ملفات وتقارير

فيلم "المسألة الكبرى".. عندما أراد صدام جلب هوليوود إلى بغداد

تقول "التلغراف" إن الهدف من الفيلم كان إثارة الشعور القومي وربط حزب البعث بثورة عام 1920 ضد الاحتلال البريطاني- أرشيفية
تقول "التلغراف" إن الهدف من الفيلم كان إثارة الشعور القومي وربط حزب البعث بثورة عام 1920 ضد الاحتلال البريطاني- أرشيفية

يستذكر الكاتب السينمائي البريطاني، العراقي الأصل، لطيف جريفاني، إطلاق الرئيس الراحل صدام حسين مسيرة لجلب "هوليوود" إلى ضفاف نهر دجلة.

 

ففي الذكرى السنوية الأربعين لبدء تلك المساعي، التي لم تكلل بالنجاح جراء الحروب التي خاضتها وتعرضت لها البلاد لاحقا، تحدث "جريفاني" عن كواليس إنتاج فيلم "المسألة الكبرى"، أو كما أطلق عليه بنسخته الإنجليزية "صراع الولاءات".

 

وشكل الفيلم باكورة طموح الزعيم الشاب آنذاك، وأنفق عليه ملايين الدولارات، وظهرت عليه بصمته الشخصية.

 

ونقل تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية عن جريفاني قوله: "كان صدام حسين متحمسا جدا لجعل العراق مركزا عالميا للإنتاج السينمائي، وقال له صديقنا في بغداد إن لغة المال هي السبيل لتحقيق ذلك، فكان رد الرئيس العراقي السابق: أنفق مهما تكلف الأمر.. فربما كان صدام يعتقد أن بغداد يمكن أن تصبح ذات يوم بوليوود على نهر دجلة".

 


وأضاف قائلا: "إن صراع الولاءات كان أول فيلم في قائمة ضمت مجموعة أفلام كبيرة كان من المزمع إنتاجها في العراق".

 

وأوضح أن أحداث فيلم صراع الولاءات تدور في العراق في عشرينيات القرن الماضي عندما لقي ضابط بريطاني حتفه.

 

ومضى يقول: "أدى دور الشخصية البريطانية الرئيسية في الفيلم أوليفر ريد وجميع أدوار البريطانيين أداها ممثلون بريطانيون، في حين أدى كل أدوار العراقيين ممثلون عراقيون".


وقال لطيف جريفاني إنه بدأ بتصوير الفيلم في العراق في أوائل عام 1980 وسار الإنتاج على نحو جيد حتى اندلعت الحرب العراقية الإيرانية.

ورغم التوقف المتكرر وتعطل التصوير، والتحاق ممثلين بالمعارك، وتوقف النقل الجوي، وغيرها من العقبات، تواصل العمل في نهاية المطاف، وتم إنتاج الفيلم، وعرض على شاشات السينما عام 1983.

 

لكنه لم يوزع في الغرب رغم المشاركة البريطانية، ولم يصنع جريفاني فيلما آخر لصدام بعد ذلك.

 

اقرأ أيضا: MEE: هكذا أحيا "أرطغرل" المخيّلة الإسلامية

 

وفي موقع التصوير، جلبت الحرب تعقيدات أخرى حيث كان لا بد من إعادة تصوير بعض المشاهد بعد اختفاء ممثلين محليين فجأة.


وقال روجر ماكدونالد، الذي شارك في تصوير الفيلم: "بدأنا مشهدا مع ممثل عراقي وفي اليوم الثاني أو الثالث اختفى فجأة فقد تم استدعاؤه للجيش".

 

وأضاف قائلا: "ثم بعد 3 أو 4 أسابيع تلقينا رسالة تفيد بأن الممثل المسكين قد قُتل".

 

وفي تلك الأثناء كان أوليفر ريد قد سافر إلى العراق مع صديقته البالغة من العمر 17 عاما، والتي أصبحت زوجته الثانية، فضلا عن مشكلته مع معاقرة الخمر.

 

ويتذكر ستيفان تشيس كيف كان "أولي" يستلقي في كثير من الأحيان مخمورا بجوار حمام سباحة الفندق، أو كيف كان يتدلى من شرفة الفندق أو ببساطة يفتعل مشاجرة. 

 

ويتذكر جريفاني قائلا: "ذات يوم كان أولي في المطعم حيث حصل على زجاجة نبيذ فارغة وقام بالتبول فيها، ثم طلب من النادل إرسال الزجاجة إلى الطاولة المجاورة مرفقة بتحياته، فكيف كانت النتائج؟ طاولة مقلوبة ولكمات كثيرة، وأمر من الحكومة العراقية بطرد ريد وقد تم التراجع عن الأمر لاحقا".


ويقول أحد زملائه: "كان أولي سلاح دمار شامل". لكن ريد لم يكن الممثل الوحيد الذي أثار المشاكل.

لكن ماذا حدث للفيلم في النهاية؟ لقد تم عرضه في العديد من المهرجانات السينمائية لكنه لم يبرم أي اتفاق لتوزيعه.


ومن المحتمل جدا ألا يكون قد شاهده أكثر من بضع مئات من الأشخاص، ثم عندما غزا صدام الكويت عام 1990 مات أي أمل في توزيعه.

 

واليوم توجد النسخة الوحيدة المعروفة للفيلم في مرآب جريفاني في منطقة سَري البريطانية.

 

هل هي جيدة؟ يقول جريفاني: "كان من الممكن أن يكون الأمر كذلك، كان فندق أولي رائعا للغاية، وكان جيمس بولام عظيما، لكن المخرج لم يكن من ذوي الخبرة في تصوير الأفلام وللأسف، كان من الممكن أن يكون أفضل بكثير".

 

وبعد كل هذه السنوات كيف ينظر جريفاني لتجربة صناعة فيلم لصدام حسين؟ يقول جريفاني: "اليوم، وبعد كل هذه السنوات يمكن للمرء أن يجلس ويقول إنه كان هناك قدر كبير من المرح، ولكن في الواقع لم يكن الأمر كذلك".


وتقول صحيفة التلغراف إن الهدف من ذلك الفيلم كان إثارة الشعور القومي وربط حزب البعث العراقي بثورة عام 1920 ضد الاحتلال البريطاني.

التعليقات (0)