هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلق معارضون وهيئات وناشطون سوريون، الأربعاء، حملة تحدد شروطا لبدء عودة اللاجئين إلى سوريا، في مقدمتها رحيل رئيس النظام بشار الأسد.
ووقع على بيان انطلاق الحملة التي حملت اسم "العودة تبدأ
برحيل الأسد"، أكثر من 40 منظمة وهيئة سورية.
وإضافة
إلى شرط رحيل الأسد، أكدت الحملة على ضرورة وقف قصف النظام للشمال السوري، وإنجاز
الانتقال السياسي في البلاد، وتوفير البيئة الآمنة، والبدء بإعادة الإعمار، كشروط
أخرى للعودة الطوعية والكريمة للاجئين.
وتتزامن
الحملة مع عقد النظام السوري برعاية روسيا مؤتمرا دوليا في العاصمة دمشق؛ لبحث ملف
عودة اللاجئين السوريين لبلادهم.
ويقول
منظمو الحملة، إنها ستتضمن فعاليات بالتزامن مع انعقاد المؤتمر وخلال الأيام
القادمة، ووقفات شعبية داخل وخارج سوريا، وتقارير إعلامية ترصد رفض اللاجئين
للمؤتمر ومخرجاته.
ويعقد
النظام السوري وبدعم روسي، الأربعاء والخميس، مؤتمرا حول عودة اللاجئين إلى سوريا
وكذلك النازحين داخليا إلى منازلهم بالبلاد.
والثلاثاء،
أعلن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب
بوريل، في بيان، عدم مشاركة الاتحاد في مؤتمر نظام الأسد حول عودة اللاجئين.
"خدعة روسية"
الائتلاف
السوري المعارض، أكبر مظلة للمعارضة، أعلن بدوره رفضه لمؤتمر عودة اللاجئين في
دمشق.
وقال
الائتلاف إنه "في الوقت الذي تدعو فيه روسيا لهكذا مؤتمر، تستمر بارتكاب
جرائم الحرب عبر قصف المدنيين في الشمال السوري".
وشدد
في بيان، على أنه "لا يمكن تنظيم هكذا مؤتمر دون تحقيق أهم شروط عودة
السوريين إلى بلدهم، وعلى رأسها انتفاء سبب التهجير بوقف القصف، وإنجاز الانتقال
السياسي وتأمين البيئة الآمنة للعودة الطوعية والكريمة للاجئين".
من
ناحيته، قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة (معارضة)، عبد الرحمن مصطفى، إن
"الخديعة الروسية لعودة اللاجئين باتت مكشوفة للجميع".
وأضاف
عبر حسابه على فيسبوك: "تسعى روسيا لاستجلاب الدعم الدولي تحت ستار عودة
اللاجئين، وإعادة الإعمار لنهب تلك الأموال (..) وكذلك النظام المجرم الذي يروج
لعودة اللاجئين وكان قد فرض على كل عائد دفع 100 دولار".
"سبب الهجرة"
من
جانبه، أفاد عبد المنعم زين الدين، منسق عام في الثورة السورية، وأحد منظمي الحملة،
بأن أهداف الأخيرة "إيصال رسالة واضحة للمجتمع الدولي وروسيا والنظام
وحلفائه، أن عودة اللاجئين لن تكون قبل رحيل عصابة الأسد التي هجّرتهم".
وأوضح
زين الدين أن من أهداف الحملة أيضا، "تعرية زيف وكذب
مؤتمر عودة اللاجئين الذي يهدف لإعادة تأهيل النظام تحت شعارات إنسانية لكسب أموال
إعادة الإعمار".
كما
تهدف الحملة إلى "لفت الأنظار العالم إلى أهمية ملف اللاجئين، ووجوب معالجته
بالطريقة الصحيحة، إضافة للدفاع عن حقوق اللاجئين"، حسب زين الدين.
واعتبر
أن الحملة "فرصة لترسيخ مفهوم عدم العودة بوجود الأسد، والضغط على الدول
للتخلي عن الأسد، وتحذير اللاجئين من المخاطر التي ستواجههم حال قرروا العودة
لمناطق النظام قبل رحيل الأسد".
"متطلبات العودة"
عمار
قحف، رئيس مركز عمران للدراسات، وأحد الموقعين على بيان الحملة، قال إن "الهدف
من الحملة إعادة تعريف وتأطير حق العودة لسوريا لأكثر من 6 ملايين لاجئ و7 ملايين
نازح قسريا".
وأضاف
قحف أن "الحملة تأتي بالتزامن مع ادعاءات النظام وروسيا بعقد
مؤتمر للاجئين بهدف الترويج أن استحقاق العودة يخضع لآليات حكومية بدمشق بينما هو
استحقاق سياسي وشرط أساسي للعملية السياسية".
وذكر
أن "أهم متطلبات العودة توفر الأمن الحقيقي والمستدام والذي لا يتحقق في ظل
أجهزة الاستخبارات والأمن التابعة للنظام".
ورأى
قحف، أنه "في حال رحيل النظام السوري وحله يبدأ تفكير الناس بالعودة، ومن ثم
يكون هناك مجال لبحث الجانب الاقتصادي وإعادة الإعمار".
في السياق، اعتبر محمد جرن، رئيس جبهة تركمان باير بوجاق (شمال اللاذقية/غرب)، أن الحملة "مهمة للتعريف بمتطلبات عودة اللاجئين وأبرزها توفر الأمن وهذا لا يمكن أن يتوفر في ظل سيطرة النظام الحالي".
وشدد
جرن، على أن العودة يجب أن تكون مرهونة بتوفير الأمن وبدء إعادة الإعمار وهو ما
يتطلب انتقالا سياسيا في البلاد، وتوفير البيئة الآمنة التي تحفظ كرامة جميع
السوريين.
وتشهد
سوريا حربا أهلية منذ أوائل 2011 عندما بدأ نظام الأسد حملة قمعية ضد المحتجين
المؤيدين للديمقراطية، تسببت بمقتل مئات الآلاف من الناس، فضلا عن نزوح ولجوء أكثر
من 10 ملايين شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
اقرأ أيضا: الأسد بافتتاح مؤتمر اللاجئين: نعمل جهدنا لعودتهم (فيديو)