ألغام زرعتها قوات حفتر تحصد أرواح المدنيين في سرت- (الأناضول)
حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان شفوي له اليوم من المخاطر القاتلة التي تشكلها الألغام التي قال إن قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر والمليشيات المتحالفة معها زرعتها في المدن الليبية المأهولة بالسكان وتحديدًا مدينة سرت.
وقال الأورومتوسطي مشتركا مع منظمة "جيوا" خلال الدورة الـ45 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إنّه وثّق إفادات مؤكدة عن زرع مليشيا "فاغنر" الروسية المتعاقدة مع قوات حفتر كميات كبيرة من الألغام في مدينة سرت والطرق المؤدية لها من الجنوب والغرب، إذ استولت تلك المليشيات على عدد كبير من منازل ومزارع السكان وفخختها في محاولة في ما يبدو لإعاقة أي تقدّم محتمل للقوات الحكومية.
وذكرت "رواني ماتيني"، الباحثة في الأورومتوسطي أنّ تلك الألغام صُممت بطريقة تهدف إلى إلحاق العجز والإصابات المفضية إلى عاهة مستديمة، بل تصل في كثير من الأحيان إلى قتل الأشخاص، وذلك بمجرد الاقتراب منها وملامستها، حيث يكون ضحيتها في معظم الأحيان المدنيون العزل.
ولفتت "ماتيني" إلى أنّه عقب انسحاب قوات حفتر من جنوبي طرابلس في يونيو الماضي، فقد قُتل وأصيب أكثر من 160 شخصًا بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى مختصين من فرق نزع الألغام، نتيجة انفجار أعداد كبيرة من الألغام والأجسام المتفجرة التي زرعتها تلك القوات في المناطق المدنية قبل انسحابها.
وأعرب الأورومتوسطي عن أمله في أن يشكل وقف إطلاق النار المستمر منذ يونيو الماضي فرصة حقيقية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام بين الأطراف المتنازعة، لكنّه شدد على أنّ ذلك يتطلب تحركًا جادًا من الأمم المتحدة للضغط ليس فقط على الأطراف الليبية، بل على الدول الداعمة لتلك الأطراف لإجبارها على وقف ممارستها غير الشرعية وفي مقدمتها زرع الألغام التي تُسبّب خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة إلى دعم ومتابعة جهود مكافحة الألغام في ليبيا سواء بالمعدات اللازمة أو الخبرات البشرية، كما أنه حثها على فرض عقوبات صارمة على الأطراف التي تستمر بدعم الجهات المسؤولة عن زرع الألغام وتعريض حياة السكان المدنيين للخطر.
وشنت مليشيات حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، عدوانا على طرابلس، انطلاقا من 4 (أبريل) 2019؛ ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي واسع، قبل أن تتمكن القوات الموالية للحكومة الشرعية من دحر قوات حفتر وإجبارها على التراجع.
ويسود في ليبيا، منذ 21 آب/ أغسطس الماضي، وقف لإطلاق النار تنتهكه قوات حفتر من آن إلى آخر.