مصادر لـ"عربي21": خلافات حادة في اجتماع مجلس شورى النهضة

قالت مصادر خاصة بصحيفة "عربي21" إن اجتماع مجلس شورى حركة النهضة بتونس، شهد خلافات كبيرة، بعد رفض طلب تقدم به عدد من الأعضاء لعقد اجتماع شورى "استثنائي".

وأضافت المصادر أن عددا من الأعضاء (16 على الأقل) أكدوا انسحابهم من الاجتماع الذي يعقد عن بعد اليوم الأحد، احتجاجا على ما وصفوه بـ"تفرد مجموعة مقربة من رئيس الحركة راشد الغنوشي بالقرار".

وأكدت أن 63 عضوا في المجلس وقعوا على عريضة تطالب بعقد اجتماع "استثنائي"، لكن طلبهم رفض لصالح عقد دورة عادية.

وإثر رفض طلبهم قرر عدد منهم الانسحاب من الدورة العادية، منددين بقرار أعضاء المكتب التنفيذي للحركة، ومطالبين بحسم الخلافات وتطبيق النظام الداخلي.

وفي وقت لاحق، أصدرت حركة النهضة بيانا توضيحا لما تداولته مواقع إعلامية حول انسحاب ثلث أعضاء مجلس الشورى من الجلسة.

وأكدت الحركة أن عدد المنسحبين لم يتجاوز 24 عضوا من جملة 111 سجلوا حضورهم، وذلك احتجاجا على جدول الأعمال، والذي تم تعديله بعد ذلك استجابة لطلب عدد من الأعضاء.

وأوضحت الحركة أن أعمال الدورة مستمرة حتى ساعة متأخرة من مساء الأحد، بشكل عادي لدراسة عدد من الملفات الوطنية والداخلية، ومن هذه الملفات "الوضع العام بالبلاد وخاصة على المستويين السياسي والاقتصادي والصحي"، إضافة إلى تقارير من اللجنتين "المضمونية والمادية" استعدادا للمؤتمر 11 للحركة.

وكانت مصادر قد صرحت لـ"عربي21"، في وقت سابق، بأن المجموعة التي تقدمت بطلب عقد اجتماع استثنائي انقسمت إلى طرفين، أحدهما فضل الانسحاب من اجتماع اليوم (16 على الأقل)، والثاني فضل الاستمرار في الاجتماع والمضي في العمل وفق دستور الحركة للحفاظ على وحدتها، وتحقيق مطالباتهم وفق آليات الحركة.

اقرأ أيضا: الغنوشي: لم أترشح لقيادة النهضة.. والخلافات "بديهية" (شاهد)

ويسمح النظام الداخلي للحركة قانونا بدورة استثنائية إذا تقدم ثلث الأعضاء بطلب، وهم من يحدد جدول أعمالها.

وفي مقابل ذلك أكد عضو مجلس الشورى، السيد الفرجاني في تصريح لـ"عربي 21" أن "الشورى منعقد بصفة عادية وفي جدول أعماله تقرير عن اللجنة المضمونية واللجنة المادية والصحة والعناصر القيادية التي تتهجم في بعض الأحيان على المؤسسة والحركة".

وفي رده على سؤال بخصوص بقاء رئيس الحركة راشد الغنوشي، قال الفرجاني: "المؤتمر سيحدد مسألة بقاء الغنوشي من عدمه وليس أي شخص آخر ولا أحد يمكنه افتكاك صلاحيات المؤتمر في حركة مؤسسات وقانون".

وقال مصدر آخر في الحركة لـ"عربي21" إن "بإمكان المحتجين على استمرار الشيخ راشد الغنوشي برئاسة الحركة بحث ذلك في المؤتمر العام للحركة، وإن محاولتهم لاستباق المؤتمر العام هي محاولة لحرمان المؤتمر من صلاحياته".

وتعرف حركة النهضة منذ مدة خلافات وانقسامات بلغت حد الاستقالات لقيادات بارزة بسبب عدم إعلان الغنوشي عدم ترشحه لولاية جديدة حتى الآن، فيما صرح الغنوشي قبل أيام أنه لم يرشح نفسه لرئاسة الحركة بعد.