هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أظهرت الصين نشاطا كبيرا على صعيد إنتاج اللقاحات الخاصة بها، بعد
الإعلان عن وصول شحنات من لقاح كورونا إلى إندونيسيا، والتي أنتجتها شركة
"سينوفاك" للأدوية، استعدادا للتلقيح الجماعي للمواطنين.
ولم ينته اللقاح من المرحلة الأخيرة لكن الصينيين تحدثوا عن نجاحات
حققتها التجارب بنسب عالية، ورغم ذلك بدأت دول حول العالم بشراء هذه اللقاحات.
وتعمل اللقاحات الصينية، من خلال الطريقة
التقليدية باستخدام جزيئات فيروسية ميتة، لتعريض النظام المناعي في الجسم وتشجيعه
على مهاجمته دون حدوث رد فعل خطير.
على خلاف اللقاحات الأمريكية التي تعتمد على
الحمض الريبوزي، عبر حقن شيفرة جنينية لفيروس كورونا، وتدريب الجسم على مهاجمتها.
وقال
البروفيسور المساعد، لويو داهي، من جامعة نانيانغ التكنولوجية لبي بي سي: "لقاح كورونافاك (الصيني) يعتبر طريقة أكثر تقليدية يتم استخدامها بنجاح في
عدة لقاحات مشهورة".
وأضاف
البروفيسور: "لقاحات الحمض النووي الريبوزي تعتبر نوعا جديدا من اللقاحات
وليس هناك (حاليا) مثال ناجح على استخدام هذه اللقاحات بين البشر".
ومن
الناحية النظرية، تكمن إحدى مزايا لقاح سينوفاك الرئيسية في إمكانية تخزينه في
ثلاجة عادية في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، مثل لقاح أكسفورد،
المصنوع من فيروس تم تعديله وراثيا ويسبب نزلات البرد الشائعة لدى قرود الشمبانزي.
يصعب تحديد درجة فعالية اللقاح في هذا الوقت.
وحسب الدورية العلمية "ذي لانسيت"، فإننا لا نحصل حاليا سوى على معلومات
مستقاة من تجارب المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من لقاح "كورونافاك".
وقال زهو فينشي، أحد معدي الورقة البحثية، إن
هذه النتائج المستقاة من 144 مشاركا في المرحلة الأولى من التجارب و600 مشارك في
المرحلة الثانية من التجارب تعني أن اللقاح "صالح للاستخدام الطارئ".
وبدأت الشركة المرحلة الأخيرة من التجارب في
البرازيل التي سجلت ثاني أعلى حالات الوفيات من جراء الوباء في العالم، في أوائل
شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي. وتم وقف هذه التجارب لفترة قصيرة في تشرين الثاني/نوفمبر
بعد وفاة أحد المتطوعين، لكنها استأنفت نشاطها بعدما اتضح أن الموت لا علاقة له
باللقاح.
وسيكون بإمكان شركة سينوفاك إنتاج 300 مليون
جرعة في السنة في منشأتها الممتدة على مسافة 20 ألف متر مربع، حسب رئيس الشركة في
تصريح لقناة CGTN الناطقة باللغة الإنجليزية.
وقالت "بي بي سي" إن الممرضين
والممرضات في مدينة يوان، يبيعون اللقاح مقابل 60 دولارا أمريكيا. وقالت شركة في إندونيسيا إن اللقاح
سيكلف 13.60 دولارا.
وهذا أعلى بكثير من لقاح أكسفورد الذي يكلف 4
دولارات للجرعة. لكن اللقاح الصيني أرخص من لقاح شركة موديرنا الذي حُدِّد سعره في
33 دولارا للجرعة.
من جانبها أعلنت الإمارات تسجيلها رسميا لقاح
"سينوفارم" الصيني، مؤكدة أن النتائج الأولية أظهرت فعاليته بنسبة 86%.
وقالت إنها سجلت اللقاح رسميا، وذلك بعد أن
وافقت على الاستخدام الطارئ لبعض الفئات قبل أشهر. وكشفت وزارة الصحة أن
البيانات أظهرت عدم وجود مخاوف متعلقة بسلامة اللقاح على جميع متلقيه.
وقالت الإمارات، وهي من بين 10 دول تختبر فيها
سينوفارم لقاحها، إنها راجعت تحليلاً مؤقتًا لبيانات من التجارب السريرية
المتأخرة التي أجرتها شركة سينوفارم والتي أظهرت أيضًا أن اللقاح كان فعالًا بنسبة
100 في المائة في الوقاية من الحالات المتوسطة والشديدة من المرض، وأضافت أنه لا
توجد مخاوف جدية تتعلق بالسلامة.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى
أن اللقاحات الصينية تفتقر إلى المعلومات حول تطويره، فيما لم تعلن الإمارات عن
تفاصيل دقيقة بشأن التجارب، وقالت بيات كامبمان، مديرة مركز اللقاحات في مدرسة
لندن للصحة والطب الاستوائي: "الشيطان يكمن في التفاصيل. من الصعب للغاية
الحكم على هذا دون معرفة عدد القضايا. الشيء الرئيسي هو أن نتائج التجارب يجب أن
تكون علنية".
ووصف جين دونغيان، عالم الفيروسات بجامعة هونغ
كونغ، المعلومات التي أعلنت عنها أبوظبي الإمارات بأنها "متواضعة"،
قائلاً إن هناك حاجة إلى مزيد من الشفافية من صانع اللقاح.
وتابع جين: "إذا صنعوا كل شيء سرا، مثل
الصندوق الأسود، فلن يساعد ذلك. هذا من شأنه أن يؤدي فقط إلى الارتباك وعدم الثقة
ويمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية".
وفي سياق متصل، أقرت السعودية موافقتها على تسجيل لقاح فايزر-بيونتيك لفيروس كورونا المستجد في المملكة بعد تقدم الشركة بطلب لذلك وتقديمها البيانات الخاصة باللقاح، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأعلنت الهيئة العامة للغداء والدواء السعودية، الخميس، موافقتها على تسجيل اللقاح لتتمكن بعد ذلك الجهات الصحية في المملكة من استيراده واستخدامه.
وقامت الهيئة بتقييم بيانات فاعلية اللقاح وسلامته التي توضحها التجارب والدراسات السريرية، كما كشفت أنها قامت بالتحقق من جودة اللقاح من خلال مراجعة البيانات العلمية التي تبيّن جودة التصنيع وثباتية المنتج.
وانضمت السعودية إلى البحرين التي وافقت بدورها، الجمعة الماضي، على الاستخدام الطارئ للقاح فايزر-بيونتيك، لتصبح بذلك ثاني دولة عربية تعطي الضوء الأخضر لاعتماده.