ملفات وتقارير

4 نقاط اشتباك بحرية محتملة بين أمريكا وروسيا (خرائط)

للبحر الأسود حساسية خاصة، وهو ما دفع روسيا لخوض مغامرات عسكرية في جورجيا (2008)، وأوكرانيا (2014)- روسيا اليوم
للبحر الأسود حساسية خاصة، وهو ما دفع روسيا لخوض مغامرات عسكرية في جورجيا (2008)، وأوكرانيا (2014)- روسيا اليوم

أعاد الصدام الأخير بين الولايات المتحدة وروسيا في بحر اليابان  (بحر الشرق) القلق إزاء وقوع حرب بين أكبر قوتين نوويتين في العالم، وأثار تساؤلات حول سيناريوهاتها المحتملة.

ولم يكن ذلك الحادث الأول من نوعه في الآونة الأخيرة، وتشير المواقع التي شهدت تحركات عسكرية بحرية من الجانبين إلى نقاط الاشتباك المحتملة بينهما، فضلا عن الجبهة البرية المحصورة، حاليا، بالحدود بين روسيا وأوروبا.

وتستعرض "عربي21" تاليا النقاط الأربع البحرية الأساسية التي يمكن أن تشهد صداما بين الجانبين، استنادا إلى الحوادث والتحركات التي تم رصدها في الآونة الأخيرة.

البحر الأسود

يشكل البحر الأسود حساسية خاصة لروسيا، وهو ما دفعها إلى خوض مغامرات عسكرية في جورجيا (2008)، وأوكرانيا (2014)، اللتين خرجتا من عباءة موسكو وانحرفتا غربا.

وأقدمت موسكو على خطوة غير مسبوقة بأن أعلنت إجراء استفتاء في شبه جزيرة القرم، الأوكرانية، انتهى بضمها إلى الأراضي الروسية من جانب واحد، وهي البقعة الأهم استراتيجيا في حوض البحر الأسود.

 

ورغم تلميح الأوروبيين باستيائهم من عدم اتخاذ الولايات المتحدة خطوات حاسمة لوقف التحركات الروسية، وتوجههم لإنشاء جيش خاص بهم خارج إطار حلف "الناتو" الذي يجمعهم بواشنطن، إلا أن الأخيرة في واقع الأمر لم تتجاهل المنطقة بحسب تقرير لموقع "بزنس إنسايدر".

 

اقرأ أيضا: هكذا تغير انتشار أمريكا العسكري حول العالم خلال عقد (خريطة)

وتجري الولايات المتحدة في إطار "الناتو" مناورات مشتركة مع الجانب الجورجي في مياه البحر الأسود، كما تجول العديد من القطع البحرية الأمريكية في المنطقة بشكل مستمر، بالتعاون مع أعضاء آخرين في الحلف.

 

وفي الواقع فإن جميع الدول التي تتقاسم مع روسيا مياه البحر الأسود، إما تتمتع بعضوية الناتو (تركيا، بلغاريا، رومانيا)، أو تسير على درب الالتحاق بالحلف (جورجيا، أوكرانيا).



ونهاية آب/ أغسطس الماضي، وقع حادث غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة في أجواء البحر الأسود، حيث اعترضت مقاتلة روسية قاذفة أمريكية من طراز B52، وقالت واشنطن إن عملية الاعتراض كانت في غاية الخطورة، فيما ردت موسكو بالتأكيد على دفاعها عن أجوائها.

وبضمها للقرم، باتت حدود روسيا البحرية مجاورة لتلك الخاصة برومانيا، عضو الناتو، ما يزيد من الاحتكاك بين موسكو وواشنطن، بحسب تقرير لمعهد أبحاث السياسات الخارجية.

 


بحر البلطيق

تشكل منطقة البلطيق نقطة اشتباك ساخنة بين الناتو وروسيا، حيث تنشر الأخيرة قدرات عسكرية كبيرة، فيما ينفذ الحلف عملية مستمرة لمراقبة الأجواء، ويكثف كلا الطرفين مناوراتهما العسكرية بحرا وجوا وبرا في المنطقة.

وتحاول واشنطن محاصرة موسكو في المنطقة، إذ فرضت عقوبات، مؤخرا، على مشروع طموح لإيصال الغاز الروسي عبر مياه البحر إلى ألمانيا.

ولم تستثن العقوبات الأمريكية الحليف الألماني، رغم عضوية برلين في "الناتو"، وهي خطوة غير مسبوقة في العلاقات بين ضفتي الأطلسي.

