هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لفت الخبير في الشأن الأمريكي، خالد صفوري، في معرض مقابلته مع صحيفة "عربي21" اللندنية، إلى تأثير أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001 على نفوذ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا.
وقال صفوري، إن أحداث 11 أيلول/سبتمبر كانت نقطة فارقة بالنسبة للوبي، وذلك على صعيدين رئيسيين، هما: أثره على الجمهوريين، وانقلاب الشعور لدى كثير من الأمريكيين ضد المسلمين بأن كلهم أعداء.
وأوضح بشأن النقطة الأولى أن الديمقرطيين تاريخيا كانوا أقرب لإسرائيل واللوبي المؤيد لها "إيباك" من الجمهوريين، ولكن أحداث 11 أيلول/سبتمبر قلبت المعادلة.
وقال إن اللوبي الإسرائيلي استغل حالة الكراهية التي ظهرت ضد المسلمين، حيث انقلبت الأمور ضدهم، في صورة نمطية في أذهان كثير من الشعب الأمريكي بأن كل المسلمين أعداء، فقام اللوبي باستغلال ذلك، لربط الحرب على الإرهاب بالمسلمين ككل، وتوجيهها للقضية الفلسطينية، بأن ما يواجهه الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، ذاته الذي واجهته أمريكا في 11 أيلول/سبتمبر.
وشدد على أن اللوبي الإسرائيلي "إيباك" تمكن من إقناع الأمريكيين بأن حرب إسرائيل هي حرب أمريكا ذاتها، وأن الإرهابيين نفسهم الذين نفذوا الهجمات في أمريكا ذاتهم إرهابيون يهاجمون إسرائيل، فصار هناك حالة كبيرة من التعاطف مع الإسرائيليين، وكانت هذه بداية التحول.
اقرأ أيضا: MEE: اللوبي الإسرائيلي يصطدم مع الديمقراطيين بسبب الضم
ولكنه لفت إلى أن ذلك "لا يعني أن الديمقراطيين بدؤوا بالسير باتجاه مخالف لإسرائيل، بل أصبح هناك حالة من الغضب تجاه إسرائيل، بسبب إظهارها الدعم الأمريكي على أنه حزبي لصالح الجمهوريين".
وأوضح أن "أكبر خدمة قام بها نتنياهو للفلسطينيين، أنه قام بوضع التحالف مع أمريكا مؤخرا تحت اسم ترامب واليمين الأمريكي الذي يمثله، ما أغضب جزءا كبيرا من الديمقراطيين حتى اليهود منهم".
ولفت إلى أن الدعم الأمريكي المقدم تاريخيا لإسرائيل لم يكن حزبيا، إلا أن نتنياهو وترامب قاما بجعله حزبيا لصالح الجمهوريين.
وأكد أن نتنياهو بدأ ذلك قبل أن يصل ترامب إلى الحكم، حين طلب من الكونغرس مباشرة خلال زيارته، التصويت ضد باراك أوباما، عند توقيع اتفاق النووي الإيراني، فكان الأمر صادما بأن يقوم مسؤول أجنبي ويطلب من الكونغرس على الأراضي الأمريكية بالتصويت ضد رئيس أمريكي، ما جعل الديمقراطيين يعدّون ذلك إهانة كبيرة.
اقرأ أيضا: "إنترسبت" يكشف تفاصيل عن ضغط اللوبي الإسرائيلي على واشنطن
وقال إن انحياز نتنياهو للجمهوريين وطلبه التصويت ضد رئيس ديمقراطي، أغضب الديمقراطيين بشكل كبير، وكذلك اليهود أعضاء الكونغرس الذين اعترضوا على ذلك.
وشدد على أن الانقلاب الكبير هذا لم يحصل بيوم أو ليلة، بل كان تدريجيا منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر إلى وصول ترامب للحكم.
يشار إلى أن "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)"، التي تعد نفسها مؤيدة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تتصدر حملة لمعارضة الجهود التي يبذلها أعضاء الكونغرس من الديمقراطيين لإعاقة خطة الضم لنتنياهو.
وتمر اليوم الجمعة، ذكرى هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 الإرهابية، التي طالت برجين في مدينة نيويورك.
وتشكل الذكرى الـ19 لهجمات أيلول/سبتمبر، رهانا كبيرا في المعركة السياسية الدائرة بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، وذلك مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الأمريكي.
اقرأ أيضا: 19 عاما على هجمات 11 سبتمبر.. وأزمة كبيرة بنيويورك
وتقيم كبرى المدن الأمريكية مراسمها السنوية، إحياء لذكرى نحو ثلاثة آلاف شخص قضوا في الهجمات، التي حصدت العدد الأكبر من الأرواح في التاريخ الأمريكي، مع الوقوف دقيقة صمت في المواعيد التي ارتطمت فيها الطائرات المخطوفة ببرجي مركز التجارة العالمي.