هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة مقربة من حزب الله، إن خلافا يلوح بالأفق حول ترسيم الحدود مع الاحتلال، بين الحزب، والتيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو الخلاف الأول من نوعه منذ العام 2006.
وبحسب صحيفة "الأخبار" فإن إصرار عون على ضمّ مدنيّين إلى الوفد اللبناني المفاوض في الناقورة، أغضب حزب الله، إلا أن هذا الخلاف لن يضرب التحالف الاستراتيجي بينهما.
وقالت الصحيفة؛ إن علاقة الوئام التي جمعت عون ونصر الله طوال السنوات الماضية لم تتغير في عزّ الاختلافات أو الأزمات بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، ودائما ما كانت تنمو بينهما بذور حوار، حتى عندما كان يختار الوزير جبران باسيل التمايز في ملفات تكتيكية، كانت دفة السفينة سرعان ما تعود إلى برّها، لأجل الجنرال أيضا.
وأضافت: "حين ذهب الحزب إلى سوريا، لم يطلب موقفا داعما. أيّده عون سرّا، ثم جهارا بالحديث عن (الحرب الاستباقية). ولعون حرية العلاقة مع سوريا التي لم يزرها رئيسا، رغم وعده بذلك، كما إيران أيضا. وبالنسبة للموقف من حرب اليمن، كلّها أمور لم تكُن لتجعل العلاقة بين الطرفين سيئة، ولم يكُن تخندق كل منهما في معسكره الخاص كافيا لهدم أركان (مار مخايل)".
وتابعت: "لكن الأزمة هذه المرة مختلفة. هناك، بالنسبة لحزب الله قضايا لا يسري عليها قانون المراعاة، ولا الاختباء وراء الأصابع؛ قضايا لا تحتاج إلى من يُفسّر مدى أهميتها بالنسبة للمقاومة. لذا؛ عزّ على حارة حريك أن يُصرّ رئيس الجمهورية على موقفه بشأن تركيبة الوفد المفاوض، فموضوع المفاوضات غير المباشرة بالنسبة لحزب الله، هو حدث مترابط استراتيجيا وزمنيا مع ما يحصل في المنطقة. لذا؛ كان الحذر واجبا إلى أقصى حد، من أجل ألا يُستغلّ أمريكيا وإسرائيليا".
وأضافت "الأخبار" أن "القضية على صلة وثيقة بعمل المقاومة التي تحفر بالإبرة لتثبيت المعادلات، وقد كلّفها ذلك دماء وشهداء، وهي قضية تمسّ بذات المقاومة التي تتعرّض اليوم لأعتى أنواع الحصار والضغط والابتزاز. كان موقف ميشال عون مفاجئا".
علاقات جيدة
الرد على تقرير "الأخبار" جاء عن طريق موقع التيار الوطني، الذي أبرز عناوينه تؤكد صلابة العلاقة مع حزب الله.
ونقل الموقع عن نائب رئيس التيار الوطني الحر لشؤون العمل الوطني، الوزير السابق طارق الخطيب، قوله؛ إن العلاقة مع "المقاومة" راسخة.
والتقى الخطيب خلال زيارته مقر قطاع الشمال في حزب الله في بلدة بحبوش، مسؤول قطاع الشمال في "الحزب"، الشيخ رضا أحمد، وعضو المجلس السياسي الحاج محمد صالح.
وأثنى الخطيب على "التضحيات الجسام، التي قدمتها المقاومة في سبيل الدفاع عن لبنان، من الخطر المشترك للعدو الإسرائيلي، والإرهابي – التكفيري معا".
وأكد أن "العلاقة بين المقاومة، والتيار، راسخة، وتتعمق".
تحولات دراماتيكية
بدوره، قال الكاتب الصحفي ناصر قنديل، رئيس تحرير جريدة "البناء" والمقرب من حزب الله؛ إن السبب العميق لهذه الخلافات، هو التحولات الدراماتيكية التي رافقت الانفجار الاقتصادي الاجتماعي من جهة، والضغوط الأمريكية العالية الوتيرة بوجه "المقاومة" في محاولة لتحميلها مسؤولية المأزق المالي.
وبحسب قنديل، فإن "التباينات التي أظهرتها الأيام الأخيرة تقول إن ما بين التيار وحزب الله وجودي ومصيري لكليهما، فليس الأمر بغطاء مسيحي للمقاومة، لا تحتاجه، ولا الأمر بدعم استراتيجي للعهد لم يضمن له نجاحا، بل بنسيج لبناني اجتماعي وطائفي أظهر قدرته على إنتاج علاقة تحالفية نموذجية واستثنائية، قادت إلى تشكيل علامة فارقة في الحياة السياسية، سيعود بدونها التيار الوطني لاعبا مسيحيا محدود القدرات".
وأضاف أن "التطورات التي رافقت ملف التفاوض على الترسيم، في جوهرها تسليم أمريكي بفشل الرهان على تحييد المقاومة ومقدراتها عن ساحة الصراع على ثروات النفط والغاز وأمن كيان الاحتلال، وتسليم بأن الطريق الوحيد نحو هذين الملفين الاستراتيجيين بالنسبة لواشنطن، يمر من بوابة التسليم بمكانة المقاومة وسلاحها، وهذا نصر لخيار التيار الوطني الحر مع المقاومة بقدر ما هو نصر للمقاومة نفسها".