صحافة دولية

NYT: منتج تلفزيوني صنع ترامب.. و"العرض" يقترب من نهايته

هل صنع زوكر وحشا وفقد السيطرة عليه؟ - جيتي
هل صنع زوكر وحشا وفقد السيطرة عليه؟ - جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحافي بن سميث قال فيه إنه عندما أصبحت غوغائية دونالد ترامب واضحة في كانون أول/ ديسمبر 2015 خلال الحملة الانتخابية سأل جيف زوكر، رئيس شبكة "سي أن أن"، إن كان نادما على دوره في صعود ترامب.

وقال إنه في البداية ضحك زوكر وهو الذي عرض برنامج “The Apprentice” على شبكة "أن بي سي" عام 2004 وجعل من ترامب اسما معروفا، وقال: "لا لست نادما".

وقصة ترامب مع زوكر تشبه قصة فرانكشتاين، مدير تلفزيون رائع يفقد سيطرته على الوحش الذي صنعه. وهو ما يوضح أيضا المدى الذي تتشكل فيه اللحظة الأمريكية لا بالمنطق الرصين ولا بالحقيقة المبعثرة في الإعلام الجديد ولكن بسلطة التلفزيون التي لا مفر منها.

لقد بلغ زوكر مكانته التلفزيونية كمنتج لبرنامج Today في شبابه، واستحوذ على مجموعة "أن بي سي" عام 2000 عندما كان زمن مسلسل Friends وشاكلته وصل إلى نهايته وكانت بداية التلفزيون. وكانت الشبكة بحاجة ماسة إلى برامج ناجحة جديدة ووجد زوكر ذلك في برنامج The Apprentice فحول ترامب من متبجح محلي إلى شخصية قومية، ومهد الطريق أمام الحملة الرئاسية.

وعندما ترشح ترامب للرئاسة، ولفترة قصيرة اعتبر زوكر ترشحه "عرضا جانبيا" كما عبر عن ذلك في رسالة إلكترونية في أوائل عام 2015 لفريق ترامب السياسي. ولكن بعد فترة قصيرة وعندما رأى نتائج الاستطلاعات وجد أن بإمكان نجمه القديم أن ينجح فقضى عامي 2015 و2016 يجعل من" سي أن أن" منصة لطموحاته.

 

اقرأ أيضا: إدارة ترامب تحذر 3 مدن أمريكية من فقدان التمويل الفيدرالي

وذهب إلى حد أن يبث صور المنصة قبل وصول ترامب إلى حملاته الانتخابية حيث تحمل الشاشة عنوان "ترقبوا خطابا من ترامب بعد دقائق". وهو ما أغضب المرشحين الآخرين وجعلهم يشكون بأن هناك علاقات بين الرجلين خلف الكواليس.

وقال تيري سوليفان الذي أدار حملة ماركو روبيو: "عندما يتبجح الأشخاص في سي أن أن حول نزاهتهم الصحفية، فإن ذلك ليس حقيقيا .. إنهم يديرون برنامج تلفزيون واقع، وهذا هو ما يتقنه زوكر".

وبالحديث مع العشرات ممن يعرفون زوكر على مدى الأسابيع الماضية ظهرت نظريتان حول ما يدور حاليا: إحداهما هي أن النسخة الحالية من "سي أن أن" عبارة عن آخر ردة فعل لزوكر بحثا عن رفع أعداد المشاهدين. والنظرية الأخرى هي أن زوكر، الذي يعتبر د. فرانكستاين التلفزيون أصبح عنده استعداد أن يؤذي سمعة شبكته غير الحزبية لقتل الوحش الهارب، ترامب. 

وقال بريستون بيكمان، الذي كان نائب رئيس "أن بي سي" التنفيذي المسؤول عن البرامج والتخطيط والجدولة قبل صعود زوكر، إن تعطش زوكر لأعداد المشاهدين أعماه.

وقال لي بيكمان: "إنه عبد للمشاهدات.. ولكن الأمر مختلف بأن تكون عبدا للمشاهدات في أوقات الذروة وشيء آخر أن تكون عبدا للمشاهدات عندما يتعلق الأمر بالأخبار".

ولكن أصدقاء زوكر يرون أنها قصة تكفير عن الذنب.

