هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت هيئة الإذاعة البريطانية، تفاصيل جديدة بشأن اعتقال الحرس
الثوري، معارضا كان يقيم في فرنسا، والطريقة التي استدرج بها حتى لحظة احتجازه.
وأشارت إلى أن إحدى زميلات روح الله زم مدير قناة آمد نيوز، قدمت إليه
أشخاصا تواصلوا معها، وأخبرته أن آية الله علي السيستاني مستعد لمقابلته ومساعدته
في جمع 30 مليون دولار لإنشاء محطة تلفزيونية.
لكن شيرين نجفي قالت وقتذاك، إنه لم يكن
للسيستاني دور في ذلك بل من وصفتهم بالمقربين منه.
وفي فيلم وثائقي استقصائي أعدته "بي بي
سي" تزعم شيرين التي كانت تقيم في تركيا، أنها فضلت الذهاب إلى العراق بنفسها
حتى لا يتعرض روح الله زم للخطر، لكن كان حضوره شخصياً مطلوباً.
وسافرت شيرين نجفي إلى العراق بجواز سفر مزور،
وأرسلت 500 يورو إلى زم في باريس، ليسافر إلى العراق ويقابل عائلة آية الله
السيستاني لشرح مشروعه في إنشاء محطة تلفزيونية.
لكن مكتب السيستاني، استهجن زج اسمه في القضية،
وقال، "لا علاقة لآية الله السيستاني أو أي من مقلديه أو مكتبه بزيارة روح
الله إلى العراق".
كما جاء في ردهم أيضاً "أن مكتب السيستاني
طلب من كبار المسؤولين الإيرانيين تقديم توضيح وافٍ عن ملابسات ذكر اسم السيستاني
في هذه القضية، ولكن لم يتم تقديم أي توضيح بهذا الشأن".
في 8 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، توجه
زم إلى السفارة العراقية مع صديقه مزيار في باريس. ورغم وصولهما في وقت متأخر إلى
السفارة التي كانت على وشك إغلاق بابها أمام المراجعين، إلا أن دبلوماسياً في
السفارة استقبلهما وأصدر له تأشيرة السفر إلى العراق في غضون نصف ساعة فقط، في
الوقت الذي يستغرق ذلك أسابيع في الأحوال العادية.
وأرسل الأشخاص الذين كانوا يتواصلون معه على
أنهم من مكتب السيستاني، تذكرة السفر من العراق عن طريق البريد الالكتروني.
وبالفعل، سافر زم في إلى العراق رغم اعتراض
زوجته وابنته اللتين كانتا قلقتين على سلامته.
وسافر زم بوثيقة سفر فرنسية - تختلف عن الجواز
الفرنسي - رغم أنه لم يكن مسموحاً له بالسفر من فرنسا، إذ كانت مثل تلك الرحلات
محدودة ومقيدة.
وتقول زوجته إن آخر اتصال بينهما كان أثناء
توقف الطائرة في مطار عمان في العاصمة الأردنية، حيث أرسل لها صورته من هناك، لكنه
لم يرد على اتصالاتها لاحقاً بعد وصول الطائرة إلى مطار بغداد.
وبعد يومين من الرحلة، نشر جهاز استخبارات
الحرس الثوري الإيراني، نبأ إلقاء القبض على المعارض الإيراني المطلوب من قبل
السلطات الإيرانية.
في العام الماضي، سرّب شخص مجهول 700 صفحة من
الوثائق الخاصة بوزارة الاستخبارات الإيرانية حول أنشطة عملائها في العراق بين
عامي 2014 و2015 لموقع "إنترسبت الإخباري".
ودرس رانن بيرغمان، وهو صحفي استقصائي في صحيفة
"نيويورك تايمز" ومؤلف كتاب "تاريخ الاغتيالات الإسرائيلية
السرية"، تلك الوثائق المسربة.
اقرأ أيضا: قاد احتجاجات عبر "تليغرام".. إيران تعتقل صحفيا بعد "استدراجه"
يقول بيرغمان: "يبدو أن تأثير جهاز آريان
الاستخباراتي واستخبارات الحرس الثوري الإيراني في أعلى مستوياته داخل العراق"، وجاء في موقع "انترسبت" وصف علاقة بعض المسؤولين العراقيين
بجهاز استخبارات الحرس الثوري ودرجة الصداقة بينهم.
ويقول بيرغمان: "إن الشخص الموصوف في
الوثائق المسربة بأنه صديق مقرب من إيران، هو عادل عبد المهدي الذي كان يشغل منصب
رئيس الوزراء في العراق، في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وهي الفترة التي سافر فيها
زم إلى بغداد وخطف من هناك".
بدورها نفت السفارة العراقية في باريس أن تكون
قد أصدرت تأشيرة دخول بهذا الإسم. وفي
العام الماضي، قال مصدر في الحكومة العراقية لبي بي سي: "إن روح الله اُعتقل
وسُلّم إلى إيران بمجرد وصوله إلى مطار بغداد".
ويقول بيرغمان إن إيران "ربما خدعت زم عن
طريق استخدام اسم السيستاني، وأن وزارة الاستخبارات الإيرانية لديها القدرة على
اختراق أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية للمعارضين والناشطين الإيرانيين
والأوروبيين وحتى السيرفرات إن أرادوا ذلك، وأعتقد أنهم فعلاً اخترقوا سيرفر مكتب
آية الله السيستاني".
وأوضح بيرغمان أنه تعرض شخصياً لتجربة قرصنة
وربما محاولة اختطاف من قبل المخابرات الإيرانية، وأن الأخيرة استخدمت عنوان بريد إلكتروني لمؤسسة تركية غير ربحية لدعوته إلى إسطنبول للمشاركة في فعالية ما".
وقال: "لقد اخترقوا سيرفر المؤسسة التركية،
وبعثوا لي بريداً إلكترونياً من عنوان المؤسسة التي يبدو أنها لم تستخدمه منذ زمن".
ظهرت نجفي في وسائل الإعلام لبضعة أيام بعد
انتشار خبر اعتقال زم، مدعية أنها التقت به في العراق، ولكن انقطعت أخبارها منذ
ذلك الحين ولا أحد يعلم مكانها حالياً.
ويعتقد بعض زملائها الذين عملوا معها في الموقع
الإخباري، أنها ربما تعرضت لضغوطات من قبل الحرس الثوري لكي تتعاون معهم، لكن وسائل
إعلام إيرانية مناهضة للحكومة تعتقد أن شيرين ربما تكون عضوا في استخبارات الحرس
الثوري وكُلفت بالتسلل إلى قناة آمد نيوز والإيقاع بمديرها روح الله زم، الذي كانت
تطارده إيران لسنوات.