدا
للمفاوضات"، على حد قوله.
ودعا عباس الدول العربية إلى إعادة
التأكيد على التزامها بمبادرة السلام العربية، وذلك بعد تجاهل الإمارات لها وإعلان
تطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي في 13 آب/ أغسطس الماضي، إلى جانب التلويح
الأمريكي والإسرائيلي بوجود دول عربية أخرى ستسير على النهج ذاته.
اقرأ أيضا: اجتماع مرتقب لأمناء فصائل فلسطينية الخميس برام الله وبيروت
وبشأن وباء كورونا في قطاع غزة، ذكر
عباس أن وفدا وزاريا سيتوجه إلى غزة الجمعة، برفقة 20 شاحنة محملة بالأدوية،
لمواجهة هذه الجائحة.
وعلى الصعيد الداخلي أيضا، دعا رئيس السلطة الفلسطينية إلى الشروع في حوار وطني شامل، لإقرار آليات لإنهاء الانقسام.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمته بالاجتماع، إن "لقاء الأمناء يحمل رمزية أن شعبنا يعيش في داخل فلسطين وخارجها، وهو موحد وسيبقى موحدا في الداخل والخارج".
وتابع هنية: "أقول لأسرانا إن شعبنا ومقاومتنا التي تمكنت من تحريركم بكل الوسائل والإمكانات سابقا، تجدد العهد لكم لتحريركم من قيدكم"، معتبرا أن "لبنان القوي الموحد المستقر هو قوة ورصيد استراتيجي لشعبنا الفلسطيني".
ولفت إلى أن "مخيماتنا في لبنان هي قلاع الصمود ومفتاح العودة، وستظل عامل الاستقرار والوحدة وليست صندوق بريد لأحد"، مشددا على الخطورة غير المسبوقة لهذه المرحلة، التي تتسم بطابع التهديد الاستراتيجي للقضية الفلسطينية والمنطقة.
وجدد هنية رفض حركته للاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أن "صفقة القرن تهدف لبناء تحالف إقليمي، يمسح لإسرائيل باختراق المنطقة العربية عبر التطبيع".
وطالب بضرورة ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية، والعمل على إنهاء الانقسام وبناء موقف فلسطيني موحد، لمواجهة كل مشاريع تصفية القضية.
وخلال كلمته، دعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، إلى إلغاء اتفاق أوسلو، وإعلان منظمة التحرير سحب الاعتراف بـ"إسرائيل"، متابعا: "يجب إعلان المرحلة الحالية مرحلة تحرر وطني، وتفعيل منظمة التحرير وتحقيق الوحدة الوطنية".
وأردف النخالة قائلا: "على المستوى العربي، نطالب الأمة العربية والإسلامية بالوقوف عند مسؤولياتها ووقف حالة الانهيار التي نراها اليوم".
وبدأ الاجتماع الذي يحضره أمناء جميع
الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، للتوافق على آليات إنهاء
الانقسام وتحقيق المصالحة، ومناقشة وحدة الموقف السياسي والنضالي والتنظيمي في هذه
المرحلة الصعبة، إلى جانب التمسك بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وفي وقت سابق، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل
أبو ردينة، إن الهدف الأساسي للاجتماع هو البدء بخطوات مهمة على طريق تجسيد الوحدة
لإسقاط مؤامرة الضم والأبرتهايد والاستيطان وتهويد القدس.
وأضاف أبو ردينة أن الاجتماع سيرسل كذلك رسالة قوية
وواضحة للجميع بالحفاظ على الأسس التي تؤدي لقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967
والقدس عاصمة لها، وأننا متمسكون بمبادرة السلام العربية لإسقاط التطبيع المجاني.