هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات النيابية
في الأردن، المزمع إقامتها في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري؛ تتردد تساؤلات حول نسبة
المقاعد المتوقع أن يحصل عليها الإسلاميون، ومدى تخوف الحركة الإسلامية من حدوث عمليات
تزوير أو تجاوزات تستهدف مرشحيها.
وتوقع الكاتب والمحلل السياسي رومان حداد،
أن يتراجع الإسلاميون في الانتخابات الحالية عن التي قبلها، بسبب وجود نسبة "لا
بأس بها" داخل الحركة الإسلامية ترغب بالمقاطعة، وخصوصا من القطاع الشبابي.
وقال حداد لـ"عربي21" إن أداء
الإسلاميين تحت قبة البرلمان في الدورة الماضية لم يكن مقنعا بما فيه الكفاية حتى لقواعدهم،
"حيث إنهم لم يُحدثوا أثرا ملموسا على مجموعة التشريعات التي سنها مجلس النواب،
ولا على الأداء الرقابي على الحكومات".
وأضاف أن هناك دوائر رئيسة كانت قوائم الحركة
الإسلامية تعتمد عليها "باتت اليوم ضعيفة"، لافتا إلى انسحاب شخصين مهمين
من قائمة التحالف الوطني للإصلاح في دائرة عمان الثالثة "لتصبح القائمة في حدّها
العددي الأدنى".
وحصل التحالف الوطني للإصلاح الذي شكله
حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، في انتخابات
2016 على 16 مقعدا، بينما توقع حداد أن يحصل التحالف في هذه الدورة على 12 مقعدا فقط.
وحول وجود تخوفات من عمليات تزوير تستهدف
مرشحي الحركة الإسلامية، أو تجاوزات تشجع عليها الإجراءات الوقائية المتعلقة بأزمة
كورونا؛ رأى حداد أن "هذه الإجراءات عامة، ولم تستهدف الحركة الإسلامية"،
ذاهبا إلى القول بأن الضغوطات الحكومية التي تحدّث حزب جبهة العمل الإسلامي عن تعرضه
لها "ليست هي السبب الرئيس في ضعف قوة الحركة الإسلامية بالانتخابات الحالية".
وقال إن انسحاب الإسلاميين من الانتخابات
في حال وقعت تجاوزات بالعملية الانتخابية "محتمل، لكن بنسبة ضئيلة"، معربا
عن اعتقاده بأنه "لن تكون هناك تجاوزات كبرى ومؤثرة في هذه العملية بحكم إشراف
الهيئة المستقلة للانتخاب عليها".
ورأى أن الحالة الوبائية في الأردن ستؤثر
على نسب التصويت، مضيفا أنها "لن تؤثر بصورة إيجابية على التصويت لقوائم الإصلاح،
حيث إن كبار السن بالحركة الإسلامية قد لا يغامرون بالخروج للتصويت هذه المرة".
وتشكل الحركة الإسلامية في الأردن رقما
مهما في الانتخابات النيابية، كونها تشكل الكتلة الانتخابية الأكبر ضمن قوائم
"التحالف الوطني للإصلاح" التي ضمت 85 مرشحا، انسحب منهم أربعة مرشحين خلال
فترة الدعاية الانتخابية بعد ما قيل إنها ضغوط مورست عليهم.
وأكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي،
مراد العضايلة، أن قوائم التحالف ستفوز جميعها في حال عدم وجود تدخل رسمي في العملية
الانتخابية.
وأضاف لـ"عربي21" أن الحركة الإسلامية
تعرضت لضغوطات رسمية أثناء تشكيلها القوائم الانتخابية، أدت إلى حرمان عشرات الكوادر
من الترشح، وانسحاب أربعة مرشحين كان من المرجح فوزهم.
وحول تأثير المعارضة داخل الحركة الإسلامية
للمشاركة في الانتخابات على نسبة تصويت كوادرها لمرشحيها؛ أكد العضايلة أن جميع أفراد
الحركة ملتزمون بالقرار الشوري الذي اتخذته بالمشاركة، مضيفا: "قمنا بعملية تعبئة
داخلية خلال الشهر الماضي، واليوم حماس كوادرنا أكثر حتى من الدورة الماضية، وقصة المقاطعة
تجاوزها التنظيم".
واتهم العضايلة الجهات الرسمية بـ"عدم
الوضوح والشفافية في كثير من الأمور المتعلقة بالعملية الانتخابية"، ممثلا على
ذلك بأن "جزءا من سجل الناخبين لا يحتوي على أرقام وطنية إلى جانب أسماء الناخبين
كما كان الأمر في انتخابات 2016".
اقرأ أيضا: استطلاع: ثلث الأردنيين ينوون المشاركة في الانتخابات النيابية
وأضاف أن اتخاذ إجراءات تسهل للمصابين بفيروس
كورونا التصويت، وعدم اتخاذ الإجراءات ذاتها للمرضى العاديين في المستشفيات؛ يوحي بشيء
من الغموض والتوجس، مضيفا أن "الحركة الإسلامية لديها شعور بأن هناك محاولة لهندسة
الانتخابات بشكل واضح من خلال فك وتركيب القوائم".
وأوضح العضايلة أنه في حال وقعت تجاوزات
في العملية الانتخابية؛ فإن "المكتب التنفيذي مفوض باتخاذ الإجراءات المناسبة
بأي لحظة، ومنها الانسحاب إن تطلب الأمر ذلك".
ورأى أن ثمة أطرافا داخل الدولة تدفع باتجاه
تثبيط المواطنين عن المشاركة في الانتخابات، متسائلا: "ما معنى أن تأتي الدعوة
للانتخابات في الوقت الذي يتم فيه وضع اليد على نقابة المعلمين واعتقال أعضاء مجلسها؟".
وأصدر العاهل الأردني عبد الله الثاني مرسوما
في 29 تموز/ يوليو، بإجراء انتخابات نيابية، وذلك بعد ثلاثة أيام من اعتقال أعضاء مجلس
نقابة المعلمين المنتخب ديمقراطيا، وإحالتهم إلى المدعي العام، وإغلاق مقرات النقابة
لمدة عامين، ليتبع ذلك احتجاجات واعتقالات طالت مئات المعلمين، في ظل منع رسمي لوسائل
الإعلام من النشر حول القضية.
وقال العضايلة إن الحكومة تتعامل مع أزمة
كورونا بطريقة غير عادلة، حيث إنها تمنع الإسلاميين من إقامة مهرجانات بحجة الوقاية
من الوباء، في حين يقيم عشرات المرشحين الآخرين مهرجانات يحضرها الآلاف في مقراتهم،
متهما الحكومة باستهداف الطبقة الوسطى التي تصوت للقوى السياسية من الإسلاميين وغيرهم.
وأكد أن استهداف الحركة الإسلامية في السنوات
الأخيرة لم يؤثر على رصيدها الذي بقي قويا ومتماسكا، لأن الإسلاميين بقوا دائما معبرين
عن نبض الشارع الأردني، وواقفين في مقدمة المدافعين عن حقوق المواطنين.
ويشارك في الانتخابات النيابية لهذه الدورة
1674 مرشحا ضمن 294 قائمة، منهم 1314 ذكورا، و360 إناثا.