هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
- هناك مخططات لتوطين اللاجئين الفلسطينيين
- اتصالات المصالحة مستمرة وفي انتظار رسالة "حماس"
- يجب أن تعتذر بريطانيا للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور
- المؤامرة على فلسطين تشتد وهي مستمرة منذ أكثر من 103 أعوام
- مطلوب استسلام الفلسطينيين وموافقتهم على الصفقات المشبوهة
- على العالم الحر أن يصحح جريمة وعد بلفور التاريخية
مع مرور الذكرى الـ103 لوعد بلفور المشؤوم، تحدث مسؤول فلسطيني بارز، عن العديد من القضايا التي تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية وحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني.
وفي حوار خاص مع "عربي21"، أكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد أبو هولي، أن "المؤامرة على القضية الفلسطينية مستمرة، وهي كبيرة جدا"، منوها إلى أن "صفقة القرن لا تستأذن أحدا، وهي تأتي في إطار فرض الحلول".
وأكد أنه "أمام اشتداد المؤامرة، ليس أمام شعبنا وقيادته إلا التمسك بالثوابت الفلسطينية"، محذرا من "اتفاقيات تجرى من تحت الطاولة تهدف إلى تهجير وتوطين اللاجئين الفلسطينيين".
وفي ظل هذا الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، من "قتل يومي وتشريد وحصار وتطبيع وضم وتآمر كوني"، شدد أبو هولي، على وجوب "تحقيق الوحدة الوطنية بأسرع وقت ممكن، وإعادة الاعتبار للثوابت الفلسطينية، والذهاب نحو إجراء الانتخابات الفلسطينية، وتنشيط الحراك الدبلوماسي في السفارات الفلسطينية، وتوثيق العلاقة مع الجاليات الفلسطينية".
وطالب رئيس دائرة شؤون اللاجئين، بريطانيا بالاعتذار عن "جريمة وعد بلفور التاريخية"، لافتا إلى أن "المطلوب أيضا اليوم من كل العالم الحر، أن يصحح هذه الجريمة التاريخية التي ارتكبت بحق شعبنا، وأن يدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم".
اقرأ أيضا: "العودة" الفلسطيني يطالب بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور
وعن مدى تأثير الانتخابات الأمريكية على مستقبل القضية الفلسطينية، قال: "من يعتقد أن انتخابات الرئاسة الأمريكية بفوز هذا المرشح أو ذاك، هي فرصة للتراخي، سيكون مخطئا، فوعد بلفور أخذت موافقة الرئيس الأمريكي آنذاك عليه".
وبالنسبة لمسار المصالحة بين فتح وحماس، أكد لـ"عربي21"، أن "اتصالات المصالحة مستمرة ومتواصلة على قدم وساق، والحوارات إيجابية، ونحن في انتظار رسالة حماس"، مؤكدا أن تشكيل "جبهة فلسطينية موحدة" يمكّن من مواجهة التحديات؛ الاستيطان والهرولة المتواصلة نحو التطبيع مع الاحتلال.
وتاليا نص الحوار كاملا:
في ذكرى وعد بلفور، كيف ترى واقع القضية الفلسطينية؟
بكل صراحة، المؤامرة كبيرة وكبيرة جدا وهي مستمرة منذ أكثر من 103 أعوام، والمطلوب هو استسلام الشعب الفلسطيني والموافقة على كل الصفقات المشبوهة بدءا من وعد بلفور حتى صفقة ترامب (الرئيس الأمريكي)، وأمام اشتداد المؤامرة، ليس أمام شعبنا وقيادته إلا التمسك بالثوابت الفلسطينية.
وفي حال أعدنا قراءة التاريخ مرة أخرى، نجد أن الرد الطبيعي على وعد بلفور كان بثورة البراق وثورة الـ36 وغيرها من الثورات والانتفاضات، وفي المقابل كانت هناك عشرات المجازر (التي ارتكبتها العصابات الصهيونية) والعديد من الحروب؛ بدءا من انتداب بريطانيا عام 1920 وحتى 1948 وتسليم فلسطين إلى العصابات الصهيونية.
ما المطلوب إزاء هذه المؤامرات؟
الشعب الفلسطيني الصامد؛ الذي يمر بالمجازر والقتل اليومي والتشريد والحصار والتطبيع والضم والتآمر الكوني عليه، هو شعب عظيم، لذلك فإن المطلوب أولا؛ رفع هذه المظلمة التاريخية عن شعبنا؛ مع وجوب أن يعرف العالم أن هذا الشعب له حق وله دولة يجب أن تقر، كما أقرت عصبة الأمم في ذلك الوقت - هي الأمم المتحدة الآن - قرار تقسيم فلسطين، وإقامة "دولة إسرائيل"، فنحن لدينا البعد القانوني والبعد التاريخي والنضالي، وليس أمام هذا الشعب الفلسطيني الذي لا تزال تمارس عليه الضغوط، إلا أن يصبر ويصمد ويثبت.
ثانيا؛ أجدادنا كانوا في ظروف أصعب؛ في الخيمة وفي الكرميد؛ كانوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وليس لديهم مقومات حياة، ورغم ذلك شردوا وصمدوا وثبتوا، وبالتالي فنحن امتداد لهذا الحق الفلسطيني ولهذه المعاناة، والعالم يعلم جيدا أن إنشاء هذا "الوطن القومي" كان على حساب الشعب الفلسطيني.
وهنا نقول بشكل واضح؛ المطلوب هو إحقاق الحق الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها وفق قرار 194، إضافة إلى اعتذار بريطانيا لهذا الشعب العظيم، وهي التي أعطت ما لا تملك لمن لا يستحق، وأن تعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة وتعوض اللاجئين، وتدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.
