هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أبدى المفكر والأكاديمي
الأمريكي نعوم تشومسكي، تشكيكه في "جلب الديمقراطيين التغيير الذي يأمله
ملايين الأمريكيين".
وتساءل تشومسكي في مقابلة
مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ترجمتها "عربي21"، "ماذا
سيفعل بايدن؟.. مجلس الشيوخ في يد زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل، وهذا يعرف شيئين
فقط، منع أي أمر يحاول الديمقراطيون فعله، وكذلك إعطاء الأغنياء كل ما
يريدونه".
وأضاف: "بايدن وعاء
فارغ ولا أعتقد أن لديه مبادئ ثابتة، إنه ضد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، الذي
يدير الحزب، وهو في الأساس جناح وول ستريب، وفي حال سعى لفعل شيء تقدمي، فإن
المحكمة العليا موجودة لمنعه، فترامب وماكونيل مسؤولان عن تزويد الجهاز القضائي
بأكلمه، بقضاة يمينيين متطرفين يمكنهم منع أي شيء تقدمي".
وتابع: "رغم فوز
بايدن، حقق ترامب نصرا كبيرا، إنه أمر مدهش فمجرد حقيقة أن الانتخابات كانت موضع
خلاف هو نصر جمهوري هائل. وترامب سياسي ماهر يفهم العقلية الأمريكية".
ولفت إلى أن ترامب،
"تمكن من الاستفادة من كافة التيارات السامة الموجودة في الحياة والثقافة
والتاريخ الأمريكي، ومبدأ تفوق العرق الأبيض مبدأ عميق في المجتمع الأمريكي
والثقافة، واليهود يعرفون ذلك، وأنا كبير بما يكفي لأتذكر معاداة السامية العلنية
في الشوارع لكن العنصرية ضد السود أكثر تطرفا".
وشدد على أن أمريكا تسير
في اتجاهين، فهناك حساسية للقمع العنصري اليوم أكثر بكثير من الماضي، وخاصة بعد
مقتل فلويد، ولم يصل مارتن لوثر كينغ، إلى شيء مما يجري اليوم.
اقرأ أيضا: الغارديان: فوضى انتخابات أمريكا تخدم أعداء الديمقراطية عالميا
لكن في المقابل هناك "رد
فعل عنيف بين الأمريكيين الآخرين لا يمكن تجاهله، فلديك الحزب الجمهوري وناخبوه
ومعظمهم من البيض والمسيحيين التقليديين من أمريكا الريفية، يرون أن أسلوب حياتهم
التقليدي يتعرض للهجوم، وطريقتهم التقليدية في الحياة، هي الحفاظ على أحذيتهم على
أعناق السود".
ورأى أن غالبية المواليد
اليوم في أمريكا "من غير البيض، وسوف يفقد البيض هذا التفوق، وإذا عدنا إلى
الوراء، فلن يتم اعتبار اليهود من البيض، ولا الإيرلنديين، وكانت العنصرية ضدهم
لدرجة تشبيههم بالكلاب في بوسطن، في القرن التاسع عشر، لكن بعد أن اندمجوا في
الثقافة أصبحوا من البيض وخاصة مع اكتسابهم الثروة والسلطة، وهو ما يحدث مع أصحاب
الأصول الإسبانية".
وعلى صعيد السياسة
الخارجية أعرب تشومسكي، عن قناعته بأن بايدن لن يحدث تغييرا كاسحا، من النوع الذي
يسعى إليه التقدميون، ورغم اعتقاده بأنه سيعود للاتفاق النووي مع إيران الذي انسحب
منه ترامب، إلا أنه لن يروج لشرق أوسط خال من الأسلحة النووية، وهو الأمر الذي
يتطلب مواجهة إسرائيل.
وقال: "الأمر بسيط
للغاية، فقط انضم إلى بقية العالم. وإذا فعلت ذلك، فأنت تعيد تشكيل الصفقة، وحتى
لو لم تكن الولايات المتحدة شريكًا جديرًا بالثقة، فمن المحتمل أن تظل إيران حكيمة
في الانضمام إلى الصفقة لكن لاحظ ، هناك نقطة أخرى لا يمكن المساس بها، لا أحد على
استعداد لمناقشتها. هناك حل بسيط للغاية لمشكلة الأسلحة النووية الإيرانية، وهو
فرض منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط مع عمليات تفتيش مكثفة".
وشدد على أن عمليات
التفتيش هذه تتعارض مع الرواية الإسرائيلية، رغم مطالبة الدول العربية وإيران
بمنطقة خالية من السلاح النووي، ولم تؤسس تلك المهمة، لأن أمريكا تستخدم حق النقض
الفيتو ضدها، لأن أمريكا لا تريد تفتيش السلاح النووي لإسرائيل.
وأضاف: "الولايات
المتحدة لا تعترف بأن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، على الرغم من أن الجميع يعرف
أنها تمتلكها. وهناك سبب لذلك أيضًا يعود إلى القانون الأمريكي، الذي يحظر أي
مساعدات عسكرية أو اقتصادية، للدول التي طورت أسلحة نووية خارج معاهدة حظر
الانتشار".
وشدد على أن "سياسة
الغموض التي تنتهجها إسرائيل بشأن أسلحتها النووية المزعومة، تعتبر مكونًا رئيسيًا
في عقيدة أمنها القومي".
ولفت إلى أن بايدن "لو
عاد إلى سياسات أوباما بشأن إسرائيل، فقد كان الأخير من أكثر المؤيدين لها، ولم
يفرض أي مطالب عليها، وكان تجميد الاستيطان عام 2015، مهزلة كاملة، والجميع يعرف
ذلك، ولم يكن له أي تأثير بل على العكس بنيت مستوطنات جديدة".
وقال تشومسكي: "هناك
أمل لدى الفلسطينيين، ولكنه لا يقع على عاتق بايدن، إنه يعود للرأي العام في
أمريكا، الذي لا يمكن قمعه إلى الأبد، وإذا عدت 20 عامًا إلى الوراء، فقد كان دعم
إسرائيل بين الديمقراطيين الليبراليين. لكنه الآن يتحول إلى الإنجيليين والقوميين
المتطرفين. ويتزايد الدعم للفلسطينيين بين الليبراليين وخاصة الشباب منهم. وعاجلاً
أم آجلاً، قد يؤثر ذلك على السياسة".