هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت صحيفة تركية، الأربعاء، أن المطلوب من أنقرة في حراكها بشرق البحر الأبيض المتوسط، الانتباه لحقائق عدة، منها الهدف الفرنسي من تشكيل تحالف متوسطي.
مقترح فرنسي قديم "اتحاد متوسطي"
وقالت صحيفة "خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما قال قبل قمة الدول المطلة على البحر المتوسط "ميد7"، إن تركيا لم تعد دولة حليفة في منطقة البحر المتوسط، وعلى الجميع اتخاذ موقف مشترك ضدها، فإنه يذكرنا باقتراح نيكولا ساركوزي حول تحالف البحر الأبيض المتوسط الذي كان يسعى لتنفيذه بهدف منع عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي".
وأضافت، أنه وفقا لمقترح ساركوزي عام 2007، فإن الاتحاد المتوسطي ينبغي أن يمتد من المغرب إلى تركيا، ولأنه لم يكن من الممكن لتركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي، كانت فكرة "الشراكة المميزة" التي عرضتها فرنسا فقط هي البديل.
هل يعد بديلا عن العضوية بالاتحاد الأوروبي؟
وأشارت الصحيفة إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عارضت الفكرة ورأت أن المشروع يعني حل الاتحاد الأوروبي،
وأوضحت، أنه على الرغم من أن تركيا تدعم بقوة تعزيز التعاون في البحر الأبيض المتوسط، لكنها ترى أنه لا يمكن أن يكون ذلك بديلا عن العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي.
وذكرت أن موضوع العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي لتركيا، غير التوازنات الهشة لألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وحتى بريطانيا رغم انفصالها عنه.
اقرأ أيضا: ماكرون يدعو لجبهة أوروبية ضد تركيا بالمتوسط.. وأنقرة ترد
ولفتت إلى أنه حتى في السنوات التي اتخذت فيها تركيا خطوات إلى الأمام في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، كان النهج الأكثر تفاؤلا نحو "عضوية طويلة الأمد"، ولكن على الرغم من أن العملية المعنية كانت مفيدة في اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية باسم الديمقراطية والقانون، إلا أن الصورة لم تتغير.
وأشارت إلى أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن فرانسوا أولاند، الذي أصبح رئيسا بعد ساركوزي، ذكر أن "الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ستحميها اليونان".
تشاووش أوغلو: الاتحاد الأوروبي حدوده من تركيا وليس اليونان
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قوله، إن "الاتحاد الأوروبي يزعم أن حدوده تبدأ من اليونان، وهذا غير صحيح، بل من تركيا، ولقد رأينا ذلك بوضوح في أزمة طالبي اللجوء".
ورأت الصحيفة، أنه على الرغم من المواقف التركية المتفائلة التي برزت في الماضي، فدول الاتحاد الرائدة لم تتخل عن مقاومتها الأساسية لانضمام أنقرة، مشيرة إلى ضم قبرص اليونانية رغم الخلافات، مستدلة أيضا بتصريحات رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل ونهج "العصا والجزرة" الأوروبية مع تركيا.
وأضافت أن التحركات الأخيرة للرئيس الفرنسي ماكرون، هي في الأساس علامات على التوجه الموروث من ساركوزي، مشيرة إلى أن باريس تسعى لكسب ثلاث قضايا في حراكها، وهي الدور القيادي والهيمنة على الطاقة في البحر الأبيض المتوسط، وقضية تهديد اللاجئين، وأخيرا منع أي دور فعال لتركيا في المنطقة.
ورقة اليونان.. وهدف ماكرون
ولفتت إلى أن ورقة اليونان ليست سوى أداة في يد فرنسا في البحر الأبيض المتوسط، فموارد الطاقة في ليبيا وقبرص ولبنان وحتى العراق لها أهمية كبيرة، مضيفة: "ليس عبثا أن شركة الطاقة الفرنسية توتال تواصل عملها في المنطقة منذ 70 عاما، ولها حصص أيضا في الحقول النفطية بالعراق، كما أنها أحد الشركاء الرئيسيين في التنقيب عن الغاز قبالة جزيرة كريت".
اقرأ أيضا: خبير: فرنسا تسعى لاحتلال "المتوسط" عبر أثينا لهذا السبب
ما المطلوب من أنقرة؟
وأشارت إلى أنه في هذه المرحلة، يمكن لتركيا أن تعبر بشكل مكثف عن خطابين مهمين للسياسة الخارجية في مواجهة تحركات فرنسا، أولهما أن فرنسا تستعد تقريبا لنهاية الاتحاد الأوروبي بالنموذج الذي تريد بناءه، كقوة محرك للاتحاد المتوسطي، والثاني أن هدف تركيا المتمثل في قفزها خارج حدودها يمثل عائقا كبيرا بالنسبة للمشاكل الأمنية التي تواجهه أوروبا وحلف شمال الأطلسي في المنطقة، وأكبر مثال على ذلك قضية اللاجئين.
وأضافت، أنه علاوة على ذلك، فإن روسيا تنتشر في شرق المتوسط، وهذا الوضع لا يتطابق مع مصالح ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا في المقام الأول.