صحافة دولية

MEE: تعاظم الخشية من تحرك ترامب ضد إيران قبل انتهاء ولايته

ترامب طلب الأسبوع الماضي تقييماً للخيارات العسكرية فيما لو أراد توجيه ضربة ضد إيران- جيتي
ترامب طلب الأسبوع الماضي تقييماً للخيارات العسكرية فيما لو أراد توجيه ضربة ضد إيران- جيتي

سلط تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، الضوء على ارتفاع حدة التوتر بين إيران، وإدارة الرئيس منتهي الولاية، دونالد ترامب، وسط مخاوف من إقدام الأخير على تنفيذ عمل عسكري ضد طهران قبل انقضاء ولايته في مطلع العام القادم.

وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" إن التوترات والتوقعات تتعاظم بينما تبدأ عملية نقل السلطة في واشنطن، خاصة في وقت يتوقع فيه أن تبادر الإدارة الجديدة إلى التراجع عن حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتمثلة بممارسة الحد الأقصى من الضغط على إيران والعودة إلى صفقة النووي معها.


وبحسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، طلب ترامب في الأسبوع الماضي تقييماً للخيارات العسكرية فيما لو أراد توجيه ضربة ضد المرافق النووية الإيرانية، بالمقابل، حذرت إيران من أنها ستقوم برد فعل ساحق ماحق لو تعرضت للهجوم.


ويوم الثلاثاء قالت مراسلة موقع "ميدل إيست آي" إن المسؤولين الإيرانيين، والذين باتوا قلقين من أن يجر ترامب المنطقة إلى حرب مفتوحة قبيل مغادرته، وجهوا تعليمات إلى حلفائهم العراقيين بوقف الهجمات على القوات والمصالح الأمريكية.

 

اقرأ أيضا: أكسيوس: اسرائيل تستعد لضربة أمريكية ضد إيران

لم يبق لترامب سوى أسابيع قليلة ويغادر البيت الأبيض، ولذلك يخشى كثيرون من أنه قد يأمر بشن هجوم على إيران، الأمر الذي سيعقد الأمور ويصعبها على الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب جو بايدن. بحسب الموقع البريطاني.


إنه ممكن


ولا يستبعد الموقع أن يحصل الهجوم، وخاصة في حالة شخص مثل ترامب لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يقدم عليه، كما يقول المحللون.


ويقول رايان كوستيلو، مدير السياسة في المجلس الوطني الأمريكي الإيراني: "أعتقد أنه ممكن، وهناك مؤشرات مقلقة تدل على ذلك." مشيراً في هذا الصدد إلى زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو الأخيرة إلى الشرق الأوسط حيث أجرى محادثات مع قادة المعسكر المعادي لإيران، بما في ذلك – لو صح ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية – عقد لقاء مشترك مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو.


ولكن، كما يقول كوستيلو، سيكون الهجوم على المرافق النووية الإيرانية "مشروعاً ضخماً" من الناحيتين اللوجستية والسياسية، ولا يملك ترامب من الوقت ما يسعفه.


ويضيف: "ثم عليك أن تتهيأ لانتقام إيران التي تملك ترسانة كبيرة من الصواريخ التي بإمكانها أن تصل إلى المملكة العربية السعودية بشكل خاص والقواعد الأمريكية المتناثرة في أرجاء المنطقة. ولذلك فإنها ستكون خطوة في منتهى الخطورة".


وللمفارقة، يأتي الحديث عن ضربة محتملة ضد إيران بينما يدفع ترامب باتجاه سحب القوات الأمريكية من أفغانستان وخفض التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة بشكل عام.


ويقول عماد حرب، مدير البحث والتحليل في المركز العربي بواشنطن العاصمة إن ثمة عوامل من شأنها تحفيز ترامب على ضرب إيران خلال الأسابيع القادمة، ومنها أن يخلف من بعده إرثاً يحسب له كرئيس عاقب الجمهورية الإسلامية، وأن يحول دون تمكين بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي، وأن يقدم هدية موادعة لنتنياهو.


