هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلط السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة الأمريكية، الضوء على تأثير انتخابات الرئاسة الأمريكية الحالية على "إسرائيل"، في ضوء توقع فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن أو منافسه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب.
إدارة بايدن
وأوضح السفير مايكل أورن في مقال نشر بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "انتخابات الرئاسة الأمريكية مفعمة بالآثار على إسرائيل، وقد تكون مصيرية، ففي حال فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن، فإنه معروف بتأييده لإسرائيل بشكل واضح، وملتزم بالحلف الاستراتيجي بين تل أبيب وواشنطن".
ونبه إلى أن "بايدن والسناتور كاميلا هرس، كانا المرشحين الديمقراطيين الوحيدين اللذين عارضا ممارسة ضغط أمريكي على إسرائيل عبر تقليص المساعدة الأمريكية، ومع ذلك، فإن إدارة بايدن المستقبلية ستتحدى إسرائيل، بسبب الخلافات العميقة في موضوعين جوهريين هما؛ الأول؛ المسيرة السياسية التي ستتنكر فيها الإدارة لخطة القرن لترامب، والعودة لمخطط أوباما وكلينتون؛ أي حل الدولتين على أساس حدود 67، وعاصمة فلسطين في القدس الشرقية".
اقرأ أيضا: "عربي21" تنشر النتائج الأولية للانتخابات الأمريكية (مباشر)
وأضاف: "ستفتح الإدارة مرة أخرى السفارة الفلسطينية في واشنطن التي أغلقها ترامب، وكذا القنصلية الأمريكية في شرقي القدس، والتي شكلت قبل ترامب سفارة أمريكية بحكم الأمر الواقع للفلسطينيين، كما أن هذه الإدارة ستستأنف المساعدة الأمريكية لوكالة الغوث وللمؤسسات الفلسطينية الأخرى التي أوقفها ترامب، وستعود الإدارة لتعارض البناء الإسرائيلي في المستوطنات في الضفة والقدس".
ونبه السفير إلى أنه "رغم أن أكثر إشكالية من ناحيتنا هي نية بايدن المعلنة بضم الولايات المتحدة مرة أخرى للاتفاق النووي مع إيران ورفع العقوبات، وهذا الأمر سينقذ النظام الإيراني من انهيار اقتصادي ويساعده على العودة لأجزاء هامة في الشرق الأوسط واستخدامها كمواقع متقدمة ضد إسرائيل، فالحديث يدور عن تهديد استراتيجي حقيقي".
وبخلاف ذلك، ففي حال "فاز ترامب بولاية ثانية، بالتأكيد سيواصل سياسته الأكثر تأييدا لإسرائيل من أي رئيس أمريكي سابق، فالحديث لا يدور فقط عن بوادر طيبة رمزية، مثل نقل السفارة الأمريكية والاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان، بل عن خطوات جوهرية مثل الوقوف إلى جانبنا في الأمم المتحدة وفي كل المؤسسات الدولية".
مصير التطبيع
وذكر أنه خلال "ولاية ترامب، لأول مرة لم يسجل أي شجب أمريكي لأي نشاط عسكري أو سياسي إسرائيلي، ومع ذلك لم يخفِ ترامب نيته للدخول في مفاوضات مع إيران، وفي حال ما انتخب مرة أخرى، فإن على تل أبيب أن تستعد لهذه الإمكانية أيضا".
اقرأ أيضا: بايدن أول كاثوليكي قد يصل للبيت الأبيض منذ 60 عاما
وزعم أورن، أنه "لا يهم من ينتصر، وعلى إسرائيل أن تعرض علنا مصالحها وتوقعاتها من كل اتفاق جديد بين الولايات المتحدة وإيران، وهذا لم نفعله في 2015 عند تحقق الاتفاق، مما سمح لأوباما (الرئيس الأمريكي السابق) بأن يدعي بدهاء؛ أنه لا يوجد أي اتفاق جيد بشكل كاف لإسرائيل".
وتابع: "كما أنه إذا فاز ترامب بولاية ثانية، فإن الأمر المجدي جدا لإسرائيل، أن تفكر بألا تكرر التفويت الذي حصل في الولاية الأولى، وأن تعالج خطر كل من حماس وحزب الله وإيران أيضا، بينما تتلقى إسرائيل كل الدعم العسكري والسياسي والقانوني".
وفي هذا السياق، تساءل أورون، "من المهم أن نسأل ماذا سيكون مصير اتفاقات التطبيع حديثة العهد بيننا وبين الدول العربية؟"، "مشكوك أن يستثمر بايدن فيها بذات القدر الذي كان في إدارة ترامب، الأمر الذي يمكن أن يكون حاسما في موضوع السودان، الذي يحتاج جدا للمساعدة الأمريكية".
ومن جهة أخرى، فإن "الانضمام الأمريكي المتجدد لاتفاق نووي مع إيران، سيجبر دولا عربية كثيرة على الدخول لحلف استراتيجي علني ضد إيران ومع إسرائيل، ويبدو أننا سنضطر لأن نتمتع بالمرونة وأن نتنازل لتلك الدول العربية التي لا تتلقى حوافز أمريكية، وأن نعانق دولا عربية تحتاجنا في الموضوع الإيراني".