هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال محلل سياسي إسرائيلي؛ إن "زعيم حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، يسعى إلى ركوب موجة المحبطين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويقدم نفسه كقيادة جديدة وعملية.
وأضاف بن كاسبيت بمقاله على موقع "المونيتور"، ترجمته "عربي21" أن "بينيت يرتفع نجمه السياسي على خلفية جائحة كورونا، ورغم أنه لا يزال يدعو لتنفيذ خطة الضم على الضفة الغربية، فإنه يعتقد أن العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة لا جدوى من التعامل مع هذه الخطة، أو أي شيء آخر، لأنها لم تعد قضية ملحة الآن، ولا يرى أي مفاوضات مع الفلسطينيين في الأفق، لأن إنقاذ الاقتصاد والموارد المالية الإسرائيلية هو الوحيد المهم".
وأشار كاسبيت وثيق الصلة بدوائر صنع القرار الأمني والسياسي، ومقدم البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وله عمود يومي بالصحافة الإسرائيلية، أن "بينيت لا يمر بمرحلة تحول، ولا ينحرف لليسار، لكنه يعتقد أن "المنزل يحترق"، والعامان المقبلان هما الأصعب بتاريخ إسرائيل، ولا تملك فرصة للتغلب عليها، ما لم تنحي خلافاتها، في ظل العديد من القضايا العالقة، ووجود مليون عاطل عن العمل، والدين العام سيستغرق سداده جيلا كاملا.
وأكد أنه "بينما يتحدث بينيت عن إنقاذ الاقتصاد الإسرائيلي، فهو مشغول في الوقت نفسه بإنقاذ 22 مقعدا في الكنيست يواصل حصدها في استطلاعات الرأي، ويصف المحللون السياسيون الدعم الهائل الذي يتمتع به، وصعوده السريع بأنه أكبر موقف انتخابي على الإطلاق في التاريخ السياسي الإسرائيلي، فلا أحد يصدق حقا أن من فاز حزبه بستة مقاعد في انتخابات مارس (آذار) 2020، ضاعف قوته أربع مرات في غضون بضعة أشهر".
وأوضح أن "بينيت أصبح مستودعا مؤقتا لأصوات الساخطين، سواء من خاب أملهم من نتنياهو والليكود، أو من صوتوا لمنافسه، زعيم حزب أزرق- أبيض بيني غانتس، الذي انخفضت شعبيته منذ ذلك الحين في استطلاعات الرأي، من 17 مقعدا إلى 9 مقاعد فقط.
وأضاف أن "انتخاب جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة يخدم الصورة الجديدة التي يحاول بينيت عرضها، لأنه لو أعيد انتخاب الرئيس دونالد ترامب، لبقيت خطة الضم الطموحة للمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية على جدول الأعمال، تاركا بينيت دوره السابق كرسول لرؤية السيادة والضم، ومع ذلك، فقد خسر ترامب، وبايدن لن ينطق بكلمة الضم بصوت عالٍ".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: الانشقاق يهدد حزب غانتس إذا استسلم لنتنياهو
وأشار إلى أن "سؤال المليار دولار هو الاتجاه الذي سيتخذه بينيت مع نتنياهو، فهل سيتقدم لإنقاذ رئيسه السابق ومعلمه منذ فترة طويلة والانضمام إليه في حكومة يمينية ضيقة، ودعم التشريع الذي يحتاجه نتنياهو لتأجيل محاكمته بالفساد، أو إبطال لوائح الاتهام ضده، مقابل مقايضة مناسبة، مع أنه حتى الآن لا يقول شيئا، مكتفيا بالإشارة إلى أنه عند الدعوة للانتخابات، سيوضح بالضبط ما يخطط للقيام به، ويجيب عن جميع الأسئلة".
وأوضح أن "نتنياهو لا يمكنه الاعتماد على بينيت لسحب بعض مكاويه من النار، والأخير سيتعين عليه إيجاد صيغة تتيح له فسحة للحفاظ على أصوات من يريدون بقاء نتنياهو رئيسا للوزراء، دون إبعاد من يحتقرونه، ويريدون رحيله، وسيتعين عليه أن يقرر ما إذا كان سينأى بنفسه عن اليمين المسيحي الذي يمثله زميله في الحزب بتسلئيل سموتريتش، ويحول يمينا إلى منصة أكثر وسطية ودينية وعلمانية وجذابة لكلا القطاعين".
وأكد أن "بينيت يعلم في أعماق نفسه أن قيادة الليكود أفضل ضمان له لرئاسة الوزراء، فلا يزال الحزب الذي حكم إسرائيل لمعظم العقود الأربعة الماضية يهيمن على الخريطة السياسية، مع قاعدة واسعة ومخلصة تترجم في استطلاعات الرأي لما يقرب من 30 مقعدا في الكنيست من أصل 120، مع أن رغبة بينيت الأكثر حماسة هي استبدال نتنياهو كزعيم لليكود، لكنه لن يدرك هذا الحلم أبدا إذا أطاح بنتنياهو".
وختم بالقول بأن "بينيت يعرف أن ناخبي الليكود لا يغفرون لمن يسيء لزعيمهم، وسيتعين عليه قياس كل خطوة يقوم بها الأشهر المقبلة، والمشي على قشر البيض، فأي زلة حادة قد تسقط البرج الذي عمل على بنائه، فهو يحتقر نتنياهو، وفي الوقت نفسه يخافه، واستطلاعات الرأي جعلته أقرب منافس لتصنيف نتنياهو من حيث النظرة العامة لملاءمته رئيسا للوزراء، ويُنظر إليه حاليا البديل الأكثر أهمية لرئيس وزراء إسرائيل الأبدي".