شخصية تلحق الضرر بالآخرين دون أي مبرر.. احذر "السادية"

نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية، مقالا للدكتورة ويندي باتريك، سلطت فيه الضوء على الشخصية السادية، ورغبتها المستمرة في إلحاق الأذى بالآخرين بشكل متعمّد.

وقالت الكاتبة في مقالها الذي ترجمته "عربي21": "إننا نحاول غالبا تبرير التصرفات والملاحظات القاسية التي قد يوجّهها لنا معارفنا أو أقاربنا، واعتبارها سلوكات غير مقصودة. لكن الإيذاء في كثير من الأحيان يكون متعمدا، وينبع غالبا من شخصيات سادية، تستمتع بإلحاق الأذى بالآخرين".

إيذاء الآخرين بين السادية والسيكوباتية

وأجرت لورا جونسون وباحثون آخرون سنة 2019، دراسة حول السادية وعلاقتها بما يُعرف في علم النفس بـ"الثالوث المظلم للشخصية"، أي النرجسية والمكيافيلية والسيكوباتية.

لاحظت جونسون وفريقها أن السلوك السادي لا يقتصر على الاستمتاع بإيذاء الآخرين فقط، بل البحث أيضا عن فرص لفعل ذلك، وهذا ما يميّز هذا السلوك عن تصرفات السيكوباتيين، الذين قد يتصرفون بشكل عدواني عند الشعور بالملل أو الرغبة في تحقيق هدف محدد، وليس بهدف إيذاء الطرف الآخر.

وبحسب هذه الدراسة، فإن الشخصيات التي تحمل عددا من السمات السيكوباتية تميل إلى إيذاء الآخرين فقط عندما يكون ذلك مناسبا وسهلا، وهو ما يتّفق مع طبيعتهم الاندفاعيّة، وبحثهم عن الإثارة، على الرغم من العواقب المحتملة على المدى الطويل.

اقرأ أيضا: دراسة مثيرة تكشف العلاقة بين القهوة السوداء والميول السادية

ويرى الباحثون أن الشخصية السادية تشبه إلى حد كبير الشخصية السيكوباتية، إذ يبحث كلاهما عن إلحاق الأذى بالآخرين دون أي مبرّر واضح. وترتبط الشخصية السيكوباتية ارتباطا وثيقا بما يُطلق عليه علماء النفس "الشماتة"، أي الاستمتاع بآلام الآخرين ومعاناتهم، وإن لم يكن ذلك بشكل مباشر.

كما لاحظ الباحثون في هذه الدراسة أن الساديين والسيكوباتيين ينتهجون في الغالب سلوكا منحرفا معاديا لمن حولهم، ويفتقرون إلى الإحساس بالتعاطف مع الآخرين.

هل تنضم السادية للثالوث المظلم؟

في دراسة نُشرت في 2013، بحثت إيرين باكلس وعلماء آخرون في إمكانية إضافة السادية إلى الثالوث المظلم للشخصية.

لاحظت باكلس أن معظم النقاشات حول مفاهيم السادية ترتبط بالسلوك الإجرامي أو الانحرافات الجنسية، في حين أن الأشخاص الذين قد "يبدون عاديين تماما" قد يقومون بأعمال في منتهى السوء، وهو ما يظهر من خلال الشعبية التي تحظى بها أفلام الرعب وألعاب الفيديو العنيفة والرياضات القتالية. 

من خلال تجربتين، أوضحت باكلس وفريقها، أن الشخصية السادية يمكن أن تجنح بكل سهولة إلى السلوك القاسي. في التجربة الأولى، كان الساديون أكثر جرأة على قتل الحشرات من الأشخاص العاديين، وفي التجربة الثانية، كانوا أكثر استعدادا لإيذاء أشخاص أبرياء. 

ووجد الباحثون أيضا أن شخصيات الثالوث المظلم (النرجسية والميكيافيلية والسيكوباتية)، بالإضافة إلى الشخصيات السادية، تصبح على استعداد كبير للقيام بسلوك عدواني عندما تتوقع عدوانا من الطرف الآخر.

في المقابل، كان الساديون وحدهم على استعداد لإيذاء شخص بريء دون أي مبرر مسبق لذلك.

وخلص الباحثون من خلال نتائج هذه الدراسة، إلى أنه من الأفضل أن تُدمج السادية مع الثالوث المظلم، لتشكل السمة الرابعة للشخصيات الحاقدة.

وخلصت الكاتبة إلى أن السادية سلوك شائع أكثر مما نعتقد، وأنه لا يمكن أن يكون تبرير تصرفات الأشخاص الذين يتفوهون بعبارات مؤذية على أنه مجرّد مزاح، لأنه قد يخفي وراءه في حقيقة الأمر سلوكا عدوانيا خالصا.