ويضيف حرب في تصريح لموقع ميدل إيست آي: "ثمة احتمالات بأن يحدث ذلك وكذلك احتمالات بألا يحدث – وليست كل الاحتمالات بالضرورة متعلقة أو مرتبطة بترامب نفسه".

 

ويتابع: "إن السياسيين والمسؤولين العسكريين الأمريكيين وكذلك عامة الجمهور في الولايات المتحدة يحذرون من احتمال نشوب الحرب في الشرق الأوسط، ويخشون من أن ينجم عن توجيه ضربة لإيران اندلاع صراع مفتوح".

 

ويتنبأ حرب بأن القادة العسكريين في الولايات المتحدة سوف يقاومون أمراً بشن الهجوم على إيران، وبشكل خاص عندما يجيء مثل هذا الأمر في الأيام الأخيرة من عمر الإدارة.


تحذير البنتاغون


ونشرت صحيفة نيويورك تايمز في الأسبوع الماضي تقريراً يفيد بأن مستشاري ترامب، بمن في ذلك القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميلر وكبير الجنرالات مارك ميلي أقنعوه بالتخلي عن فكرة توجيه ضربة لمرفق نووي إيراني.


وكان ميلر قد خلف مارك إسبر الذي طرد من منصبه هو وبعض كبار المسؤولين في البنتاغون (وزارة الدفاع) مما عزز المخاوف بأن ترامب قد يخطط لأمر غير معهود – بما في ذلك احتمال شن هجوم على إيران أو الدفع بالعسكر للتدخل في الشؤون السياسية الأمريكية.

 

اقرأ أيضا: MEE: طهران توعز لفصائل عراقية بوقف هجماتها ضد الأمريكيين

وعادة ما يتجنب الرؤساء في الأيام الأخيرة من وجودهم في المنصب بدء صراعات تستمر إلى ما بعد انقضاء فترتهم، ولكن ترامب أثبت أنه شخصية سياسية تتحدى ما هو متعارف عليه. فحتى الآن لم يقبل نتائج الانتخابات ولم يعترف بالهزيمة أمام بايدن في التنافس على الرئاسة.


وأقرت إدارة الخدمات العامة، وهي وكالة مستقلة تساعد في إدارة الحكومة الفيدرالية، الاثنين، بفوز بايدن وأعلنت عن بدء عملية نقل السلطة بشكل رسمي.


وعلى الرغم من خسارته في الانتخابات، سوف يحتفظ ترامب بكامل صلاحيات الرئيس حتى يتم تنصيب الرئيس الجديد يوم العشرين من يناير / كانون الثاني، ويشمل ذلك موقعه كقائد أعلى للقوات المسلحة الأمريكية.


ومع ذلك، فإن من المتوقع أن يسعى القادة العسكريون ومسؤولو الأمن القومي، الذين يتم في العادة استشارتهم قبل اتخاذ قرارات كبيرة، إلى إقناع ترامب بعدم التسرع في اتخاذ إجراء عسكري.


وكان الرئيس الأمريكي قد أصدر، ثم ألغى، في العام الماضي أمراً بالهجوم ضد إيران، وأوقف المهام العسكرية قبل دقائق فقط من الموعد الذي كان مقرراً لبدئها.


وفي وقت مبكر من عام 2020، أمر ترامب بشن ضربات جوية نجم عنها قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد بعد تصاعد التوترات التي نجمت عن شن هجوم على قاعدة عسكرية أمريكية نفذته ميليشيات مدعومة من قبل طهران.


وكان الديمقراطيون قد بذلوا جهداً داخل الكونغرس للحيلولة دون أن يصدر ترامب أمراً بالهجوم على إيران، ثم ما لبث أن استخدم حق النقض الرئاسي ضدهم.