 



ويتبادل الجانبان الاتهامات بعسكرة المنطقة وتحويلها لبؤرة حرب محتملة، ونتج عن ذلك أن أعلنت السويد، في آب/ أغسطس الماضي، رفع الجاهزية العسكرية لمواجهة احتمال انزلاق المنطقة إلى مواجهة مباشرة، مع بلوغ التوتر مستوى غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة، بحسب تقرير للمركز الدولي للدفاع والأمن.

وبالتزامن مع حادث الاعتراض "الخطير" للقاذفة الأمريكية في أجواء البحر الأسود، أجرت مقاتلة روسية اعتراضا مشابها لقاذفة أمريكية من الطراز ذاته (B52) في أجواء البلطيق، مخترقة أجواء الدنمارك، عضو تحالف الناتو.

وبحسب تقرير لمؤسسة "هيريتيج"، فإن ثلاث جزر رئيسية في البلطيق تشكل "مفتاحا" لأمن المنطقة، وبالتالي تهديدا من وجهة النظر الروسية، حيث تضمن للناتو سيطرة على عموم البحر، وهي: ألاند (فنلندا) وغوتلاند (السويد) وبورنهولم (الدنمارك).

 

 

طريق القطب الشمالي

وقعت في الآونة الأخيرة العديد من الحوادث التي سلطت الضوء على السباق المحموم للسيطرة على موارد القطب المتجمد الشمالي، مع تسارع ذوبان جليده بفعل التغير المناخي.

ويتصاعد عاما بعد آخر الخلاف بين الدول التي تحظى بسيادة على أجزاء من القطب إزاء ترسيم الحدود وتحديد المناطق الاقتصادية الخاصة بكل منها، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، إلى جانب كندا والدنمارك والنرويج.

 

اقرأ أيضا: "كاسحات جليد نووية" تؤجج صراع أمريكا و"خصومها" على القطب

 



وعند أقرب نقطة بين البر الروسي وولاية ألاسكا الأمريكية، وهي بوابة ضيقة ووحيدة للقطب الشمالي من جهته الشرقية، وقعت مؤخرا عدة حوادث مثيرة للقلق، حيث اعترضت مقاتلة أمريكية قاذفتين روسيتين من طراز "تو95"، في حزيران/ يونيو الماضي. ووقعت عدة حوادث مشابهة خلال العام الماضي، بحسب تقرير لموقع "ميليتاري تايمز".

 

وفي آب/ أغسطس، طفت على السطح غواصة روسية غير بعيد عن مياه الولايات المتحدة، خلال مشاركتها في تدريبات عسكرية، فيما أنشأت موسكو مؤخرا قاعدة عسكرية على جزيرة "كوتيلني"، قبالة سيبيريا الشرقية، في إطار مشروع لعسكرة العديد من جزر المنطقة، بحسب تقرير لموقع مجلة "بوليتيكو".

 


بحر اليابان (بحر الشرق)

ظهر بحر اليابان (بحر الشرق) كبؤرة توتر أخرى خلال هذا الأسبوع، إثر دخول المدمرة الأمريكية "جون ماكين" مياه خليج بطرس الأكبر، قبالة البر الروسي.

وتؤكد موسكو سيادتها على تلك المياه "تاريخيا وقانونيا"، فيما قالت واشنطن، إثر الحادث، إنها تعمل على مواجهة ذلك "الادعاء"، مؤكدة عدم اعترافها به.

وسلط تقرير لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الضوء على خطورة الحادث، واعتبرت أنه مقدمة لمواجهة خشنة بين الجانبين في المنطقة، لا سيما وأن المدمرة اخترقت المياه "الروسية" بواقع كيلومترين اثنين، فيما أكد الأسطول الأمريكي السابع، المنتشر في المنطقة، عزمه على مواصلة "العمل على تأمين حرية الملاحة في بحر اليابان"، ما يشي بأن المزيد من التوترات ستحدث قريبا.

 

اقرأ أيضا: ميزانية البنتاغون 2021.. تصعيد نووي واستهداف لـ"منافسين"

 

ويربط الخليج بين روسيا وشبه الجزيرة الكورية، بحرا، كما يحاصر موانئ روسيا الشرقية، التي تستخدمها موسكو للوصول إلى الصين وجنوب شرق آسيا، فضلا عن منفذ "هونتشون" الصيني، الوحيد وذي الأهمية الاستراتيجية الكبيرة في المنطقة، ومشاريع بحرية أخرى تنفذها بكين في كوريا الشمالية.

 



 

التعليقات (0)