سياسة دولية

أرمينيا "متشائمة" وتدعو مواطنيها لحمل السلاح.. وتقدم أذري

وصف باشينيان وضع الانفصاليين على الجبهة بأنه "خطير جدا" داعيا إلى "تشكيل وحدات متطوعين"- وكالة ترند الأذرية
وصف باشينيان وضع الانفصاليين على الجبهة بأنه "خطير جدا" داعيا إلى "تشكيل وحدات متطوعين"- وكالة ترند الأذرية

استبعدت أرمينيا، الأربعاء، أي حل سياسي أو دبلوماسي، في الوقت الراهن، للنزاع الدائر في قره باغ، داعية إلى "حشد متطوعين" من مواطنيها، فيما أعلنت أذربيجان استعادة السيطرة على المزيد من القرى، في المنطقة التي احتلتها قوات تدعمها يريفان قبل ثلاثة عقود.

 

وجاء التصريح الأرميني "المتشائم" على لسان رئيس الوزراء، نيكول باشينيان، في خطاب موجه لشعبه عبر فيسبوك، رغم تواجد وزيري خارجية البلدين، طرفي الصراع، في موسكو، لإجراء مباحثات منفصلة، قبل توجههما في الإطار ذاته إلى واشنطن، خلال الأسبوع الجاري.

 

وقال باشينيان: "علينا الإقرار بأنه لا حل دبلوماسيا لقضية قره باغ، الآن ولفترة طويلة قادمة.. كل ما نراه مقبولا من طرفنا، هو غير مقبول بالنسبة إلى أذربيجان. هذا يظهر أنه بلا معنى، حاليا على الأقل، الحديث عن حل دبلوماسي".


كما أنه دعا جميع "مسؤولي المدن والمقاطعات والقرى والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والتجارية إلى تنظيم وحدات متطوعين" للقتال إلى جانب الانفصاليين في قره باغ ضد أذربيجان.

 

ووصف باشينيان وضع الانفصاليين على الجبهة بأنه "خطير جدا". وأضاف: "النصر أو الهزيمة، ولا شيء آخر. لتحقيق النصر علينا تشكيل وحدات متطوعين".

 

ونشر باشينيان ما يبدو أنها "خطة" من ست نقاط، تنتهي بـ"الانتصار"، وتبدأ بتشكيل وحدات متطوعين من 30 عنصرا على الأقل في كل منها، واختيار قادة لها، والالتزام بتوجيهاتهم، ثم التوجه إلى جبهات القتال.

 

 

 

اقرأ أيضا: جنود أذريون يرفعون الأذان لأول مرة منذ 27 عاما بقرية محررة


ورغم ذلك، زعم باشينيان في كلمته أن أذربيجان تلقي بـ"آخر مواردها" في المعركة، مؤكدا أن باكو خسرت 10 آلاف عنصر في هذه المعارك، في وقت لا تنشر فيه باكو حصيلات حول خسائرها.

 

وعلق "حكمت حجييف" مستشار الرئيس الأذري، إلهام علييف، على تصريحات رئيس الوزراء الأرميني، منددا بخطاب "يؤجج التصعيد مجددا".


وبشأن الجهود الدبلوماسية القائمة قال "حجييف" في مؤتمر عبر الهاتف أجراه مع صحفيين: "لا ننتظر أي اختراق، خاصة في ظل دعوة رئيس الوزراء الأرميني".

 

وتأتي تصريحات باشينيان عقب إخفاق متتال لهدنتين إنسانيتين في تشرين الأول/أكتوبر.

 

تقدم أذري جديد

 

وعلى الطرف الآخر من الجبهة المشتعلة، أعلن الرئيس الأذري عن تحرير بلدة "مينجيفان" التابعة لمدينة زنغلان و21 قرية أخرى في قره باغ.

وأوضح علييف في تغريدة عبر حسابه في "تويتر"، أن الجيش الأذري تمكن من تحرير بلدة "مينجيفان" تابعة لمحافظة زنغلان و21 قرية تابعة لمحافظات جبرائيل وفضولي وزنغلان.

وقال: "حرر جيشنا البطل قرى غاجاغوزلو، وأشاغي سيد أحمدلي، وزرغار في محافظة فضولي، وكل من قرى بالاند، وبابي، وتولوس، وحادجيلي، وتينلي، في محافظة جبرائيل".

