ملفات وتقارير

ماذا قال ساسة وناشطون ليبيون عن نية السراج الاستقالة قريبا؟

السراج أعلن رغبته بتسليم السلطة نهاية تشرين أول/ أكتوبر المقبل- مكتبه الإعلامي
السراج أعلن رغبته بتسليم السلطة نهاية تشرين أول/ أكتوبر المقبل- مكتبه الإعلامي

لاقت كلمة رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، التي أعلن فيها رغبته تسليم السلطة نهاية تشرين أول/ أكتوبر المقبل لسلطة تنفيذية يتم تشكيلها عبر لجنة الحوار الليبي، ردود فعل واسعة ومتباينة، وسط تساؤلات عن دلالة الخطوة، وقدرتها على الضغط على البرلمان ومجلس الدولة لإنجاز مهامهم.


وأعلن السراج في كلمة متلفزة، الأربعاء، عن نيته "تسليم مهامه إلى سلطة تنفيذية يتم تشكيلها عبر لجنة الحوار، المشكلة من البرلمان ومجلس الدولة حال أنجزت اللجنة مهمتها واختارت حكومة ورئيسا جديدا".


وكما لاقت الكلمة ردود فعل واسعة، طرحت أيضا تساؤلات عدة من قبيل: هل ألقى السراج الكرة في ملعب البرلمان ومجلس الدولة؟ وهل ينجحان في تشكيل حكومة قبل الموعد الذي حدده رئيس الوفاق؟ أم يختلفان حول المناصب السيادية؟


تهديد بالفوضى 

 
من جهته، رأى عضو البرلمان المنعقد في طرابلس، محمد راشد، أن "تسليم السلطة الذي ذكره السراج في بيانه لا يقصد به الضغط على البرلمان ومجلس الدولة؛ لأنه لم يتعامل معهما في السابق تعاملا تكامليا للمرور بالبلاد إلى الأمام كون الأجسام الثلاثة جاءت نتاج الاتفاق السياسي". 

 

اقرأ أيضا: السراج يعلن رغبته بالاستقالة بنهاية أكتوبر المقبل (شاهد)

وفي حديث لـ"عربي21"، أشار إلى أن "السراج استطاع استغلال كونه الحكومة المعترف بها دوليا وليس لديها جسم يزاحمها واقعيا، مثل ما يحدث بين مجلسي النواب والدولة؛ لذا ما يبتغيه السراج من كلمته ليس الضغط على المجلسين، بل تذكيرهما بالفراغ الكارثي لو انسحب واستقال"، وفق تصريحه.


أما عضو البرلمان المنعقد في شرق ليبيا، جبريل أوحيدة، فقد أشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "السراج وصل إلى مرحلة يريد فقط الخروج من المشهد بأمان؛ كونه يعلم أنه لا طاقة له بالصراعات القادمة في الغرب الليبي، وأن البوصلة تتجه إلى تفاهمات لن يكون بأي حال من الأحوال ضمن إفرازاتها". 


وأضاف: "وبالطبع موقفه هذا يساهم في تسريع الخطى إلى طاولة الحوار المزمعة، التي شكلها وخطط لها المبعوث الأممي السابق، غسان سلامة، في أيامه الأخيرة، لكني شخصيا لا أتوقع أكثر من نتائج اتفاق الصخيرات، أي تقاسم للسلطة دون تصور فاعل لحلحلة الأسباب والعناصر الحقيقية للأزمة"، كما رأى. 


لن يتغير شيء


في حين أوضح عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس، أن "ما صرح به السراج في كلمته ما هو إلا للظهور بمظهر الزهد، وعدم الحرص على البقاء في المنصب، وأن الفشل سببه المؤامرة، لذلك لن يحدث أي تغيير خلال المدة التي حددها، والتي ربطها باتفاق الأجسام السياسية الذي يعلم هو جيدا أنه لن يحصل طالما هو على رأس المجلس الرئاسي". 

 

اقرأ أيضا: كيف سيبدو مشهد غرب ليبيا حال استقال "السراج".. ومن البديل؟

وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن "السراج هو من أسس مجلس النواب في طرابلس وهو تحت سلطته، وبذلك يكون هو من قسم هذا الجسم إلى شطرين، وعدم اكتمال النصاب في شطري البرلمان يجعله عاجزا عن استكمال أي توافق يتم بينه وبين مجلس الدولة، وبذلك يصبح السراج في مأمن من أي عملية سياسية يمكن أن تمس الرئاسي"، حسب تقديراته وتصريحاته. 


كسب التعاطف

 
في حين رأى الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، أن "كلمة السراج اليوم تعكس إدراكه بأن المرحلة التمهيدية لما قبل الانتخابات أصبحت محسومة، وهو من خلال هذه الكلمة يريد إما خروج مشرّف من المشهد، خاصة بعد الفساد الذي ظهر بعد تحرير العاصمة، أو يريد كسب تعاطف الشارع الطرابلسي معه". 


وتابع: "كما أنه ربما يراهن على فشل لجنة الحوار لمجلسي الدولة والبرلمان في الوصول إلى توافق، ما يجعل بقاءه أمرا واقعا غير ملام عليه"، حسب رأيه وتصريحه لـ"عربي21".

التعليقات (0)