لا يزال الصهاينة ينظرون إلى مصرنا باعتبارها الخاصرة الأضعف بين دول المنطقة الرئيسية المشابهة من قبيل تركيا وإيران، ولا تزال حكومة الاحتلال ونخب الكيان المحتل، وطاقم
السفارة الصهيونية في القاهرة يتعاملون مع الأمة
المصرية كونهم همجا ورعاعا وإمعات ويتبعون كل ناعق، ويمكن بسهولة استحمارهم واستهبالهم.
آخر هذه المقالب في العهد السيساوي البائس الرديء، ما قامت به السفيرة
الإسرائيلية في القاهرة، الجاسوسة الموسادية المخضرمة "أميرة آرون"، التي أطلت على الشباب المصري مرتدية الأحمر - كصبية تحتفل بالفالنتاين - في محاولة لاستجلاب الناظرين من الشباب والمراهقين بادية كلبؤة جميلة تتحدث بغنج ونعومة؛ داعية شباب مصر لمشاهدة حفل لفرقة موسيقية صهيونية، واصفة ما ستصدره من أنغام بأنه صوت السلام والمحبة.
هكذا إذن أضحت مصر ملطشة لشياطين محور الشر في العالم من نتنياهو إلى ترامب وبومبيو المهزومين إلى حكام أبو ظبي والرياض، وصولا إلى "السيدة آرون!" التي أملك أن أخاطبها نيابة عن شبابنا العربي المصري المنتمي لأمته ودينه من أحفاد عمرو بن العاص وصلاح الدين وجمال عبدالناصر ومحمد مرسي: يا حجة آرون: نعرف سلامكم ومحبتكم المتوهج من رفات الآلاف من أجساد شبابنا وجنودنا المتوارين في صحاري بلادنا الممتدة حيث دفنتهم عصابات الجيش الصهيوني أحياء عطاشى، لم تأخذكم فيهم رحمة أو شفقة في توحش فاق كل توحش!
نعرف إسرائيل من مذبحة بحر البقر، ومن على أطلال مصنع أبو زعبل الملطخ بأشلاء المئات من شبابنا وأطفالنا ونسائنا!
نعرف إسرائيل التي دمرت اقتصادنا بالتعاون مع كل الأنظمة السابقة باستثناء حكم الشهيد مرسي، وفي عهد السيسي حدث ولا حرج؛ حيث باع كل مقدرات مصر في سوق النخاسة الصهيوني والسعودي!
دمروا أعظم مواردنا في الغاز وبتنا نستجديه من الغاز الفلسطيني المغتصب، ولا يزال عملاء إسرائيل يدمرون هذه الصناعة كلما حاول مهندسونا الوقوف على أقدامهم.
العمليات الإرهابية التي نفذتها الاستخبارات الإسرائيلية في مصر شملت تنفيذ عمليات اغتيال وتسميم آبار مياه وتزييف أوراق نقدية، وأنماطا متعددة من الحرب النفسية.
وللتذكير، فإن الحكومة التركية كانت قد طردت "أميرة آرون" لتجاوزها العمل الدبلوماسي إلى التجسسي ورفضت معظم الدول استقبالها كدبلوماسية، الأمر الذي دفع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي للموافقة على تعيينها في مصر.
أمام هذا التردي، فقد أثر بي، وأشعرني بالأمل القادم للولادة المصرية القادمة. إن الشباب المصريين لم تنطل عليه كلمات السفيرة الصهيونية في القاهرة، بل ردوا على دعوتها رافضين هذا العرض الخسيس، مطلقين على تويتر وبقية وسائل التواصل الاجتماعي هاشتاغ الرفض والتحدي (#آرون_مش_حنشوف)، كما غردوا مئات التغريدات ضد الغزو الناعم للثقافة السلطوية الصهيونية الطامعة في مصر، حتى ظهرت السفيرة المشؤومة كالسفيهة المتسرعة.
* مدونة مصرية وناشطة ضد التطبيع
[email protected]