يقول بن شيروود، الذي يعرف زوكر منذ أن عملا في صحيفة هارفارد كريمزون قبل 35 عاما: "كصحافي، لديه ضمير والتزام خالص بالتعديل الأول من الدستور وإحساس عميق بالمواطنة".

وحب زوكر المهني لم يكن أبدا الأخبار المهمة: ولكنها التقديرات ونجاح الشركة والفوز في كل لعبة.

 

ومعظم لحظاته التاريخية خلفها تحركات تكتيكية درامية – مثل اصطياده لمقدمة البرامج مريديث فييرا من برنامج The View على "إيه بي سي" لبرنامج Today عام 2006. 

 

وعلاقته بترامب تعكس مجتمع نيويورك الذي يخلط دائما بين العلاقات والكفاءات والإدارة والعمل الخيري. وقال صديق إن زوجة زوكر تناولت الغداء مع ميلانيا ترامب وجمعت تبرعا لمدرسة خاصة يذهب إليها أولاد العائلتين.

واختار ترامب "فوكس نيوز" على "سي أن أن" ومنح الشبكة المحافظة المزيد المقابلات.

وعندما تحركت شركة AT&T لشراء الشركة الأم لـ"سي أن أن" في 2016 بدأ ترامب بمهاجمة صديقه القديم. وفعل ذلك علنا على تويتر. كما تحدث عن زوكر خلال اجتماع مع مدير AT&T وقتها راندال ستيفنسون في أوائل عام 2017، وهو تعليق لم يكن قد نشر عنه سابقا.

وفسر زوكر حملة الرئيس ضده على أنها محاولة لطرده من العمل كشرط للموافقة على عملية الشراء، بحسب ثلاثة أشخاص تحدثوا مع مديري AT&T وتايم وورنر. ولكن تايم وورنر وقفت معه وحاولت وزارة العدل منع عملية الشراء ولكن عندما تسلم ستيفنسون إدارة الشركة في 2018 لم يطرد رئيس سي أن أن.

وبحسب تقرير ماهلر أصبحت "سي أن أن" أكثر تركيزا على السياسة الأمريكية "دائرة من اللحظات الدرامية التي لا تنتهي، والصراعات والمواجهات" أي أنها أصبحت أكثر قربا من ترامب. كما أشار إلى "التكافل الحيوي الغريب" بين زوكر وترامب. ولكن ذلك الصيف تم طرد جيفري لورد وهو مسن عمل سابقا كمستشار لرونالد ريغان وكان مدافعا قويا عن ترامب في الشبكة.

ومع نهاية العام سحبت جاذبية المشاهدات الشبكة إلى اتجاه مختلف وهو "المقاومة". وقد أبرز مسرح ترامب السياسي صدامات متلفزة مع مراسل "سي أن أن" في البيت الأبيض جيم أكوستا، وهو شكل آخر من ربح الجانبين.

وعندما تحدث كاتب المقال مع العاملين في "سي أن أن"، قالوا إنهم في المحصلة ينقلون الأخبار ولا يصنعونها.. ولكن هذا ليس تلفزيون واقع، إنه الواقع والمخرج التنفيذي هو دونالد ترامب.

وقد يتعب المشاهدون الذين كانوا مستمتعين بالعرض من بين الناخبين من هذا العرض أيضا. وإن خسر دونالد ترامب في تشرين ثاني/ نوفمبر، فإن ذلك قد يكون نهاية لفترة زمنية من تاريخ التلفزيون الذي غذى وتغذى منها والذي ترك المشاهدين منقسمين ومنهكين.

التعليقات (1)
أحمد أحمد
الثلاثاء، 22-09-2020 05:39 م
لا فرق بين أن تفرض رئيسا بتزوير نتائج الإنتخابات أو أن تقوم بتنصيبه بإنقلاب أو بتتويجه ملكا أو سلطانا أو اميرا او إمبراطورا بسبب الدم أو أن تتلاعب بإستعمال الوسائل الحديثة في توجيه آراء الناخبين و تفرض رئيسا قد يكون مجرد مهرج جمع بعض الدولارات بكل الوسائل و لعل معظمها قذرة إذن فالكل غير شرعي حتى عند مدعي الديمقراطية.