هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب التي تدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تسوية النزاع بين دول الخليج قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد أن أعلن البيت الأبيض تنفيذ اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في آب/ أغسطس الماضي، أكد بعض الدبلوماسيين الأمريكيين رفيعي المستوى في الأيام الأخيرة أنه من المحتمل إنهاء الحصار الذي تفرضه أبوظبي والرياض على الدوحة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.
وذكرت المجلة أن قرار السعودية والإمارات فرض حصار على قطر منذ الخامس من حزيران/ يونيو 2017، بحجة أنها توفر الدعم المالي لبعض الجماعات الإرهابية الدولية، أصبح فاقدا لأي مشروعية.
وبحسب المجلة الفرنسية، فإنه لم يمنع الحصار دولة قطر من إيجاد سبل لإنعاش اقتصادها وتعويض عزلتها الإقليمية من خلال البحث عن شركاء وعملاء جدد وضخّ عدة مليارات من الدولارات في نظامها المصرفي بفضل قوة ثروتها السيادية.
وقد حققت الدوحة انتصارا آخر كما تقول المجلة، ففي تموز/ يوليو الماضي، اتهمت محكمة العدل الدولية دول الحصار بإغلاق مجالها الجوي بشكل غير قانوني أمام الخطوط الجوية القطرية، ممهدة الطريق نحو مقاضاة الرباعي.
رهانات إقليمية
أكدت المجلة أن الدوحة سعت على مدى السنوات الأربع الماضية إلى تأكيد دورها كوسيط في الأزمات الإقليمية، من خلال استضافة جولات من المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، واضطلعت قاعدة العديد الجوية، أكبر قاعدة أمريكية خارج الولايات المتحدة، بدور مهم في دحر قوات تنظيم الدولة من معاقلها الرئيسية في المنطقة.
اقرأ أيضا: استعداد روسي للوساطة لحل الأزمة بين قطر ودول خليجية
وترى المجلة أن حالة عدم الاستقرار في منطقة الخليج لا يمكن أن تستمر أكثر من ذلك في ظل التحديات الإقليمية، خاصة أن مجلس التعاون الخليجي لم يفعل أي شيء لحل الأزمة.
ويمكن للدوحة في حال تسوية أزمتها مع جيرانها، أن تلعب دورا محوريا في تهدئة عواصف المنطقة في ظل تقاربها مع أنقرة وطهران.
لهذا السبب، فقد وضع البيت الأبيض مسألة إنهاء الحصار المفروض على الدوحة على طاولة النقاش خلال المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، مقابل السماح لأبوظبي بالحصول على أحدث الطائرات المقاتلة في العالم، أف-35.
وفي هذا السياق، أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر أن هناك مؤشرات واعدة على انفراج الأزمة واستئناف المفاوضات بين الطرفي برعاية أمريكية. وبحسب شينكر، فإن حل الأزمة المستمرة منذ ثلاث سنوات يحتاج فقط إلى بضعة أسابيع.
وأشارت المجلة إلى أن التحالف الإماراتي السعودي شهد بعض التصدع عندما قام محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي بالتقرب من إيران في شهر تموز/ يوليو 2019، ناهيك عن اختلاف أجندات البلدين على الساحة اليمنية.
فرصة أخيرة
تقول المجلة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر إرسال مستشاره وصهره جاريد كوشنر إلى المنطقة لمحاولة حل الأزمة بعد أن تأكد من فشل الوساطة الكويتية والعُمانية.
وكانت الجولة الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية مايك بومبيو في المنطقة، بمثابة المحاولة الأخيرة قبل الانتخابات الأمريكية، إذ يريد ترامب تحقيق بعض التقدم في منطقة لم يساعد في حل أي من قضاياها الشائكة منذ دخوله البيت الأبيض سنة 2016، وهو يدرك أنه لا يمكنه تحقيق نجاح يذكر في الشرق الأوسط دون وساطة إماراتية وسعودية وقطرية.
وترى المجلة أنه كان من الأفضل لترامب أن يحاول وضع حد لحرب اليمن التي يقودها محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وأودت بحياة ما يقارب الـ400 ألف شخص. كما أنه من المفيد بحسب المجلة الفرنسية أن يحلّ الأزمة الخليجية التي كان من المحرضين على اندلاعها عندما أيّد الرياض وأبوظبي على حساب الدوحة عبر تويتر في بداية حزيران/ يونيو 2017.