أعاد
النظام السوري اللواء أحمد بلول إلى منصبه
قائدا للقوى الجوية والدفاع الجوي، بعد فترة وجيزة من إحالته للتقاعد، في سابقة لم
يشهدها جيش النظام السوري من قبل.
وفي التفاصيل، أكد الخبير العسكري
والاستراتيجي، العقيد الطيار أديب عليوي، لـ"عربي21"، أن النظام أعاد
بلول إلى منصبه، وذلك على الرغم من استنفاده كل الفرص للبقاء في منصبه.
وأوضح أن بلول (66 عاما) استكمل كل سنوات
التمديد، وتمت إحالته للتقاعد في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد وصوله للسن
القانوني (62 عاما)، وتم تعيين اللواء حسان علي مكانه، غير أن النظام أعاد بلول
إلى منصبه، قبل أيام.
وعزا عليوي قيام النظام بذلك إلى سببين: الأول
علاقة بلول القوية بإيران أبرز حلفاء النظام السوري، موضحا أن "طهران ضغطت
على النظام في سبيل إعادة بلول إلى منصبه، لتبقى متحكمة بسلاح جو النظام، إلى جانب
منظومات الدفاع الجوي التابعة للنظام السوري".
وقال: إن جيش النظام السوري بات منقسماً في
الولاء بين
إيران وروسيا، ويبدو أن إعادة بلول إلى منصبه يأتي ضمن هذه الحسابات،
إذ تولي طهران أهمية بالغة لسلاح الجو السوري، وتحديداً للدفاع الجوي، حيث تتعرض
مواقعها لاستهداف متكرر من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي.
أما السبب الثاني الذي يُفسر إعادة النظام
لبلول إلى منصبه رغم وصوله للسن القانوني للتقاعد، فيتعلق بعدم كفاءة اللواء حسان
عباس لتسلم هذا المنصب الهام، وقال عليوي: "الواضح أن هناك أخطاء، في فترة
تعيين عباس، رغم المدة الوجيزة، ولذلك تم التراجع عن القرار".
وحسب مصدر عسكري آخر خاص لـ"عربي21"،
فإن إرجاع بلول يعود إلى أمر إيراني، حيث تريد طهران التحكم الكامل بمطارات النظام
العسكرية والمدنية.
وقال المصدر مفضلا عدم الكشف عن اسمه، تريد
طهران أن تبقي على استخدامها المطارات التابعة للنظام سهلا، ولذلك أعادت بلول لأنه
تابع لنفوذها.
وحسب ما رصدت "عربي21"، تولى بلول
منصب قيادة القوى الجوية والدفاع الجوي، خلفا للواء عصام حلاق، في تشرين الأول/أكتوبر 2012، ويعرف عنه نزعته
الإجرامية.
وفي العام 2015، صنفته منظمة "هيومن رايتس
ووتش"، في المرتبة الرابعة للشخصيات المسؤولة عن انتهاكات خطيرة، تصل إلى
جرائم حرب، حيث جاء بلول بعد رئيس النظام السوري بشار الأسد، والرئيس الروسي
فلاديمير بوتين، ووزير دفاع النظام السابق، العماد عبد الله أيوب.
وقالت المنظمة، إن بلول أحد المسؤولين عن تنسيق
عمليات قصف المقاتلات للمناطق الآهلة بالسكان بأسلحة محرمة دوليا.
وفي العام 2014، كانت الولايات المتحدة، قد
أدرجت اسم بلول على لائحة العقوبات، إلى جانب عدد آخر من جنرالات النظام السوري،
ومن ثم أعلنت دول أوروبية وكندا عن اتخاذ الإجراء ذاته ضد بلول.
ويوصف بلول بـ"ذراع الأسد" لقصف
المناطق السورية الخارجة عن سيطرته، منذ العام 2012، ويعتبر مسؤولا مباشرا عن
تنفيذ كل الهجمات في مناطق المعارضة، ومنها التي تمت باستخدام السلاح الكيميائي.