وأضاف في تغريدة أخرى، أن الجيش حرر أيضا "قرى هوراما، وخومارلي، وساريل، وبابايلي، وأوتشونجو أغالي، وحجالي، وغيراه موشلان، وأودغون، وتوراباد، وإيتشاري موشلان، ومالكلي، وجاهانغيربايلي، وباهارلي، في محافظة زنغلان".

 

اقرأ أيضا: هكذا تقرأ أذربيجان موقف روسيا في قره باغ.. ماذا عن أرمن لبنان؟

 

 

 

وفي سياق متصل، قال "فؤاد أقطاي" نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لن تتردد في إرسال قوات وتقديم دعم عسكري لأذربيجان إذا طلبت باكو ذلك مضيفا أن الأخيرة لم تطلب ذلك بعد.

 

وانتقد أقطاي خلال مقابلة مع محطة "سي أن أن تورك" مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تشكلت للوساطة لحل الصراع بقيادة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة إذ اتهم المجموعة بمحاولة الإبقاء على المسألة دون حل ودعم أرمينيا سياسيا وعسكريا.

 

أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، فقد أكد أن الحلف ليس طرفا في الصراع.


وفي تصريح صحفي عقب محادثات أجراها مع الرئيس الأرميني، أرمين سركيسيان، بمقر الحلف ببروكسل، أوضح ستولتنبرغ أن أذربيجان وأرمينيا شريكان مهمان للحلف منذ أكثر من 25 عاما.


وأضاف: "ذكرت للرئيس (أرمين سركيسيان) أن الناتو ليس جزءا من الصراع (الدائر بإقليم قره باغ)".


وأعرب عن قلقه من انتهاك وقف إطلاق النار، مشددا على ضرورة إنهاء الخلافات والتوصل لحل سلمي.


ودعا الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، مشيرا لرغبته في خفض التوتر بأسرع وقت ممكن.


وقال: "استهداف المدنيين أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف على الفور، وعلى الجميع العمل من أجل حل سياسي دائم، وينبغي على أرمينيا وأذربيجان الاستمرار في المفاوضات".


كما شكر ستولتنبرغ أرمينيا على إسهاماتها في بعثات وعمليات الناتو، ومنها أفغانستان.


من جانبه، انتقد سركيسيان الدعم التركي لأذربيجان، زاعما أن قطعه سيحل القضية.


وعقب تفكك الاتحاد السوفييتي، احتلت أرمينيا أراض أذرية بذريعة دعم انفصاليين من أصول أرمينية بالمنطقة، ليوجه مجلس الأمن الدولي أربع دعوات إلى يريفان لإنهاء الاحتلال، إلا أن الأخيرة لم تستجب.


وفي 27 أيلول/سبتمبر الماضي، أطلق الجيش الأذري عملية عسكرية واسعة ردا على هجوم أرميني استهدف مناطق مدنية، بحسب باكو.

التعليقات (2)
سليمان كرال اوغلو
الخميس، 22-10-2020 09:22 ص
من المؤسف أن المفاوضات كانت عبثية لحوالي 30 عاماً بين أذربيجان و أرمينيا و لم تنهي احتلال الإقليم رغم دعوات مجلس الأمن 4 مرات لإنهاء الاحتلال . عدم الاستجابة لهذه الدعوات يعني أن أقوى عصابة في الأرض كانت تريد بقاء الاحتلال و بمرور الوقت تضم أرمينيا الإقليم و تعترف العصابة بمشروعية الضم . نحن في عالم تتحكم به عصابة لم يوجد من هو أظلم منها في تاريخ البشرية . مع الأسف ، لا حل إلا بإنهاء الاحتلال بالقوة .
باختصار
الأربعاء، 21-10-2020 08:16 م
لا الرئيس الارميني سركيسيان ولا رئيس الوزراء الارميني باشينيان سيحاربوا ضد اذربيجان، ولا حتى اقرباءهم، ولا اصدقائهم، من يريدونه ان يحارب لا يعني امره شيء لهم، الرئيس ورئيس الوزراء فقط يريدون متطوعين لحماية شركاتهم التي تنهب خيرات الاقليم المتنازع عليه في قره باغ، يريدون تجنيد الاف المقاتلين الارمن باسم الوطن وهم يعلمون انهم سيخسرون الحرب، وقتالهم ليس له معنى، لو كان في ارمينيا شرفاء في الحكم لأوقوفوا ارسال المواطنين الارمن إلى الموت من أجل مصالح شخصية لحكام متنفيذين في السلطة في ارمينيا.