هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الدياريو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن التفسيرات الطبية لمشكلة الغازات الكثيرة، والدائمة أحيانا، وانتفاخ البطن.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الغازات الكثيرة لا تعني بالضرورة وجود اضطراب خطير، ولكن قد يكون سببها مشاكل في النظام الغذائي أو وتيرة الحياة، وما إلى ذلك من الممارسات الروتينية.
ولكن إذا أصبح انتفاخ البطن المتكرر مزمنا، ينبغي التوجه إلى أخصائي في الجهاز الهضمي، لأننا بالتأكيد سنواجه مرضا قد يكون أحيانا خطيرا، بل وخطيرا للغاية، وفق الصحيفة.
زيادة انتفاخ البطن بسبب الإجهاد
أوضحت الصحيفة أن الإجهاد عادة ما يكون مسؤولا عن زيادة غازات الأمعاء. في كثير من الأحيان يقودنا الأكل بسرعة إلى ابتلاع الهواء، وهو أمر يعمل على تعزيز إفراز الغازات، على الرغم من أنه غالبا ما يخرج على شكل تجشؤ.
وأضافت أن وتيرة الحياة الحالية، التي غالبا ما تدفعنا إلى تناول الطعام بسرعة ونحن واقفين أو بمفردنا وعلى عجل، تزيد من ظهور الغازات وانتفاخ المعدة، وبالتالي انتفاخ البطن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يلعب التوتر الناتج عن المواقف العصيبة دورا مهما في انتفاخ البطن.
ويؤدي الإجهاد إلى حدوث عمليات التهابية؛ بسبب إفراز فائض من "الكورتيزول" الذي يعيق عملية النقل في الأمعاء، ما يسبب نوعا من الإمساك العصبي مع صعوبة في الإخلاء.
وينتج عن هذا تخمير مواز للبراز الذي يولد غازات كثيرة وغالبا ما يكون مؤلما.
ويمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تغييرات في "الفلورا المعوية"، وهي البكتيريا التي تعيش في أمعائنا وتساعدنا على هضم الطعام، مم يعزز سوء إدارة البراز، وينتج عن ذلك الإسهال والتخمير الغازي، حيث يجب أن يكون هناك امتصاص مناسب للماء.
التغذية غير المتوازنة
ونبهت الصحيفة إلى أن اتباع نظام غذائي يحتوي على كربوهيدرات مفرطة وقليل من الألياف النباتية سيؤدي إلى استمرار الإمساك بنتائج مماثلة لتلك التي تشبه الإمساك العصبي.
ولمكَافحته، يجب أن ندرج في قائمة أطعمتنا عناصر غذائية تقلل الإمساك، وبالتالي ينبغي علينا زيادة نسبة الألياف النباتية.
ولكن من المفارقات أن زيادة كمية الألياف نفسها يمكن أن تؤدي إلى زيادة انتفاخ البطن، بل وتسبب لنا الألم أيضا، والسبب هو أن الألياف النباتية تعتبر مادة حيوية، أي غذاء للنباتات المعوية التي تخمرها من أجل الطاقة.
اقرأ أيضا: أضرار صحية ونفسية خطيرة للتوتر.. تعرف إليها
أكدت الصحيفة أن العلاج يقوم بالأساس على اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات من البروتين والدهون، بالإضافة إلى الكربوهيدرات الطبيعية ومنتجات الحبوب الكاملة.
وبالنسبة للبقوليات الغنية جدا بالألياف والعناصر الأخرى، التي تولد اضطرابات غازية، هناك بعض الحيل عند طهيها. في بعض الأحيان يوصى بتقليل الألياف وزيادة البكتين والألياف غير القابلة للذوبان.
الحساسية
وأبرزت الصحيفة أن "اللاكتوز" و"الغلوتين" و"الفركتوز" وعدم تحمل الداء البطني غالبا ما تسبب غازات كثيرة، لهذا يوصى بممارسة ما يسمى حمية الإقصاء، حتى تتعرف على الأطعمة التي تسبب الغازات.
التهاب الرتج
وينبغي في السياق ذاته، بحسب الصحيفة، ملاحظة أن الغازات المتكررة المزمنة يمكن أن تكون من أعراض التهاب الرتج، خاصة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة والذين يتبعون أنظمة غذائية تحتوي على نسبة منخفضة من الألياف وكذلك عند أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة.
ويمكن أن يتراكم هذا النوع من الالتهاب، وأن يتسبب في تخمير بقايا البراز التي يمكن أن تسبب بالعدوى، ما يؤدي إلى تعفن الدم الذي يمكن أن يصبح خطيرا.
ولهذا السبب، يجب إجراء جراحة التهاب الرتج، التي قد تكون مؤلمة جدا أيضا.
أمراض المناعة الذاتية
أوضحت الصحيفة أن أمراضا على غرار القولون العصبي وداء كرون أو متلازمة الإخلاء المعدي السريع، كلها ذات مكون مناعي ذاتي قوي، ويعد انتفاخ البطن الزائد المزمن أحد أبرز أعراضها.
وإذا كان انتفاخ البطن المذكور مصحوبا بمشاكل على مستوى البراز، يجب أن نستشير أخصائيا، لأنه في النهاية يمكن أن يؤدي إلى نوبات خطيرة، خاصة عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة وعند الأطفال والمراهقين في مرحلة النمو.
السرطان
ولفتت الصحيفة إلى أن الرجال، الذين يعانون من سرطان القولون، والنساء المصابات بأمراض على مستوى المبيضين، يمكن أن يعانوا من احتباس البراز وخلل في الامتصاص المعوي، ما يؤدي إلى زيادة غير طبيعية في انتفاخ البطن.
وإذا لم نتحكم في هذين النوعين من المخاطر، وعندما نلاحظ أيضا حدوث تغييرات في وظيفة الإخلاء لدينا، المصحوبة بزيادة كبيرة في انتفاخ البطن، يجب أن نستشير أخصائي لتفادي الأورام المحتملة.