عويس والتنوع البيولوجي..

نزل الضابط مسرعا وخلفه رهط من المخبرين وأمناء الشرطة، ودخل بيت محمد عويس.. ضرب الباب بقدمه ودخل صارخا في عجوز وابنه يتابعان التلفاز.. انت يا راجل انت.. فين ابنك احمد؟.. وصوت التلفاز خلفهم يعلن فيه المذيع عن حضور السيد الرئيس مؤتمر منع تدهور التنوع البيولوجي..

انتفض الرجل وبلهجة نوبية هامسا: خير يا باشا؟ محمد مش هنا.. رمق الضابط الابن القابع بجوار أبيه وسأله: انت مين؟.. وبتحد رد الابن: أنا عويس أخو محمد.. خير يا باشااااا؟..

وهنا أتي صوت الريس من التلفاز ليعلن عن دور مصر في إنقاذ الكوكب من التدهور البيولوجي.. نظر الضابط للعجوز وصرخ في المخبرين: هاتوه.. هاتوه.. تقوقع العجوز واحدودب وهمس للضابط: يا بني أنا ما ليش ذنب.. عبس الضابط وهوى على صدغ العجوز بصفعة نارية صارخاً: انا مش ابنك.. عشان تبقى تربي ابنك وما يطلعش في مظاهرات تاني يا شحاتين يا ولاد الكلب..

اسودت ودارت الدنيا بعويس وهو يرى والده العجوز يُصفع، وتقدم تجاه الضابط ورد له الصفعة.. تراجع.. تراجع الضابط للخلف وأخرج مسدسه وأطلق رصاصتين على رأس عويس.. ليعلن المذيع عن حضور الرئيس فيلما تسجيليا بعنوان: التنمية من أجل الانسان.. التنمية من أجل الإنسان.