هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن الاجتماع السري الذي جمع
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لفترة
وجيزة في مدينة نيوم السعودية الساحلية، بحث التهديد المشترك من إيران، لكنه لم
يحرز تقدما نحو التطبيع.
وأضاف بن كاسبيت، وثيق الصلة بدوائر صنع القرار
الأمني والسياسي، ومقدم البرامج الإذاعية والتلفزيونية، بمقاله على موقع
المونيتور، ترجمته "عربي21"، أن "الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت
لوسائل الإعلام المحلية بكشف أن نتنياهو سافر للسعودية والتقى بمسؤوليها الكبار،
والتقى مع MBS في اجتماع رتبه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وما كان الرقيب
العسكري ليوافق على نشر الخبر لولا الضوء الأخضر من مكتب رئيس الوزراء".
وأكد كاسبيت، أنه "عندما سُئل نتنياهو بعد
ساعات من ظهور التقرير في اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست في القدس المحتلة،
لم يتطرق إليه، فيما رفض مكتبه تأكيد التقارير، وحذف مستشاره الإعلامي التغريدة
التي نشرها، ملمحا على نطاق واسع إلى الزيارة السرية، ويبدو أن عدة تطورات حدثت
على محور الرياض واشنطن تل أبيب، حتى ظهر رد نتنياهو الخجول على اللقاء".
وأوضح أن "السعوديين ربما غير راضين عن
التسريب حول الاجتماع، أو قد يكون الجانبان اتفقا مقدما على اعتراف علني شبه رسمي
بالحدث، دون التقاط صور أو ضجة إعلامية، لكن شيئا واحدا مؤكدا، وهو أن القيادة في
الرياض ليست مستعدة بعد لعلاقات رسمية مفتوحة مع إسرائيل، أو إجراءات تطبيع أخرى،
ولا تزال مصرة على إحراز تقدم كبير في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قد
تأتي في المستقبل".
وأشار إلى أن "السعوديين حصلوا على ما
يريدون بتثبيت التحالف مع نتنياهو، عبر ائتلاف واسع مناهض لإيران قبل تغيير الحرس
في البيت الأبيض والبنتاغون، ناقلا عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع أن نتنياهو سيخسر
ترامب بالفعل، لكن إسرائيل ما زالت تتمتع بدعم واسع في واشنطن، فيما يعتقد
السعوديون أن وضع أنفسهم بجانب الإسرائيليين في مواجهة إدارة بايدن قد يمنحهم إحساسا
بالأمان، أو يقدم عرضا للقوة".
اقرأ أيضا: صحيفة روسية: الرياض تضغط على الكونغرس قبل وصول بايدن
وأكد أنه "ليس واضحا ما إذا كان نتنياهو
انتهك اتفاقا مع السعوديين برفع الغطاء عن اجتماعه معهم، مع أنه توجه لمهمته
السرية معها، مصطحبا مهندس العلاقات السرية الإسرائيلية، وهو رئيس الموساد يوسي
كوهين، الذي قضى وقتا طويلا في المملكة في السنوات الأخيرة، ورغم أن نتنياهو سوف
يستغل صداقته المزدهرة مع السعوديين خلال حملته الانتخابية المقبلة، لكن التطبيع
الإسرائيلي معهم لا يزال هدفا بعيد المنال".
وأشار إلى أن "نتنياهو تفوق على شريكه
بيني غانتس مرة أخرى، وسرق منه الأضواء الإعلامية، ولم يتم إبلاغه بالرحلة المخطط
لها للسعودية على متن طائرة تابعة لرجال أعمال إسرائيليين أثرياء، وتم إبعاده مع
شريكه وزير الخارجية غابي أشكنازي عن الحفلة، حتى أن نتنياهو لم يبلغ رئيس أركان
الجيش أفيف كوخافي بمرافقة أحد مرؤوسيه السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، آفي بالوت".
وأوضح أن "مصادر دبلوماسية إسرائيلية
وسعودية ذكرت أن اجتماع نتنياهو مع ابن سلمان سار بشكل جيد، وفيما يتعلق بإيران
ربما اتفق الاثنان وجها لوجه، السعوديون قلقون أكثر من الإسرائيليين من أن الرئيس
المنتخب جو بايدن قد يعيدهم لأيام إدارة باراك أوباما، ويخفف العقوبات عن إيران،
ويجدد المفاوضات النووية مع طهران، ولذلك أرادا التأكيد له أنهما على نفس الوجهة،
ويقدمان لأعضاء إدارة بايدن كجبهة موحدة".
وأكد أن "إسرائيل تأمل ألا تفكر الولايات
المتحدة بالعودة للاتفاق النووي الذي تخلت عنه قبل عامين، وهو الاتفاق الذي يعتبره
نتنياهو كارثة تاريخية لأمن إسرائيل القومي، وأمن الشرق الأوسط بأكمله، مع العلم
أن اجتماعهما، الذي استمر في مجمله أقل من ساعتين بقليل، لتطبيع العلاقات
الإسرائيلية السعودية، دون اختراق جدي، مع العلم أن السعوديين راضون عن علاقاتهم
الوثيقة الحالية، لكنهم يفضلونها سرية".
وختم بالقول إن "لقاء نتنياهو مع ابن
سلمان تزامن مع إطلاق الحوثيين صاروخا على حقل نفط سعودي قرب مدينة جدة، دون أن
يعلموا أن نتنياهو موجود في الحي، لكن هذا الصاروخ مثال ممتاز على حقيقة أن تغيير
الحرس في واشنطن يخلق مناخا خطيرا للغاية وغير مستقر في الشرق الأوسط، على أمل
أن تنتهي هذه المرحلة دون تصعيد على أي جبهة عسكرية".