هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا لمحمد الأمين، قال فيه إن المؤسسة العسكرية السودانية استبعدت الحكومة المدنية من الموافقة على منح موسكو قاعدة عسكرية على البحر الأحمر واستقبال وفد إسرائيلي.
وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن القرارين يزيدان من التوتر داخل الحكومة المشتركة بين العسكريين والمدنيين مما يزيد من المخاطر على عملية التحول الديمقراطي.
وقال إن التحركين في مجال السياسة الخارجية صادقت عليهما المؤسسة العسكرية وأثارا أسئلة بين أعضاء الحكومة المدنية ومؤيديها الذين قالوا إنهم لم يعرفوا عن المبادرتين ولا يملك الجيش التفويض لهما.
ويأتي هذا التطور وسط تحذيرات الأمم المتحدة التي قالت إن القوى السياسية في السودان متشرذمة والاقتصاد في حالة اضطراب.
ويقول كمال بولاد، أحد أعضاء قوى الحرية والتغيير البارزين إن الجيش "اختطف موقع اتخاذ القرار" و"لا توجد شفافية في حكم البلد".
في حين يقول الناشطون مثل بولاد إن هذه إشارة على أن الجيش وبعد 18 شهرا من الإطاحة بنظام عمر البشير لم يتخل إلا عن القليل من سلطته، مما يضع علامات استفهام حول عملية التحول الديمقراطي والانتخابات في السنوات المقبلة.
ويثير هذا صدى عن ثلاثة عقود من الحكم الديكتاتوري الذي ترك البلاد منعزلة ومنبوذة من الغرب. كما أن غياب الشفافية قد يعرقل جهود إنعاش الاقتصاد الذي عانى من سوء الإدارة والفساد والعقوبات
الأمريكية.
اقرأ أيضا : أكسيوس: ضغط إسرائيلي بالكونغرس لإنقاذ "تطبيع الخرطوم"
وأضاف التقرير: "ربما كان هذا نذير عدم استقرار لبلد تحاول الولايات المتحدة التعاون معه كحليف جديد في منطقة القرن الأفريقي المضطربة وتعيش فيه حركة احتجاج حية وجماعات مسلحة قوية".
وأعلنت روسيا هذا الأسبوع أنها وقعت النسخة النهاية من معاهدة لاستخدام قاعدة على البحر الأحمر لربع قرن، بشكل يوسع مدى التأثير الروسي في المنطقة.
وقال وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين إنه لم يتلق أي نسخة من الاتفاق. وقال بولاد: "اتفقنا على بناء علاقات متوازنة مع الكتل الإقليمية والدولية المختلفة" واستقبال قاعدة عسكرية روسية قد يؤثر على هذا التوازن.
وقبل أيام من هذا الإعلان انتقد وزير الإعلام فيصل محمد صالح الجيش السوداني لاستقباله وفدا إسرائيليا في تشرين الثاني/نوفمبر والذي لم يعرف بزيارته.
ووافق رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في تشرين الأول/أكتوبر على تسوية مع الاحتلال بعد ضغوط أمريكية، لكن العناصر المدنية والعسكرية عبرت عن مواقف متناقضة حول طريقة التطبيع وسرعته.
وحدثت خلافات أخرى بين الجانبين المدني والعسكري بشأن تشكيل ما أطلق عليه مجلس المشاركة الانتقالي والذي رفضه حمدوك والتأخير في تشكيل برلمان مؤقت ومستقبل الشركات التي يسيطر عليها الجيش.
ومن جانبه أخبر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ضباطا في حفلة تخرج قائلا إن القادة الانتقاليين فشلوا بتحقيق مطالب الثورة.
ويرى كاميرون هدسون، من المجلس الأطلنطي أنه "لو استمر القطاع الأمني بتعزيز سيطرته على مراكز القوة الرئيسية والتي تولد الموارد في البلد"، "فمن الصعب تخيل مستقبل تسيطر فيه القيادة المدنية وبالمطلق على البلاد".