فيما عدا الاعتبارات المحلية، ينبغي على الرئيس الأمريكي المغادر، كما يقول حرب، أن يأخذ بالاعتبار كيف سيكون رد فعل حلفاء أمريكا على الهجوم ضد إيران.


أما شركاء واشنطن في الخليج، الذين يحذرون بايدن من العودة إلى صفقة النووي، فقد يهللون لحملة "ضغوط الحد الأقصى" التي يشنها ترامب، ولكنهم يدركون العواقب المحتملة للصراع العسكري بين الولايات المتحدة وإيران، كما يقول حرب، الذي يضيف: "نعم، قد تكون بلدان الخليج شغوفة بما يمكن لترامب أن يمنحهم إياه، وهم في غاية السعادة لإبرام صفقات جديدة مع إسرائيل. ولكن هل تظنهم يشجعون على شيء كهذا؟ لأن أول شيء من المحتمل أن يحدث هو أن يكونوا هم أنفسهم في مرمى الهجوم الإيراني المضاد."


المزيد من العقوبات

 

ويحاول ترامب سياسياً إعاقة أي محاولة في المستقبل للعودة إلى الصفقة من خلال مراكمة عقوبات جديدة على إيران وكياناتها وأفرادها الذين هم أصلاً رهن العقاب.

 

وكانت إيران قد قامت بموجب صفقة النووي بتقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة على اقتصادها.


ومنذ أن غادرت الولايات المتحدة الاتفاق متعدد الأطراف في مايو / أيار من عام 2018، لم تتوقف الإدارة الأمريكية عن وضع الشركات والبنوك والمسؤولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين على القائمة السوداء.

 

اقرأ أيضا: صحيفة تكشف تفاصيل إضافية حول لقاء نتنياهو وابن سلمان

وفي الشهر الماضي، على سبيل المثال، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية قائمة عقوبات "مكافحة الإرهاب" ضد الكيانات الإيرانية.


يرى كوستيلو أن الغاية من العقوبات الجديدة هي زيادة التكلفة السياسية على بايدن فيما لو قرر العودة إلى صفقة النووي مع إيران.


ويضيف: "ليس ملزماً قانونياً لإدارة بايدن، ولكنه سيكون ملزماً لها سياسياً حيث سيشعرون بأنه يصعب على الإدارة الجديدة إثبات أنه ينبغي إسقاط العقوبات التي تستهدف مكافحة الإرهاب فقط من أجل العودة إلى صفقة النووي".


يقول سامي شيتز الذي شغل منصب نائب مدير حملة بايدن في أيوا إن ترشيح الرئيس المنتخب لطوني بلينكن لمنصب وزير الخارجية يؤشر على تأكيد الإدارة القادمة على الدبلوماسية.


ويقول شيتز في تصريح لموقع ميدل إيست آي: "لم تكن اتفاقية النووي مثالية، ولكنها أوقفت البرنامج النووي الإيراني دون إطلاق رصاصة واحدة. وكل ما فعله انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق هو تصليب مواقف المتشددين في إيران، وهم الذين يتطلعون إلى مواجهة مع الولايات المتحدة. وكان الرئيس المنتخب جو بايدن ومع السيد بلينكن قد صرحا مراراً وتكراراً بأنه يتوجب علينا العودة إلى صفقة النووي."

التعليقات (1)
لا مبرر
الخميس، 26-11-2020 01:30 ص
لا مبرر للخوف، فايران عرفت كيف تروض اميركا، بالاضافة أن الاشخاص حول ترمب لا يملكون الجرأة، بل هم جبناء تجاه ايران ولن ينصحوا ترمب بأي خطوة تجاه ايران، وبعد ان سلمت اميركا العراق لإيران، عرفت ايران كيف تروض الاميركان بالسوط والسياسة وعاملت اميركا كحمار تارة بالعصا وتارة بالجزرة، وتعليقي ليس ضغينة لدولة ضد دولة لكنه توصيف للواقع فحسب.