المطلوب اليوم من كل العالم الحر، أن يصحح هذه الجريمة التاريخية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.
في ظل استمرار الانقسام، كيف يمكن تصدير موقف فلسطيني قوي؟
يتم ذلك من خلال؛ أولا: تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، فلم يعد الحديث عن استراتيجية الوحدة الوطنية مكانا للترف أو التسلية أو حتى الدبلوماسية السياسية ولقاءات هنا أو هناك، هذا ممر إجباري، ومن يقرأ التاريخ، يدرك أنه لا يوجد شعب على وجه الأرض تحرر وأقام دولته وهو مشتت ومنقسم، فتحقيق الوحدة بأسرع وقت ممكن، هو أقصر الطرق لإقامة الدولة وتدعيم صمود شعبنا..
ثانيا: إعادة الاعتبار للثوابت الفلسطينية، بمعنى أن تعيد فصائل العمل الوطني بشكل عام الاعتبار للقضايا المركزية على حساب القضايا الثانوية، وخاصة قضية اللاجئين، في ظل تشتت اللاجئين في أصقاع الأرض.. هناك 58 مخيما يقطنها اللاجئ الفلسطيني يجب الاهتمام بها بشكل أكبر، وأن تصب برامج كل فصائل العمل الوطني لدعم صمود اللاجئين والاهتمام بهم أكثر..
ثالثا؛ تنشيط الحراك الدبلوماسي في السفارات الفلسطينية، وتوثيق العلاقة مع الجاليات الفلسطينية في الخارج..
ورابعا؛ صب كافة الإمكانيات نحو برنامج اجتماعي؛ ثقافي، اقتصادي وتوعوي تجاه هذه القضية، فنحن لا نريد أن تأتي أجيال فلسطينية جديدة لا تعرف ماذا يعني وعد بلفور أو التهجير الفلسطيني..، المؤامرة كبيرة و"صفقة القرن" لا تستأذن أحدا، وهي تأتي في إطار فرض الحلول، وعليه فيجب أن نكون جاهزين لها.
بحسب رؤيتكم، ما هي أخطر بنود تلك الصفقة؟
من أخطر بنود تلك الصفقة بعد الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للاحتلال، هو تهجير وتوطين اللاجئ الفلسطيني، وما يتم تسريبه من اتفاقيات تحت الطاولة سيعلن عنها عاجلا أم آجلا؛ هي توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول منظمة التعاون الإسلامي إذا رغبت وفي دول الخليج والسودان وغيرها من الدول، لذا فمطلوب اهتمام أكثر وتركيز إعلامي أكبر على هذه القضية.
هل يمكن أن تؤثر الانتخابات الأمريكية على مستقبل هذه المخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية؟
من يعتقد أن انتخابات الرئاسة الأمريكية بفوز هذا المرشح أو ذاك، هي فرصة للتراخي سيكون مخطئا، فوعد بلفور بعد أن قام بصياغته وزير الخارجي البريطاني جيمس بلفور آنذاك، أخذ موافقة من الرئيس الأمريكي في ذاك الوقت وودرو ويلسون، وبالتالي فالقضية ليست بريطانيا، بل مؤامرة على الشعب الفلسطيني.
على المستوى الفلسطيني، إلى أين وصلت المصالحة بين "فتح" و"حماس"؟
الأمور ما زالت في الإطار الإيجابي لإنجاز المصالحة، ولكن شعبنا الفلسطيني ينتظر أن تقوم حركة "حماس" بإرسال رسالة للسيد الرئيس (محمود عباس) وفق ما تم الاتفاق عليه في لقاء إسطنبول، والكل يعرف أن الوقت من ذهب، وبالتالي فإننا لا نريد تدخلات خارجية في المصالحة، كما أن البدء بالتنفيذ يمنح شعبنا الأمل؛ بأن هناك جبهة فلسطينية موحدة جاهزة لإفشال هذه التحديات؛ الاستيطان ينفذ يوميا، والتطبيع للأسف الشديد مستمر والهرولة نحو الاحتلال متواصلة، والإدارات الأمريكية عنوان حملاتها الانتخابية التأييد الكامل لإسرائيل، فماذا ننتظر؟
مطلوب تنفيذ اتفاق المصالحة الذي أشبع بحثا في السنوات الماضية، وإرادة لتحقيق المصالحة والذهاب لانتخابات تفرز قيادة فلسطينية متنوعة ومتكاملة ووحدوية، تفرز حكومة وحدة وطنية وائتلافا وطنيا وقيادة لمنظمة التحرير.
وهنا أؤكد، أن القلاع لا تقتحم إلا من الداخل، وإذا استطعنا أن نمتن هذه القلاع، فسيصمد شعبنا، ونحمل الرسالة للأجيال القادمة موحدين تجاه الثوابت الفلسطينية.
هل اتصالات المصالحة مستمرة؟
نعم، الاتصالات متواصلة على قدم وساق، والحوارات إيجابية، والعمل مع كل فصائل منظمة التحرير بما فيها حركة فتح، التي سلمت رسائلها للرئيس، بموافقتها على إجراء الانتخابات التشريعية ومن ثم الرئاسية ومن ثم انتخابات المجلس الوطني، ولم يتبق حتى اللحظة سوى رد حركة حماس.
نأمل في الأيام القادمة، أن يكون هناك المزيد من التنفيذ على الأرض وترتيب الأوراق، من أجل التوجه إلى الانتخابات، وتفعيل ما تم الاتفاق عليه.